الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

ليست للسوشي فقط.. عجينة الوسابي تصلح لحفظ البرديات الثمينة من الفطريات والتآكل

الرئيس نيوز

اكتشف الباحثون تقنية طبيعية جديدة لتنظيف وحفظ ورق البردي المصري القديم الذي لا يقدر بثمن والمعرض بشكل دائم لخطر التلف بسبب البكتيريا والفطريات.

ووفقًا لمجلة اركيو نيوز، تستخدم هذه التقنية الجديدة الواسابي، وهو الاسم الذي يطلق على العجينة الخضراء اللاذعة المصاحبة للسوشي - لمكافحة التهديد المستمر بالضرر الفطري على هذه الوثائق التاريخية الثمينة.

وبحثت الدراسة، التي قادتها الدكتورة هنادي سعادة وفريقها، في مدى فعالية أبخرة الوسابي في القضاء على النمو الميكروبي الذي يؤدي إلى تدهور القطع الأثرية من ورق البردي، والتي لها أهمية تاريخية وثقافية، خاصة في مصر القديمة.

وأشارت المجلة إلى أن التقنيات المستخدمة حتى الآن لتنظيف وتعقيم البرديات واجهت بعض الصعوبات، فقد تم استخدام المواد الكيميائية التي، على الرغم من القضاء على الميكروبات بشكل فعال، وتسببت في بعض الأحيان في إتلاف ألياف ورق البردي أو تغيير أصباغ الرسوم التوضيحية. ولم تكن الطرق الفيزيائية الأخرى، مثل الأشعة فوق البنفسجية أو الحرارة، تضمن دائمًا الإزالة الكاملة للعوامل البيولوجية دون التسبب في أضرار جانبية. وهنا يأتي دور الوسابي.

وابتكر فريق المتحف المصري الكبير حلًا "أخضرًا" يعد بحماية هذه النصوص القديمة دون المساس بسلامتها عن طريق توليد أبخرة من عجينة الوسابي.


وقام العلماء بمحاكاة التلوث الميكروبيولوجي على عينات من ورق البردي بأصباغ مختلفة، بما في ذلك الأحمر والأصفر والأزرق يتم تقديم الوسابي بشكله كجذور نباتية أو كمعجون عادةً في مطاعم السوشي. 

وفي هذه التجربة، أدى العلاج بأبخرة الوسابي لمدة 72 ساعة إلى القضاء على نمو الميكروبات في عينات البردي المطلية وغير المطلية بكفاءة تثبيط 100%. 

ومن الجدير بالذكر أن المعالجة أدت إلى تحسين قوة الشد لأوراق البردي بنسبة 26% دون التسبب في أي تغيير ملحوظ في اللون أو الشكل السطحي للقطع الأثرية. علاوة على ذلك، أشارت تحليلات FT-IR وEDX إلى تغيرات كيميائية ضئيلة، مما يؤكد الطبيعة غير الغازية للعلاج.

بالإضافة إلى توفير خيار أكثر أمانًا وصديقًا للبيئة للحفاظ على البرديات الأثرية، تتضمن هذه التقنية المتطورة طول عمر هذه الآثار التي لا تقدر بثمن دون التضحية بسلامتها وتشير نتائج الدراسة إلى تحول جذري لصالح تقنيات الحفاظ الصديقة للبيئة وتسلط الضوء على أهمية الأساليب المستدامة للحفاظ على التراث الثقافي والآثار.

ويمكن أن يكون لنتائج هذه الدراسة تأثير على طرق الحفاظ على مجموعة متنوعة من المواد الأثرية العضوية، بما يتجاوز حفظ البرديات. يراقب المجتمع الأثري البحث عن كثب على أمل أن يؤدي هذا الحل الصديق للبيئة إلى حقبة جديدة للحفاظ على التراث الثقافي لعالمنا ونشرت الدراسة في مجلة العلوم الأثرية.