مركز تكوين
مركز تكوين يثير الجدل ما بين ادعاءات التنوير واتهامات الإلحاد
شهدت الآونة الأخيرة حالة واسعة من الجدل حول مؤسسة "تكوين الفكر العربي"، حيث يرى البعض أنه مركز تنويري يسعى إلى إنتاج خطاب فكري معاصر، لكن سرعان ما تدخل علماء أزهريون وحذروا منه ووصفوه بأنه "يحمل في طايته أفكار صريحة تدعوا للإلحاد، ويسعى للتشكيك في القيم الدينية الإسلامية".
مؤسسة تكوين الفكر العربي
مؤسسة تكوين الفكر العربي، مقرها القاهرة، تضم في عضوية مجلس أمنائها عددا من المفكرين العرب، وهم، من مصر الدكتور يوسف زيدان والكاتب إبراهيم عيسى، وإسلام البحيري، ومن سوريا الدكتور فراس السواح، ومن تونس الدكتورة ألفة يوسف، ومن لبنان الدكتورة نادرة أبي نادر.
ما هو مركز تكوين؟
حسب مؤسسي مؤسسة "تكوين الفكر العربي"، تهدف إلى "تعزيز خطاب التسامح، وفتح آفاق الحوار، وتشجيع المراجعات النقدية، والتحفيز على طرح الأسئلة على المسلمات الفكرية، والأسباب التي تحول دون نجاح مشاريع النهضة والتنوير العربية".
يذكر أن المؤتمر السنوي الأول باكورة أعمال مؤسسة تكوين الفكر العربي، الذي عقد يوم 4 مايو الجاري، أثار جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بسبب تصريحات أدلى بها المفكر السوري فراس السواح ردًا على سؤال للكاتب والروائي يوسف زيدان.
خلال المؤتمر الذي أقيم تحت عنوان "خمسون عامًا على رحيل طه حسين: أين نحن من التجديد اليوم؟" سأل يوسف زيدان، المفكر السوري فراس سواح: "أنت أهم أم طه حسين؟، ليرد الأخير "أنا أهم وأنت أهم".
تحذير من مركز تكوين
حذر الدكتور علي محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والفلسفة في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف، من مركز "تكوين" الذي تم افتتاحه مؤخرًا ويضم الإعلامي إبراهيم عيسى، والدكتور يوسف زيدان، والإعلامي إسلام بحيري.
وأشار العالم الأزهري في تدوينة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى أن هذا المركز يضم أشخاصًا يشككون في السنة والعقيدة، داعيًا مؤسسة الأزهر الشريف إلى الانتباه لهذا الأمر بالغ الجلل، وخاصة بوجود طلاب يميلون لآرائهم.
وأكد الأزهري على وجوب إعادة النظر في المناهج الدراسية، خاصة مناهج العقيدة، لحماية الطلاب وتوعيتهم وصونهم من الانحرافات المحتملة.
من جانبه، علق الدكتور أحمد مصطفى محرم، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، على صفحته على فيس بوك، مشيرًا إلى أن مركز "تكوين" يدعو بوضوح إلى الإلحاد ويسعى للتشكيك في القيم الدينية الإسلامية، معبرًا عن استيائه من التمويل الضخم الذي يتلقاه المركز والإعلانات الممولة التي تروج لبرامجه.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة تثير الجدل في الأوساط الدينية والأكاديمية، حيث ينظر البعض إليها على أنها تهديد للقيم والمبادئ الدينية، بينما يرونها آخرون كخطوة نحو التنوير والتفكير الحر.