الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

حوار خاص| صناع «غزة مونامور»: الفيلم يحتوي على قصص حقيقية من مآسي الشعب الفلسطيني.. والاسقاطات السياسية غير مباشرة

الرئيس نيوز

الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية تم مزجها بالخيال.. والإسقاطات السياسية جاءت غير مباشرة 


لم نتجاهل واقع "غزة" والحصار الثنائي: من الاحتلال الاسرائيلي خارجيا وحماس داخليا 

حالة فنية فريدة قدمها صناع الفيلم الفلسطيني "غزة مونامور" المشارك في المسابقة الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42، حيث حقق الفيلم نجاح كبير واشاد به كل من شاهده في عرضه الأول بالمهرجان، والذي يعد العرض الأول في الشرق الأوسط بأكمله.

 وتدور أحداث الفيلم حول عيسى بائع السمك الستيني، الذي يقع في حب سهام الأرملة جارته في السوق، لكن قبل أن يصرح لها بحبه يعثر في البحر على تمثال أبوللو (وهو يعد أحد آلهة الحب والجمال عند الإغريق)، هو ما يعطّل قصة حبه ويدخله في مواقف كثيرة.

الفيلم الذي يجسد الصعاب التي يواجهها سكان غزة ويرصد العقبات التي يمر بها أهل غزة بشكل يومي، إلا أنه برغم المعاناة لكن تظل الحياة مستمرة وبها قصص حب واقعية، كما يجمع الفيلم بين الفكاهة والرومانسية في نفس الوقت بطريقة بسيطة تتناسب مع الشخصيات الرئيسية للفيلم.

"الرئيس نيوز" التقى صناع وأبطال الفيلم، وتحدث معهم حول تفاصيل وكواليس التجهيزات، والمصاعب التي واجهتهم، إضافة إلى الحديث عن السينما الفلسطينية بشكل عام ومستقبلها وما تعانيه من أزمات، وعن مشاركتهم في الدورة الـ42 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.



أحد أبطال الفيلم .. محمد نزار : نتطلع للفوز بجائزة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

قال محمد نزار أحد أبطال الفيلم أنه سعيد وفخور بردود الأفعال على الفيلم، خاصة أنها في مهرجان عربي يقام على أرض مصر، مضيفا أنه وافق على الاشتراك بالفيلم بمجرد عرضه من قبل المخرجين عرب وناصر طرزان لثقته في اختياراتهما وأعمالهما الفنية المميزة، كما أكد نزار أنه سعيد بمشاركته في عمل يمثل قصة حب في الصعوبات التي يواجهها قطاع غزة.

وتابع نزار عن مهرجان القاهرة السينمائي قائلا: "مبهور جدا بتنظيم المهرجان وفخور بعرض الفيلم بالمهرجان والمشاركة في المسابقة"، مؤكدا أن مخرجي الفيلم عرب وناصر طرزان دقيقين جدا في عملهما وهو ما أضاف له في أول تجربة بطولة سينمائية له، خاصة أن جاء من عالم المسرح إلى البطولة السينمائية، واشار أنه يتطلع لفوز بجائزة في مسابقة المهرجان الدولية.


مخرجي الفيلم الأخوين (عرب وطرزان) ناصر: الفيلم إنساني وتناولنا السياسة بشكل غير مباشر

قال المخرج الفلسطيني عرب ناصر في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز" أنه أراد هو وشقيقه كسر الصورة النمطية لمدينة غزة بشكل خاص ودولة فلسطين بشكل عام، واشار : دائما نجد أن الحديث عن غزة يدور حول الحصار والتخريب والدمار والإحتلال، ولكننا اتجهنا إلى سياق أخر وهو الحب وسط كل هذه الأحداث، مع نقل معاناة أهل غزة ولكن أكدنا أن الحب موجود وحاضر بقوة رغم الحصار والأزمات التي تواجه هذه المدينة وسكانها.

وأضاف عرب: كانت تلك هي رؤيتنا عندما شرعنا في كتابة الفيلم، فأردنا إظهار الجانب الإنساني لقاطني قطاع غزة، ذلك السجن الكبير المُعاقب بحصار خانق من سلطات الاحتلال الإسرائيلية بالخارج، ومن سلطات حماس المتشددة قي الداخل، حتى البحر المتنفس الوحيد للقطاع، محدد أيضاً بثلاثة أميال بحرية فقط للإبحار والصيد.

من جانبه، أوضح طرزان : "برغم أننا لم نقدم فيلما سياسيا إلا أن السياسة كانت حاضرة بشكل غير صريح لأنها جز من واقع غزة، ولكن ستجد أن السياسة الموجودة في الفيلم محدودة جدا ومأخوذة بشكل هزلي وساخر فقط وغير مباشر".

وأشار طرزان إلى أن الفيلم لاقى استحسان الجمهور المصري بشكل كبير، وهو ما اسعدهم كثيرا بعد أن تابعوا ردود الفعل الايجابية على الفيلم خلال عروضه في المهرجان، وقال: "كنا نثق أن العمل سيعجب الجمهور المصري خاصة أنه يضم الكثير من السخرية والفكاهة التي يتمتع بها الجمهور المصري والسينما المصرية منذ زمن بعيد، ونحن تربينا في الأساس على السينما المصرية".


المنتج راني مصالحة : الفيلم ملائم للجمهور المصري ولمست ردود الفعل الإيجابية في أعين الحضور

تحدث المنتج راني مصالحة منتج الفيلم الفلسيني "غزة مونامور" في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز"، وقال أن الفيلم ليس انتاج فلسطيني فقط ولكنه إنتاج مشترك بين جهات من 4 دول فهو إنتاج فلسطيني فرنسي ألماني برتغالي مشترك، واستغرق تحضيره 4 سنوات بداية من التجهيزات والكتابة والتصوير واختيار الأبطال.

وقال راني ضاحكا: "حالفنا الحظ في الانتهاء من تصوير الفيلم بالكامل قبل بدء انتشار فيروس كورونا، ولكن لم يكمل الحظ جميله معنا وتم اغلاق دور العرض في العالم بأكمله ليمنعنا ذلك من العرض الجماهيري"، مضيفًا أنه برغم مشاركة الفيلم في عدة مهرجانات دولية منها تورنتو، إلا أن العرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي له طبيعة خاصة، لأن العمل قريب جدا من طبيعة الجمهور المصري وبه الطابع الساخر الفكاهي الممزوج بالسياسة.


أشار راني إلى أنه تلقى ردود أفعال إيجابية وجيدة على الفيلم أثناء عروضه في مهرجان القاهرة السينمائي، موضحًا : كنت اراقب ردود فعل الجمهور من بعيد ولمست إعجابهم بالفيلم من متابعتي لهم أثناء العروض.

وأكد أن الفيلم يمزج الواقع بالخيال، لأنه يحتوي على قصة حقيقية من الواقع مع اضافة بعض التعديلات عليها من وحي خيال صناعة، كما أنه لم يتجاهل الاسقاطات السياسية ورصد أحوال سكان غزة ومآسيهم مع الحصار سواء من الاحتلال الفلسطيني أو من حماس، مضيفًا: فضلنا البحث عن وجوه جديدة لبطولة الفيلم، والمشكلة الأبرز كانت فى اختيار الدور الرئيسي للبطولة وبطل العمل جسد أول تجربة سينمائية له، وجاء اختياره من قبل المخرجين عن طريق المتابعة له في العديد من العروض المسرحية التي قدمها سابقا، وكان اختيار أكثر من رائع وأتوقع حصوله على أفضل ممثل في الفيلم خلال مهرجان القاهرة.


في السياق نفسه، أشار منتج الفيلم إلى أن ظروف الإنتاج والتصوير لم تكن سهلة خاصة بداية من الكتابة حتى الوصول إلى التصوير، بالإضافة إلى أن التصوير كان في أكثر من دولة، فبعض اللقطات تم تصويرها في الأردن في مخيمات للاجئين وفي البرتغال.

 وقال مصالحة: "نركز حاليا على عرض الفيلم وتسويقه في المهرجانات الفنية الكبيرة حول العالم، لأننا لا نستطيع المجازفة بطرح الفيلم في السينمات بسبب فيروس كورونا، وأتمنى انتهاء جائحة كورونا خلال الفترة المقبلة وعرض الفيلم تزامنا مع عيد الحب المقبل".

وعن النهاية المفتوحة للفيلم قال:  "كما قلت من قبل الفيلم مقتبس عن قصة حقيقية حدثت بالفعل في غزة عام 2014، حيث عثر أحد الصيادين على تمثال أثري إغريقي في البحر، وقامت منظمة حماس بمصادرة التمثال، ثم بدأت المنظمة بالبحث عن مشتري للتمثال، لإيجاد حل للمشاكل المادية التي تواجهها البلاد، ولا أحد يعرف ما حدث بعد ذلك للتمثال ولا أين هو الأن".


أكد راني خلال حديثة أن الفيلم قريب جدا للسينما المصرية القديمة التي تربى عليها صناعه وأبطاله، ولذلك به الكثير من المواقف الكوميدية، لذا كان عرض الفيلم ملائم كثيرا في مصر.

وأنهى حديثة قائلا: "السياسة قد لا تبدو ظاهرة للعيان لكنها حاضرة بكل تأكيد، فمن المشهد الأول بدأ الهجاء غير المباشر لحماس في ملصقات الأقصى والشعارات الرنانة على الحوائط بينما الجنود يعدون الطعام، أو في محاولات مسئولي حماس بيع التمثال لمتحف دولي عقب استلامه من الصياد، لكن المتحف يخبرهم أن التمثال ينقصه جزء ما، والجزء الناقص من التمثال هو قضيبه المنتصب الذي كسره عيسى أثناء محاولاته إخفاء التمثال في دولاب ملابسه.. كل هذه اسقاطات سياسية ولكنها لم تكن مباشرة".