الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

السعودية تكافح التغلغل الإخواني في التعليم

الرئيس نيوز

تواصل وزارة التعليم السعودية الجهود الرامية إلى كبح نفوذ تنظيم الإخوان الإرهابي في النظام التعليمي بالبلاد. وقررت السلطات مؤخراً عزل المعلمين الذين يصرون على غرس الأفكار المتطرفة والمضادة للتسامح وموضوعات موروثة من مناهج دراسية سابقة كانت تهيمن عليها الإيديولوجية الإخوانية.

وأشار تقرير بصحيقة آراب ويكلي اللندنية، إلى أن مثل هذه الأفكار تتعارض مع الخيار السعودي الحالي للقيم الثقافية والدينية للانفتاح والاعتدال. وأضاف التقرير أن وزير التربية والتعليم السعودي، حمد آل الشيخ، منح مديري التعليم الإقليمي سلطة "الإبعاد الفوري لأعضاء هيئة التدريس بالمدرسة الذين يرتكبون انتهاكات فكرية وتكليفهم بمهام إدارية خارج المدارس على أساس مؤقت لحين يتم اتخاذ قرار بشأنهم".

لكن بعض المحللين وصفوا الخطوة بأنها جاءت متأخرة. وأشاروا إلى أن قرار الوزارة السابق بحذف كتب أيديولوجيين إخوان من المناهج الدراسية حقق أهدافه في ظل استمرار حضور المعلمين المشبوهين بأفكار الإخوان المتطرفين، بما في ذلك الميل لاتهام الآخرين بالردة.

ولا ينص قرار الوزارة الجديد على فصل المعلمين المؤيدين لجماعة الإخوان من وظائفهم، لكنه يحظرهم فقط من الوصول إلى الفصول الدراسية. ونفذت الإمارات العربية المتحدة منذ فترة طويلة تدابير مماثلة لتخليص نظامها التعليمي من الإيديولوجيات المتطرفة.

برنامج "تمكين الإخوان"

وفي مارس 2018، قررت وزارة التعليم استبعاد بعض المعلمين في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، بالإضافة إلى أعضاء هيئة التدريس في الجامعات، بتهمة "التأثر بأفكار الجماعات المحظورة المصنفة على أنها إرهابية، بما في ذلك الأفكار الإخوانية". وتنفذ المملكة العربية السعودية خطة طويلة الأجل لتفكيك جميع جوانب سيطرة الإخوان على المجتمع السعودي، وخاصة في القطاعات الحيوية مثل التعليم والإعلام والشؤون الدينية، وهي المجالات التي استهدفها برنامج "تمكين الإخوان" منذ الستينيات.

في السنوات الأخيرة، استهدف الإخوان خطوات الإصلاح التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، من خلال السعي لتحريض الجماعات السعودية المحافظة على سياسات الرياض الثقافية والترفيهية الجديدة. وشملت السياسات الترويج للسياحة واستضافة فنانين أجانب.

يعتقد المراقبون أن قرار الوزارة نقل المدرسين المشبوهين بأيديولوجية الإخوان إلى مهام غير تعليمية يكشف عن وعي سعودي رسمي بطبيعة واستراتيجية المجموعة.

كان الإخوان المسلمون على دراية بأهمية التعليم في التأثير على التوجه الإيديولوجي للمجتمع، ولهذا السبب سيطروا عليه لعقود على الرغم من علاقته الهشة في بعض الأحيان مع السلطات السعودية.

في نهاية عام 2015، قررت المملكة العربية السعودية حذف 80 كتابًا مرجعيًا للترويج لفكر الإخوان من المناهج المدرسية والجامعية والمكتبات، من بينها كتب من قبل أيديولوجيين الإخوان الرئيسيين مثل حسن البنا، وسيد قطب، ويوسف القرضاوي وأبو الأعلى المودودي.

تاريخ الإخوان في السعودية

توافد أعضاء جماعة الإخوان  على السعودية من مصر في الستينيات بعد مواجهة مع حكومة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومحاكماتهم في مصر ما دفع مئات منهم إلى الهجرة إلى دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية.

جاءت الموجة الثانية من هجرة الإخوان إلى السعودية بعد حرب الكويت عام 1991، التي فتحت أبواب دول الخليج للمدرسين المصريين من جميع المستويات.

وجد الإخوان المسلمون في السعودية فرصة ذهبية لإعادة تأسيس نفوذهم في المؤسسات الحيوية للبلاد وحماية نشاطهم من أي متابعة.

يعد السوري محمد سرور زين العابدين، مؤسس السلفية السرورية في المملكة وهي أيديولوجية تمزج السلفية، من أجل خطب ود الشعب السعودي الذي يعرف بتدينه ولإرضاء التوجه الرسمي للدولة في المملكة العربية السعودية، مع تفكير الإخوان الذي يقوم على تسييس الدين.

أحد الشخصيات المعروفة بالتيار السروري في المملكة العربية السعودية هو سلمان العودة، والمحتجز حاليًا في المملكة العربية السعودية بتهمة العلاقات غير المشروعة مع قطر والتنظيم الدولي للإخوان  بقيادة يوسف القرضاوي.