السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد الدعوة لاستئناف مفاوضات «سد الأزمة».. ماذا قال متحدث الخارجية الإثيوبي عن مصر؟

الرئيس نيوز

في وقت تعاني فيه إثيوبيا العديد من الأزمات الداخلية والخارجية، وقبل اجتماع الاتحاد الإفريقي لحل أزمة سد النهضة الأحد المقبل، اتجه المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، ديني مفتي انتقاد الشؤون الداخلية المصرية.

التصريحات الإثيوبية غير المسبوقة دفعت الخارجية، إلى إعلان استدعاء القائم بالأعمال الإثيوبي بالقاهرة في بيان، لتقديم توضيحات حول ما نُقل من تصريحات لــ"مفتي"، يتطرق فيها إلى الشأن الداخلي المصري. 

تأتي التصريحات المرفوضة التي أطلقها المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، عقب دعوة  جنوب إفريقيا، التي تترأس الاتحاد الإفريقي، لكل من مصر وإثيوبيا والسودان إلى اجتماع بشأن سد النهضة. 

وأشار "مفتي"، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي لوزارته، إلى أن اجتماع سد النهضة يأتي بعد توقف لشهر كامل، بسبب مطالبة الخرطوم "تغيير منهجية التفاوض"، موضحًا أن الاجتماع يأتي في إطار مسابقة الزمن، حيث ستنتقل الرئاسة المقبلة للدورة 2021 إلى الكونغو الديمقراطية.



التصريحات الإثيوبية
وبحسب وسائل إعلام، سلطت الضوء على مزاعم للسفير الإثيوبي، قال فيها إن "مصر حولت إثيوبيا لخطر قائم هروبًا من المشاكل الداخلية، كل هذه الأمور تهدف إلى هروب مصر من المشاكل الداخلية وتعليقها على شماعة سد النهضة".

كما ادعى المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، في مؤتمر صحفي بشأن النزاع الحدودي بين بلاده والسودان إن "هناك قوى لها مصلحة في العداء بين إثيوبيا والسودان، ودول مجاورة تعمل من الخلف، وهذه القوى مهتمة بزعزعة استقرار المنطقة"، رغم اتهام السودان لميليشيات "الشفتة" الإثيوبية بالهجوم على المزارعين السودانيين وعناصر من الجيش السوداني.



الرئيس يتمسك بحقوق مصر
وجددت مصر السبت الماضي، خلال اتصال بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، تأكيدها على حتمية بلورة اتفاق قانوني ملزم يضم الدول الثلاث يحفظ حقوق مصر المائية، من خلال تحديد قواعد ملء وتشغيل السد.



أزمة تيجراي والمغني الشهير
ومرت إثيوبيا بتغييرات كبيرة منذ وصول رئيس الوزراء آبي أحمد إلى السلطة في 2018، إذ قادت إصلاحات واسعة همشت أبناء إقليم "تيجراي" من جبهة تحرير شعب تيجراي، الذين هيمنوا منذ فترة طويلة على المشهد السياسي في البلاد، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين الجبهة والحكومة الاتحادية بشكل خطير.

و قد أودى الاقتتال في إقليم "تيجراي" بحياة المئات إن لم يكن الآلاف من السكان، وأدى الى نزوح الكثيرين من اللاجئين الى السودان المجاور.
كمااندلعت احتجاجات كبيرة في أديس أبابا في يونيو الماضي، امتدت إلى منطقة أوروميا بعدما قتل مسلحون مجهولون الموسيقي الشهير هاشالو هونديسا المنتمي لعرق الأورومو، مما أودى بحياة 178 شخصًا واحتجاز 9000 آخرين دون اتباع الإجراءات القانونية اللازمة. كما فرض حظر تجول وإغلاق كامل للإنترنت.

وكرد  فعل على مقاومة نخب الأورومو، شرع رئيس وزراء إثيوبيا في فصل أكثر من 1700 مسؤول محلي وموظف حكومي، بينهم وزير الدفاع، ليما ميجرسا، الذى لعب دورًا محوريًا فى صعود آبى أحمد إلى السلطة.



من جانبه، قال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، د. هاني رسلان إن تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، تجاوزت كل الحدود، مؤكدًا أن هذا المسؤول الإثيوبي ينتمي لنظام يقوم بالإبادة الجماعية لشعبه وجرائم حرب ويقصف مواطنيه.

وأضاف رسلان في مداخلة هاتفية لبرنامج "يحدث في مصر" على قناة "إم بي سي مصر" أمس، أن تصريحات المسؤول الإثيوبي تأتي في توقيت لافت خاصة أن بلاده تعيش في حرب أهلية ولكن يحاول التصريح بأن مصر لديها أزمات داخلية تحاول الهرب منها عبر سد النهضة.

وأوضح رسلان أن تلك التصريحات تشير إلى أن هؤلاء المسؤولين منفصلين عن الواقع بشكل كامل، وأنهم يتحدثون بنوع من البارانويا، وأنهم دولة عظمى، في حين أن أغلبية الشعب الإثيوبي لا يجد قوت يومه.

وشدد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بأن التصريحات الإثيوبية غير مسبوقة، مؤكدًا أنها أنهت كل أمل في التسوية السياسية التفاوضية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

بحيرة إثيوبية
ونفى رسلان أنه لا يمكن أن تكون تصريحات "مفتي" شخصية، موضحًا أنه جزء لا يتجزأ من الحكومة بحكم منصبه، مشيرًا إلى أن تصريحات آبي أحمد تسير في نفس الاتجاه.

وسلط رسلان الضوء على ماوراء التصريحات الإثيوبية، مشيرًا إلى أنها أنها تتجاوز فكرة استباق جولة تفاوض أو إدارة أمريكية وتعبر عن الاستراتيجية الإثيوبية التي تم الإفصاح عنها وهي تحويل نهر النيل الأزرق إلى بحيرة إثيوبية وتغير الجغرافية السياسية في المنطقة وتغيير التوازنات الاستراتيجية الموجودة.