السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

الوصول للفضاء أسهل.. مهندس "مروحية المريخ" يكشف صعوبة دخول غزة

الرئيس نيوز

عمل لؤي البسيوني، مهندس إلكترونيات من غزة، مع فريق ناسا الذي صنع التاريخ هذا الشهر بإطلاق مروحية تجريبية من على سطح المريخ. 

ويقول إن رحلته إلى مسقط رأسه في قطاع غزة تبدو أصعب من الإنجاز الذي ساهم فيه بسبب القيود الإسرائيلية، وكان سكان قطاع غزة قد علقوا الملصقات احتفاءًا بالبسيوني.

وقال البسيوني لوكالة أسوشيتيد برس في مقابلة بالفيديو من منزله في لوس أنجلوس: "عندما تتعامل مع الإلكترونات والتكنولوجيا، يمكنك حساب الأشياء ومعرفة مسارها، ولكن عندما تتعامل مع الناس والسياسة، فأنت لا تعرف إلى أين يمكن أن تذهب الأمور".

يبلغ البسيوني 42 عامًا وقام برحلة مذهلة من بلدة بيت حانون الصعبة بالقرب من الحدود الإسرائيلية شديدة الحراسة إلى مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأمريكية في كاليفورنيا، حيث عمل كمتعاقد وساعد في تصميم طائرة الهليكوبتر التي تعد رمزًا للإبداع والتفكير في العالم.

غادر لؤي البسيوني غزة في عام 1998 للدراسة في الولايات المتحدة ولم يعد إلا مرة واحدة، في زيارة قصيرة عام 2000 قبل الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي بدأت في أواخر ذلك العام وأسفرت عن مقُتل حوالي 1000 إسرائيلي واستشهاد 6000 فلسطيني خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية اللاحقة.

كان القتال شديدا بشكل خاص في المدن الحدودية وحولها مثل بيت حانون. يقول البسيوني إن الدبابات العسكرية الإسرائيلية جرفت بساتين الفاكهة الخاصة بوالده أربع مرات.

انسحبت إسرائيل من غزة عام 2005، لكن بعد عامين استولت حركة حماس على السلطة في القطاع ومنذ ذلك الحين، فرضت إسرائيل حصارًا يحد بشكل صارم من حركة الأشخاص والبضائع من وإلى الشريط الساحلي الضيق، الذي يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني. وتقول إسرائيل إن الحصار أمر حيوي لمنع حماس التي تسعى لتدمير إسرائيل من استيراد أسلحة. وبينما اجتازت غزة أزمة تلو الأخرى، تابع البسيوني دراسته في الولايات المتحدة.

وكافح لؤي من أجل تحمل الرسوم الدراسية في جامعة كنتاكي، خاصة بعد هدم مزرعة الأسرة بالجرافات. قال في وقت من الأوقات إنه عمل أكثر من 90 ساعة في الأسبوع في محل سندويتشات صب واي لتغطية نفقاته. انتقل في النهاية إلى جامعة لويزفيل، حيث حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية.

في عام 2012، تم تعيينه من قبل شركة تكنولوجيا كانت تعمل على تطوير الطائرات الكهربائية. بعد ذلك بعامين، تم التعاقد مع الشركة من قبل وكالة ناسا لمشروع مروحية المريخ، وتمت ترقية البسيوني لقيادة فريق مهندسي الإلكترونيات.

أمضى 6 سنوات في العمل جنبًا إلى جنب مع علماء ناسا الآخرين لتطوير نظام الدفع للمروحية ووحدة التحكم الخاصة بها والمكونات الرئيسية الأخرى.

وتابع البسيوني كل لحظة من الرحلة، وانتظر بقلق أي إشارة إلى أن المروحية تعمل بمجرد إطلاقها. قال: عندما وصلت الصور الأولى إلى الأرض والمروحية تحلق، "صرخت في منتصف الليل وأيقظت جميع من في المبنى، لقد كان انتصارًا". تجدر الإشارة إلى أن إنجاز فريق البسيوني ينظر إليه باعتباره لا يقل أهمية عن لحظة نجاح إخوة رايت في تاريخ الطيران. ومنذ ذلك الحين، أجرى البسيوني العديد من المقابلات التلفزيونية مع وسائل إعلام غربية وعربية وأصبح بطلاً في مسقط رأسه في بيت حانون. لكنه يقول إنه من غير المرجح أن يزور غزة في أي وقت قريب بسبب قيود السفر.

إذا أراد الزيارة، فعليه المرور عبر الأردن أو مصر، لأن إسرائيل لا تسمح لسكان غزة بالدخول أو الخروج من مطارها الدولي. في الأردن، سيتعين عليه انتظار حافلة لنقله من جسر اللنبي الذي يعبر الضفة الغربية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية وإسرائيل إلى معبر إيريز مع غزة وسيتطلب كل اتجاه تصريحًا إسرائيليًا، وهي عملية يمكن أن تكون معقدة وتستغرق وقتًا طويلاً وغير مؤكدة. يقول لؤي إن والده، الذي تقاعد كطبيب جراح في عام 2012 ويعيش الآن في ألمانيا، زار غزة عبر مصر في عام 2019.