الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"هنا تجد السلام".. فاتن والهواري يفككان الصورة النمطية عن الصعيد

الرئيس نيوز

سلطت صحيفة Egyptian Streets الضوء على وجوه متميزة في الصعيد، ومن بينهم فاتن أبو بكر، التي قالت: "بعد أن عشت في صعيد مصر لمدة عام واحد، هنا وجدت الحب والسلام والجمال في كل شيء حولي"، نشأت فاتن في  الإسكندرية ، وتبلغ  من العمر 25 عامًا ، وهي مصورة وراوية قصص بصرية، قررت الانتقال إلى أقصى جنوب مصر لاعتقادها أن هناك ما يستحق توثيقه بالكاميرا وهناك ما هو أكثر في هذا الجانب من البلاد من مجرد صور نمطية يغلب عليها الفقر والانتقام والجهل والثأر، على عكس الاعتقاد الشائع، واكتشفت فاتن أن العكس صحيح، وعن ذلك تقول: "شعرت أن هذه الأرض لديها ما يكفي من السلام والحب ليغمر العالم بأسره".

وتؤكد مارينا مكاري التي أعدت التقرير للصحيفة أن فاتن جنباً إلى جنب مع المخرج الوثائقي المولود في أسوان والمقيم في قنا، محمود أحمد ، المعروف شعبياً باسم محمود الهواري وجدوا في الصعيد ما يشبع شغفهما بالقصص الإنسانية، وهدفهما في نهاية المطاف تغيير الصورة النمطية التي دأبت وسائل الإعلام على نقلها عن صعيد مصر، وأطلقا فيلم Humans of Upper Egypt في عام 2018. 

من جانبه، وصف الهواري ، 33 عاما ، نفسه بأنه "رجل صعيدي حتى النخاع"، وبزيارة واحدة إلى منصتهما الرقمية للصور، يمكن للمرء أن يشعر بسهولة بالشعور بالانتماء والعلاقة التي بناها مؤسسا المنصة مع جنوب مصر، فقد ركزت الصور على الحقائق التاريخية حول العمارة في صعيد مصر، والعادات والتقاليد والمهن والحرف اليدوية، فضلاً عن المناسبات والاحتفالات الخاصة ، تسلط صورهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم الضوء على جانب آخر من صعيد مصر ، غالبًا ما يتم تجاهله أو إخفاءه في وسائل الإعلام.

الصورة عبر بشر صعيد مصر

اكتشف الهواري وفاتن الإسكندرانية مجتمعًا بأكمله له أسلوبه الفريد في العادات والتقاليد والفنون الشعبية بجميع أنواعها والحرف والمهن التي تتراوح من زراعة الأراضي إلى الحرف اليدوية وخصائص مميزة في الهندسة المعمارية والنحت، وهو مجتمع غني جدًا بالموارد البشرية، وهو، بالمناسبة ، على درجة عالية من التعليم والمعرفة، على عكس ما يتم مشاركته في وسائل الإعلام المختلفة، وتحدث الهواري وفاتن عن معارضتهما لمعظم الأفلام والمسلسلات الدرامية المصرية التي تقصر باستمرار صعيد مصر على الفقر والانتقام والمرض والجهل. ويدافعان عن صعيد مصر الذي اكتشفا بالتعايش أنه مجتمع مثل أي مجتمع آخر، بكل من نقاط القوة والضعف فيه، وأضافا: "لديهم ثقافة وفن ، والصعيد مكان آمن للغاية للعيش بسلام".

في إطار جهودهما لكسر هذه الصور النمطية، تعمل فاتن أبو بكر والهواري على إنشاء ذاكرة بصرية للحاضر والمستقبل. من خلال Humans of Upper Egypt، ويهدفان إلى توثيق وإنشاء ذكريات حقيقية من شأنها أن تعيش حتى بعد وفاتهما، ويعتقد محمود الهواري أن الصور تساهم بقوة في تنمية المجتمع، وبالتالي يعتبر بشر صعيد مصر وسيلة لنشر قيم وثقافة وعادات وتقاليد مجتمع الصعيد من خلال التصوير الفوتوغرافي والسينمائي، و قاما بالفعل بتصوير أكثر من 100 وجه صعيدي مصري. وتختتم فاتن أبو بكر في مقالها عن العيش لمدة عام في مجتمع صعيد مصر: "لقد أمضيت أعوامًا أحاول دون جدوى أن أجد السلام بيني وبين نفسي، لكنني وجدت هذا السلام الآن".