الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مع تدفق المياه.. هل تعيق أزمات التنفيذ الملء الثاني لسد النهضة؟

الرئيس نيوز

فى ظل توقف مفاوضات سد النهضة المتعثرة والمتوقفة، التى فشلت فى الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم ونهائي حول الملء والتشغيل للسد، وآلية فض المنازعات، تتوالى التصريحات الإثيوبية السودانية المتبادلة، خاصة بعد إعلان إثيوبيا بدء الملء الثاني فى يوليو المقبل، بشكل منفرد دون توافق على قواعد الملء، والتشغيل وفى ظل فشل الاتحاد الإفريقي فى تقريب وجهات النظر.

وأكدت مصادر مطلعة على ملف المياه، ضرورة التعامل مع التصريحات الإثيوبية الأخيرة بشأن الملء الثاني بإرادتها المنفردة، كما لا ينبغي التعامل بحسن نية، خاصة وأن حسابات جودة التنفيذ اخر ما يمكن التفكير به لأن غرضهم سياسي بإمتياز ولا علاقة للفنيات بقصة السد من الأساس، بالإضافة إلى استمرار مرور المياه من الممر الأوسط،  ووجود ركام أمام البوابات السفلية بالسد الإثيوبي، وهو ما قد يرجع إلى رفع الرواسب الطميية من أمام البوابات تمهيدا لفتح بوابة أو بوابتين، خاصة أن هناك بوابتين مغلقين تماما، وقد يكون بسبب علاج خطأ فني حدث خلال تجارب الفتح منذ فترة، كما أنه إذا استمر الاحتمال التاني سوف يتم فتح ممري الاستخدامات أعلى البوابات، وقدرته على التمرير حوالى 25 مليون متر مكعب من المياه.

وكشفت صور الأقمار الصناعية الأخيرة، استمرار مرور المياه من الممر الأوسط حتى اليوم الأربعاء، مع ثبات السعة بالسد الى 4.5 مليار متر مكعب وفقا للرقم الرسمي الإثيوبي، وهو الرقم الذي تم الحصول عليه انها اقل من ذلك وتقترب من 3.5 مليار متر مكعب، كما زالت البوابات مغلقة وكذلك ممري الإستخدامات مقارنة بالفترة الماضية لأعمال غلق الممر الأوسط،  كما أوضحت أن أعمال صب مواد عازلة تم خلال فبراير ومارس من العام الماضي وبدء أعمال الخرسانة المضغوطة.

النهضة يهدد سد الروصيرص

فى حالة رغبة إثيوبيا فى إتمام مرحلة الملء الثاني، فيجب عليها غلق الممر الأوسط خلال شهر إبريل المقبل بالخرسانة مع تعليته من 12 إلى 17 متر، وذلك لتنفيذ الملء بسعة تصل إلى 9 مليار متر مكعب من المياه، ومن ثم الوصول إلى منسوب 595 مترا واحتجاز 18.4 مليار متر مكعب بإرادتها المنفردة دون اتفاق قانونى.

وأكد المهندس مصطفى حسن رئيس الجهاز الفني بوزارة الري السودانية، إن هنام رفض تام للملء الثاني بشكل أحادي ودون توقيع اتفاق قانوني ملزم لإثيوبيا، مشيرًا إلى أن التصريحات الإثيوبية، بشأن الملء الثاني دون توافق مع السودان ومصرتشكل خطرا على سد الروصيورص السوداني، وكذلك على حياة و20 مليون مواطن والتأثير السلبي على مشاريع الري على النيل الأزرق، والنيل الرئيسي.


مشكلات فنية تواجه التخزين

من جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن المفاوضات لم تنجح في التوصل إلى إتفاق قانونى ملزم حول الملء والتشغيل للسد، وذلك فى ظل توالى التصريحات الإثيوبية ببدء الملء الثاني بارادتها المنفردة خلال يوليو المقبل، مشيراً إلى إستمرار تدفق المياه من الممر الأوسط حتى الآن، ولكن بمعدل أقل من الشهور الماضية ويصل إلى حوالى 30 مليون متر مكعب يوميا من المياه ومن المتوقع زيادته مع هطول الأمطار خلال بداية يونيو المقبل، وهو ما يعنى أن أديس أبابا لم تقوم للآن بتعلية الجزء الأوسط من سد النهضة، وهو الجزء الذي لو تم بناؤه وإنشاؤه سيسهل بدء المرحلة الثانية من مل الخزان في يوليو المقبل.

وأوضح شراقى لـ"الرئيس نيوز "، إن مسألة إستمرار تدفق المياه من الممر الأوسط واعلى السد تؤكد أن جسم السد الإثيوبي لم يشهد أي إنشاءات جديدة، وهو الذي كان مقررا الانتهاء الكلي منه منذ ثلاث سنوات ويتوقع وفق التقديرات الانتهاء منه بعد 3 سنوات على الأقل من الآن، ولذلك فإنه من الواضح وجود عدة مشكلات فنية تعترض تركيب أول توربينتين، وتقف وراء تأخر إنشائه، بالإضافة إلى تفاقم الصراع في منطقة تليجراى، مما أدى لتأخر شروع إثيوبيا في تنفيذ أي إنشاءات بالممر الأوسط لإتمام عملية التخزين، التى تحاول إثيوبيا إتمامها دون اتفاق مع مصر والسودان.

 من جهته أكد الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، إنه رغم تدفق المياه من الممر الأوسط لسد النهضة وتصريحات إثيوبيا بشأن الملء الثاني فى يوليو المقبل، فإن التخزين، عند منسوب 595 مترا يقدر في حدود 17 مليار متر مكعب، وهو ما يتطلب إتمام وإنهاء الأعمال الإنشائية لإغلاق الممر الأوسط، وهو أمر قد يصعب الوصول له هذا الصيف.

وأوضح أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية لـ"الرئيس نيوز"، إنه من الضرورى إجبار إثيوبيا على إتفاق قانونى وعدم الشروع فى الملء الثاني بإرادتها المنفردة، مشيراً إلى أن هناك محوريين أساسيين على المستوي الفني وهما ملء بحيرة سد النهضة ثم تشغيل السد، حيث يبلغ حجم بحيرة سد النهضة 74 مليار متر مكعب مقسومة إلى سعة ميتة وهي تلك المياه تحت مستوى فتحات تصريف المياه في السد، وسعة حية هي تلك المياه التي يتم تصريفها من السد، السعة الميتة هي بالنسبة لمصر والسودان مياه معدومة، ولكن ينبغى عدم الإذعان للمماطلة الإثيوبية المنفردة والقيام بخطوات منفردة.