الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الأزمة الليبية.. أردوغان يسعى للتخلص من حلفائه بـ«إخوان ليبيا»

الرئيس نيوز

يتصاعد غضب أنقرة من إخوان ليبيا، لا سيما في ضوء ما يبدو أنه إصرار بعثة الأمم المتحدة على تنفيذ اقتراح تعيين عقيلة صالح، الرئيس الحالي للبرلمان الليبي، رئيسًا للمجلس الرئاسي الجديد، ووزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا رئيسا للحكومة.

في السياق نفسه، وفقًا لصحيفة The Weekly الأمريكية، تتزايد التكهنات حول نية أنقرة، التخلص من جماعة الإخوان المسلمين الليبية، واستبدالها بما يُعرف محليًا بـ"حركة المفتي" أو "جماعة ليبيا المقاتلة"، وهي جماعة معروفة بمواقفها المتشددة الرافضة لأي تسوية، من شأنها إشراك غيرهم في السلطة.


أنقرة تخاف من عقيلة صالح

يبدو أن الإخوان المسلمين في ليبيا يسيرون على نهج بعثة الأمم المتحدة، لكن هذا بدوره يشكل معضلة لمصالح تركيا في ليبيا، تخشى أنقرة من أن عقيلة صالح، بمجرد توليه رئاسة المجلس الرئاسي، قد يدفع باتجاه إلغاء اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعها فايز السراج، الرئيس الحالي للمجلس الرئاسي، في نوفمبر من العام الماضي، والتي أشعلت شرارة اضطرابات وخلافات إقليمية واسعة النطاق وأثارت رد فعل دولي كبير.

وتداولت وسائل إعلام ليبية محسوبة على الإسلاميين خلال الفترة الماضية تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعبر عن غضبه من تقارب باشاغا مع فرنسا ومصر. ولم يتم الكشف عن مصدر هذه التصريحات.

وشن ناشطون تابعون لحركة المفتي - وهي حركة سميت على اسم المفتي المعزول صادق الغرياني المعروف بفتاواه المتطرفة التي تحرض على العنف والحرب - حملة ضد باشاغا واتهموه بـ "الخيانة" وبإفشاء أسرار عسكرية تتعلق بتركيا.

ومن أبرز هذه الأصوات المعادية الناشط السياسي نعمان بن عثمان، الذي كان له في السنوات الأخيرة مسيرة متقلب كناشط، دافع أولاً عن النظام السابق، ثم دعم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، لينتهي به الأمر. خلف التيار المتشدد الجماعة المقاتلة الليبية التي انتمى إليها خلال التسعينيات وقاتل في صفوفها في حرب أفغانستان.

بن عثمان الآن هو عنصر أساسي في القنوات الليبية التي تبث من تركيا. وزعم مؤخرًا أن أنقرة حصلت على نسخة من الحوار الذي دار بين باشاغا والأحزاب المصرية، وأن باشاغا "أثار قضايا تؤكد خيانته للحليف التركي الذي دافع عن طرابلس في لحظة المشقة التي كان فيها العالم قد تخلى عنها". لقد دفعتنا، وتركيا تلك الحرب بأكثر من 28 شهيدًا ".

واعتبر بن عثمان أن باشاغا تأثر بمبعوثة الأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني ويليامز، عندما كشف أسرارا تتعلق بتركيا في مصر، وأنه فعل ذلك أملا في الحصول دعم مصر لترشيحه لرئاسة الحكومة الجديدة.

وأشار مراقبون إلى أن استياء أنقرة من باشاغا بدأ قبل زيارة الأخير لمصر وفرنسا. ويعتقدون أن عدم ثقة أنقرة في باشاغا كان وراء تعيين صلاح الدين النمروش وزيرا للدفاع في أغسطس الماضي.

ولاحظ مراقبو تصريحات نمروش سعيه المستمر للتصعيد، ورفض قبول وقف إطلاق النار مع الجيش الوطني الليبي، ولم يبارك اللقاءات التي جرت في هذا السياق، إضافة إلى حديثه الإقصائي المستمر عن قيادة الجيش.

قبل يومين فقط، تحدث نمروش عن ضرورة السيطرة على جميع الأراضي الليبية بالقوة، مهددًا بالمرور على سكان وقبائل شرق ليبيا الذين يدعمون الجيش.

منذ بداية المساعي الأخيرة للتسوية السياسية، لم تخف تركيا رفضها للعملية، خاصة فيما يتعلق بالمسار العسكري، بينما واصلت إرسال السلاح والتعبئة بالقرب من سرت استعدادًا لهجوم مرتقب في حال النتائج. من العملية السياسية تتعارض مع مصالحها في ليبيا.

ثلاثة سيناريوهات

تراهن تركيا على فوز عبد الحميد الدبيبة، رجل أعمال من مصراتة، بمنصب رئيس الحكومة. ويحظى الدبيبة بدعم قوي من عمه رجل الأعمال علي الدبيبة صاحب قناة السلام الفضائية التي تبث من تركيا. تراهن أنقرة أيضًا على عبد الجواد العبيدي من المنطقة الشرقية ليصبح رئيس الوزراء المقبل.

سبق أن اتُهم الدبيبة، بمحاولة شراء دعم المشاركين في منتدى الحوار السياسي الليبي في تونس من أجل ترادف الدبيبة - العبيدي، وكانت المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز قد ألمحت وقتها إلى حدوث انتهاكات ومحاولة رشاوى في المنتدى دون ذكر أسماء محددة، الأمر الذي دفع علي الدبيبة إلى مطالبتها بتوضيح تلك الاتهامات.

ويحذر مراقبون من أن التيار الإسلامي المتشدد، يقترب من السيطرة على ليبيا، خاصة، بعد نتائج التصويت على آلية الترشيح لمنصبي رئيس مجلس الرئاسة ورئيس الوزراء.