الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«أحمس بطل الاستقلال».. هل سبق السحار محفوظ في كتابة ملحمة التاريخ المصري؟

الكاتب عبد الحميد
الكاتب عبد الحميد جودة السحار

يعتبر الملك أحمس الأول، صاحب أول ملحمة استقلالية في التاريخ المصري، وذلك بطرده للهكسوس الذين جثموا على أرض مصر لمدة قرن ونصف قرن، معيدًا للهوية المصرية تاجها المزدوج، بلُحمته للشمال بالجنوب ليصبح بذلك، موحد القطرين الثالث، عقب الملك نارمر مينا مؤسس الدولة المصرية، والملك منتحوتب الثاني مؤسس الأسرة الحادية عشر بالدولة الوسطى.


(الملك أحمس الأول)

وجد الكُتاب في سيرة أحمس وملحمته الاستقلالية، ما يغذي ذاكرتهم الأدبية في عالم الرواية، وهو ما فعله الكاتب الكبير عبد الحميد جوده السحار، بباكورة أعماله الروائية في العام 1943 من خلال رواية "أحمس بطل الاستقلال" التي طبعها عبر مطبعته، مكتبة مصر.


(رواية أحمس بطل الاستقلال لعبد الحميد جودة السحار)

كان السحار مجيدًا لفك طلاسم اللغة الهيروغليفية، وهو ما أمده بمعلومات غزيرة في رواياته التاريخية والإسلامية، مستعينًا بالتاريخ القديم في روايته الأولى وقت سعي الشعب المصري للاستقلال من المحتل البريطاني.


(كفاح طيبة لنجيب محفوظ)

 قدم الكاتب الكبير، سيرة أحمس قبل نجيب محفوظ بعام واحد، مركزًا على اللحظات الأخيرة قبل إتمام الملحمة الاستقلالية، متناولاً المعركة برؤية السير الشعبية من خلال الأحامسة الثلاثة : أحمس بن سقنن رع (الحاكم)، أحمس بن أبانا (قائد الجيوش)، وأحمس بن بنب (قائد فرقة الرماة).


(الكاتب العالمي نجيب محفوظ)

إستخدم الكاتب  صيغة روايات الحب والحرب عبر دمج اللحظات الرومانسية، باللحظات الهامة في تحقيق النصر المرجأ حتى مجيئ الملك المظفر بأوامر الأقدار، وهو ما يشير إلى فكرة "رجل الأقدار" لبرنارد شو وقت كتابته لمسرحية بنفس الاسم، عن القائد الفرنسي نابليون بونابرت.

ما يؤخذ على رواية السحار، طرحه لقضية إستعانته بالمرتزقة الأحباش من خلال صهره ملك الأحباش، والد زوجته الحبشية، وهو ما لم يرد من قبل في مرجع من المراجع الخاصة بعلم المصريات.

 من المعروف أن أول ملك مصري إستعان بالمرتزقة الأجانب، هو الملك إبسماتيك الأول، أحد ملوك الأسرة ال26 ومحرر مصر من الآشورين بمساعدة المرتزقة اليونانيين في العصر الانتقالي الثالث، المعروف باسم "العصر الصاوي" نسبةً ل"صا الحجر" بمركز بسيون بمحافظة الغربية.

من خلال طرح السحار لقصة المرتزقة الأحباش، يأتي السؤال المحرض على البحث، وهو ماهية المرجع أو الوثيقة التي نقل منها تلك المعلومة، هل هي موجودة بالفعل أم أن للحبكة ضرورة في فرض تلابيبها على الحدث الروائي؟!

قدم السحار لحظات النصر الأول في التاريخ المصري عبر أحمس الأول، أما نجيب محفوظ فقدم في العام 1944 السيرة الكاملة للاستقلال عبر رؤيته النهرية لفن الرواية، مستعرضًا لَبِنات التحرير الموضوعة بسواعد : سقنن رع (الأب)، كامس (الإبن الأكبر)، أحمس (الإبن الأصغر).