الأحد 22 سبتمبر 2024 الموافق 19 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد حياة حافلة.. «صالح» يدفن بشروط

الرئيس نيوز

قالت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي في صنعاء، إن ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران طلبت من قبائل «سنحان» دفن جثمان الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في مسقط رأسه شريطة عدم عمل مراسيم جنائزية رسمية. وأضافت أن الحوثيين يضغطون على شيوخ قبائل سنحان لتنفيذ ذلك كشرط لتسليم جثمانه.
وقبل ساعات، تحدث قائد ميليشيات الحوثي الإيرانية عبد الملك الحوثي، عن مقتل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وقال: “نتوجه بالتهاني لكل أبناء شعبنا العزيز وبالشكر لله. اليوم هو يوم سقوط مؤامرة الغدر والخيانة”.
وأضاف أن تغير موقف صالح من الحوثيين كان أكبر تهديد يواجه اليمن لكن فشلت وسقطت هذه المؤامرة سقوطا مدويا بشكل وجيز جدا خلال 3 أيام.
وقتل صالح في كمين على طريق متجه إلى سنحان قرب صنعاء، بعد أن تم ترصد موكبه وإخراجه حيا ثم اغتياله، حسبما أفادت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي العام.
وقالت المصادر إن صالح كان برفقة الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام عارف الزوكا، والقيادي ياسر العواضي، واللواء عبد الله محمد القوسي.
وأضافت أنه فور توجه موكب صالح من شارع الستين إلى بلدة سنحان، تم ملاحقته من قبل 20 مركبة عسكرية من ميليشيات الحوثي، وعند وصولة قرب قرية الجحشي تم إطلاق النيران نحو الموكب، قبل أن يتم اعتقال صالح وقتله.
لم يتردد علي عبد الله صالح خلال مسيرته السياسية التي ناهزت 3 عقود في التحالف مع ألد أعدائه للحفاظ على حكمه وتعزيز مواقعه، وآخر حلقة في سلسلة تحالفاته كانت مع الحوثيين بعد أن حاربهم مرات عدة أثناء وجوده في السلطة فتحالفا عندما خرج منها. انهار هذا التحالف قبل أيام قليلة فجاء رد فعل الحوثيين عنيفا وحاسما، ليلقى صالح مصرعه على يدهم.
قال علي عبد الله صالح ذات يوم: “إن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين”، وتطبيقا لهذه المقولة نجح صالح في التحول إلى لاعب لا غنى عنه في حكم اليمن حتى بعد خروجه من الحكم في أواسط 2011 عقب موجة احتجاجات ضد حكمه الذي استمر ثلاثة عقود.
نجح صالح في البقاء في الحكم كل هذه المدة رغم الأزمات والحروب الداخلية والصراعات القبلية والتي عصفت باليمن، فضلا عن نشاط الجماعات المتطرفة مثل فرع تنظيم في “شبه الجزيرة العربية” وهذا يعود الى حد كبير الى البراجماتية التي تمتع بها. فقد وقف مثلا إلى جانب العراق عندما غزا الكويت عام 1990 لكن ذلك لم يمنعه من التعاون مع الولايات المتحدة عقب هجمات سبتمبر 2001.
لم يتلق علي عبدالله صالح -الذي ولد عام 1942 في قرية بيت الأحمر التابعة للعاصمة صنعاء تعليما نظاميا. فقد بدأ دراسته في كتاب قريته وعندما بلغ السادسة عشر انضم إلى القوات المسلحة، وواصل الدراسة أثناء الخدمة في الجيش.
وكان صالح من بين العسكريين الشباب المسؤولين عن التخطيط لانقلاب السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962 وتنفيذه.
وجرت ترقيته في عام 1963 إلى رتبة ملازم ثان ثم تدرج بالمناصب العسكرية. وجرح خلال الحرب الأهلية التي وقعت عام 1970 بين الجمهوريين والملكيين الذين كانت تدعمهم السعودية.
وشارك صالح في انقلاب عسكري عام 1974، وفي 11 أكتوبر1977 قتل الرئيس إبراهيم حمدي وشقيقه في ظروف غامضة ثم خلفه أحمد الغشمي في رئاسة الجمهورية لأقل من سنة وقتل بدوره ليصبح صالح رئيسا للجمهورية اليمينة (اليمن الشمالي) في أغسطس عام 1978.
وبعد أقل من شهر من مقتل الغشمي أصبح علي عبد الله صالح عضو مجلس الرئاسة رئيس الجمهورية العربية اليمنية بعد أن انتخبه المجلس ليكون الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية.
وفي 1979 قامت مجموعة من الضباط المدعومين من ليبيا بالانقلاب عليه، ولكن الانقلاب فشل لانعدام الغطاء الشعبي، ليتحوّل صالح الى الرجل الأقوى نفوذا في ذلك الوقت لتحالفاته القبلية.
أدى هذا الانقلاب على صالح إلى الاعتماد في إدارة الجيش والمؤسسات الأمنية اليمنية على المقربين من أسرته، فتسلم إخوته من أمه مناصب عسكرية مهمة، كما قرب أبناء منطقته وأدخلهم الجيش والوظائف المهمة بالدولة، ومنح المخلصين من مناطق أخرى ومن ذوي الكفاءات والبعيدين عن الطموح الكثير من المناصب العسكرية والأمنية والمدنية.
أصبح علي عبد الله صالح أول رئيس يمني ينتخبه الشعب مباشرة بانتخابات عام 1999، التي دخلها ضد مرشح وحيد بعد أن رفض البرلمان كل المرشحين الآخرين وقبل أخيراً نجيب قحطان الشعبي نجل الرئيس الجنوبي الأول قحطان الشعبي، والذي كان عضواً بالمؤتمر الشعبي العام لينشق ويترشح ضد صالح.
في العام 2011 تعرض لمحاولة اغتيال في مسجد دار الرئاسة، والذي ترتب عليه سفره إلى السعودية ثم إلى سلطنة عمان والولايات المتحدة لتلقي العلاج حيث قام بتسليم صلاحياته الدستورية لنائبه “عبد ربة منصور هادي” الذي تم انتخابه رئيساً للجمهورية اليمنية لتنطوي بذلك فترة رئاسة “علي عبد الله صالح” لليمن.
أعلن علي عبد الله صالح الحرب 6 مرات على الحوثيين من العام 2004 حتى 2010، في اعتبارهم قوات خارجة عن النظام، قبل ان يتحالف معهم ضد التحالف العربي، حيث كان نفوذ صالح على الجيش بالكبير، ما اعتبره البعض باللاعب الأهم في الصراع اليمني قبل ان ينقلب من جديد على الحوثيين ويعلن مساندة السعودية ليتنهي الأمر بمقتله.