الأحد 22 سبتمبر 2024 الموافق 19 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بعد عملية البوكمال.. "حزب الله العراقي" لأمريكا: ردنا سيكون بحجم عقيدتنا

الرئيس نيوز



توتر جديد يشهده العراق، الذي يعاني الاضطرابات التي تصل أحيانًا حد الفوضى منذ الغزو الأمريكي العام 2002، فبينما نفذت مقاتلات أمريكية فجر اليوم الأربعاء هجوما على أحد مقرات قوات الحشد الشعبي في منطقة البوكمال الحدودية مع سوريا؛ ما أسفر عن سقوط نحو 25 قتيلًا و50 جريحًا، توعدت كتائب "حزب الله العراقية" المستهدفة بالرد المناسب على تلك العمليات، ما ينذر بتصعيد خطير ربما تشهده المنطقة بأسرها خلال الفترة المقبلة.
عملية الاستهداف هي جزء من حرب غير مباشرة بين إيران التي باتت تسيطر على مجريات الأمور في بلاد الرافدين، عبر تشكيلها العديد من المليشيات التي تأتمر بأوامرها مباشرة وتمثل وسائل ضغط على حكومات بغداد المختلفة.
وبينما لم نتمكن (الرئيس نيوز) من الوصول إلى أي من قيادات "خزب الله العراقي" لأخذ تعليق على العملية وما هو متوقع من ردات فعل انتقامية. كتب المتحدث باسم كتائب "حزب الله" عبر صفحته على موقع التواصل "فيسبوك": "لمن يسألُ عن الرد: سيكون بحجم عقيدتنا.. وإنه قسمٌ لو تعلمون عظيم، لن يهنأ جفنٌ حتى نذرهم بددا".
تقول الإدارة الأمريكية إن هجوم البارحة هو رد على الهجوم الذي قيل ان عناصر الحشد الشعبي قامت به قبل أيام واستهدف قاعدة "كي 1" الامريكية في كركوك، ما أسفر عن مقتل متعاون أمريكي. فيما يعد الهجوم على القاعدة إحراج للرئيس الأمريكي الذي تطارده التحقيقات التي ربما يتمخض عنها قرار بعزله، لذلك استهدف القيام بعملية لتبيض صفحته من جهة، ولإنذار الحشد الشعب بأن المقاتلات الأمريكية قادرة على الوصول إليهم، من جهة أخرى. 
فيما قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة اتخذت "إجراءات حاسمة" ضد المليشيات الإيرانية داخل العراق، مضيفًا في مؤتمر صحفي من مقر الرئيس الأمريكي في ولاية فلوريدا، أن التهديدات ضد القوات الأمريكية كانت مستمرة منذ أسابيع.
واعتبر بومبيو، الذي ظهر إلى جانب وزير الدفاع مارك إسبر ومارك ميلاي رئيس هيئة الأركان المشتركة، أن قرار الغارات الجوية ضد مواقع حزب الله العراقي التابع للحشد الشعبي، " يتناسب مع مواقف الرئيس ترامب المتشددة ضد إيران"، وأن الإدارة الأمريكية " لن تسمح لجمهورية إيران الإسلامية باتخاذ إجراءات تعرض الرجال والنساء الأمريكيين للخطر".
وأرجع وزير الخارجية الأمريكي، قرار بلاده بتنفيذ تلك الغارات والتي راح ضحيتها، بحسب المتحدث باسم الحشد الشعبي في العراق، إلى أن " الأرواح الأمريكية في خطر".


من جانبه، قال وزير الدفاع مارك إسبر، إنه أطلع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تفاصيل الضربات الأمريكية في العراق، مشيرًا إلى أن المحادثة شملت مناقشة الإجراءات الإضافية المحتملة. موضحًا أن الإدارة الأمريكية "ستتخذ إجراءات إضافية عند الضرورة لضمان الدفاع عن النفس وردع المزيد من السلوكيات السيئة من قبل المليشيات أو من إيران".
كان رئيس الوزراء العراقي في حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، أعلن رفضه للعمليات معتبرًا إياها انتهاكًا لسيادة العراق وتصعيدًا خطيرًا يهدد أمن العراق والمنطقة. بينما أوضح الناطق باسم قائد القوات المسلحة العراقية، عبد الكريم خلف، خلال مقابلة مع قناة "العراقية"، أن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أبلغ رئيس الوزراء العراقي قبل نصف ساعة من الغارات الجوية الأمريكية، بزعم أن المواقع تابعة للحشد الشعبي، هي الوحدات التي يشتبه الأمريكيون في إطلاق الصواريخ على القاعدة العسكرية في كركوك والتي أدت إلى مقتل أمريكي وإصابة عدد من الأمريكيين والعراقيين.
أضاف خلف: "لقد عبر رئيس الوزراء العراقي عن معارضته الشديدة لهذا القرار الأحادي الجانب وقلقه من أنه سيؤدي إلى مزيد من التصعيد وطالب وزير الدفاع الأمريكي بوقف الضربات الجوية على الفور".
بدورها، وصفت الخارجية الروسية الغارات الجوية الأمريكية بأنها "غير مقبولة وذات نتائج عكسية". فيما حذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، الولايات المتحدة من "عواقب" استهداف كتائب "حزب الله" في العراق وسوريا التابعة للحشد الشعبي، وقال، الاثنين، "لقد أظهرت الولايات المتحدة بشكل علني دعمها للإرهاب وأظهرت إهمالها لاستقلال الدول وسيادتها الوطنية"، مضيفًا: "يجب أن تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية وتبعات الهجمات غير القانونية".
كما أدان "حزب الله" اللبناني، الغارات الجوية الأمريكية في العراق وسوريا، واصفًا، الهجمات الأمريكية بأنها "انتهاك صارخ لسيادة وأمن واستقرار العراق والشعب العراقي". 
ويبدو أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدًا من التوتر في المنطقة، إذ من المرجح ان ترد قوات الحشد الشعبي المدعومة إيرانيًا على العمليات الأمريكية، إلا إذ قررت طهران التهدئة وعدم مواصلة التصعيد ضد واشنطن.