عاجل| بعد رفض مصر تهجير الفلسطينيين.. ما هي أدوات ترامب للضغط السياسي؟
وسط تصاعد التحركات الأمريكية بشأن القضية الفلسطينية، واقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سكان غزة إلى مصر والأردن، بينما رفض الطرفين بشكل قاطع هذا المقترح الذي أثير من قبل مع تمسك الفلسطينيين أنفسهم بعدالة قضيتهم، يُطرح عدة تساؤلات عن إمكانية فرض واشنطن عقوبات اقتصادية على القاهرة وعمان حال تمسك ترامب بالمقترح.
استبعد خبراء تحدثوا لـ"الرئيس نيوز" هذا السيناريو مع إعلان ترامب استمرار المساعدات لمصر والتأكيد على عمق العلاقات بين مصر وأمريكا، ولكنهم لم يخفوا ضرورة التحوط بخفض الارتباط بالاقتصاد الأمريكي، والذي يبدو أنه سيدخل في صراعات حادة قد تؤثر على الاقتصادات العالمية.
وقال الدكتور خالد شافعي رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن مصر يجب أن تخفف من ارتباطها بالدولار من خلال خفض الاعتماد على الاستيراد بالدولار، وبالتالي تأثر عملتها المقومة بالدولار أو إصدارات الديون في الأسواق العالمية والتي تتأثر بالعلاقة بين العملة المحلية والدولار.
توطين الصناعات
وأوضح شافعي، أن مصر تعاني من عجز مزمن في الميزان التجاري مما يعكس ضرورة التحول نحو تعزيز علاقاتها بباقي الدول لجذب استثمارات لتوطين الصناعات وخفض الاستيراد مقابل زيادة الصادرات.
البريكس رمانة الميزان
وأضاف أن تحالف "بريكس" والدول المنضمة إليه لا يستهان بها اقتصاديا، لذا؛ فإن تعميق استفادة مصر من انضمامها لتحالف بريكس يقلل من أي أخطار محتملة حال اتخاذ أمريكا قرار بالضغط على مصر ووقف مساعدتها أو علاقاتها التجارية.
هل يتوقف برنامج مصر مع صندوق النقد الدولي؟
أشار شافعي إلى أن عدم قيام صندوق النقد الدولي حتى الآن بإدراج مصر على جدول مجلس الإدارة يثير علامة استفهام خاصة أنه أعلن منذ شهر عن موافقة الصندوق على المراجعة الرابعة ولكن لم يجرى التصويت بعد.
وتابع أن هذا الملف سيظهر موقف أمريكا والتي تستحوذ على نسبة تصويتية ضخمة بالصندوق حال إتمام المراجعة الرابعة قريبا أو استخدامه كورقة ضغط.
وأكد أن إمكانات مصر الاقتصادية لم تستغل بعد وتمتلك قدرات اقتصادية خارقة سواء من المعادن أو الشواطئ واستغلال الترويج للاستثمار والسياحة، وتنهي مصر هذا الاتفاق إذا استخدم للضغط عليها، لافتا إلى أن الاهتمام بالسياحة قد يجلب إيرادات تفوق ال 100مليار دولار وملف التعدين الذي تتهافت عليه دول الاتحاد الأوروبي ولم يستغل الاستغلال الأمثل قد يجلب نحو 30 مليار دولار سنويا.
قناة السويس
قالت مصادر بقطاع النقل البحرى لـ"الرئيس نيوز"، إن الخطوط الملاحية لا ترغب في العودة حاليا إلى قناة السويس وستواصل إبحارها عبر رأس الرجاء الصالح لحين هدوء التوترات في المنطقة.
وأضافت المصادر أنه رغم هدوء الأجواء إلا أن الخطوط لا تزال تعبر طريق رأس الرجاء الصالح، مشيرة إلى أن هناك طلبات فعليه بالحصول على حوافز تخص خفض رسوم العبور والحصول على حوافز لتموين السفن.
وفي السياق، قال الدكتور محمد داود نائب رئيس الأكاديمية البحرية، إن عودة الخطوط الملاحية للمرور من قناة السويس يرتبط باستمرار الهدنة، وبالتالي مع توقف أعمال الحوثيين في البحر الأحمر ستعود حركة الملاحة العالمية مجددا عبر قناة السويس، وهذا قد يستغرق وقتا لحين اطمئنان الخطوط الملاحية على تأمين المجرى الملاحي ستعود في غضون الربع الأول من العام الجاري.
واستبعد داود تأثر حركة الملاحة في القناة بأية ضغوط سياسية على مصر إذ أن العالم كله تأثر بوقف الملاحة في القناة الفترة الماضية من حيث ارتفاع تكلفة التأمين على البضائع وارتفاع سعر النولون واضطرار السفن للمرور لفترة أطول والدفع بسفن أكثر للحفاظ على التدفقات الأسبوعية مما أثر على التضخم العالمي وسلاسل الإمداد.
وقال إنه حتى لو فرضت أمريكا عقوبات على مصر لن تستجيب باقي الدول ولن يتمكن ترامب من إلزام جميع الدول لتحمل تكلفة ذلك المسار والأطول حيث تحملته لشهور بسبب عدم الأمان والعمليات المسلحة بالبحر الأحمر.
ونوه داود بأن قناه السويس أهم شريان ملاحي عالمي وأدى تعطله إلى ارتفاع معدل التضخم العالمي.
زيادة الرسوم الجمركية
وتوقع أحمد آدم الخبير المصرفي، أن الإجراءات التي يبحث ترامب تطبيقها بشأن زيادة الرسوم الجمركية 10% على الواردات الأمريكية ستخفض الصادرات المصرية دون فكرة فرض عقوبات.
وشهدت الصادرات من مصر لأمريكا انخفاضا خلال النصف الأول من العام المالي الحالي إذ بلغت 1.6 مليار دولار مقابل 1.9 مليار دولار خلال الفترة المقابلة من العام السابق.
كما شهدت الواردات من أمريكا لمصر انخفاضا خلال النصف الأول من العام المالى الحالى إذ بلغت 1.7 مليار دولار مقابل 2.2 مليار دولار خلال الفترة المقابلة من العام السابق.
وتوقع آدم، أن تتأثر عدد من الصناعات ولكن هذا الأمر يمكن تعويضه بسهولة مع مزايا سعر الصرف الحالي في مصر لفتح أسواق بديلة حيث تتركز أهم صادراتنا لأمريكا في المنتجات البترولية والأسمدة الفوسفاتية أو المعدنية والأقمشة المنسوجة والملابس الجاهزة والذهب، وفي المقابل ستتأثر مصر إيجابيا من دعوات ترامب لخفض سعر النفط مما سيدعم الموازنة المصرية.