صحيفة تركية تكشف تفاصيل الاتصالات بين القاهرة_ أنقرة لاحتواء الأوضاع المتفاقمة في ليبيا
ذكرت صحيفة يني شفق التركية نقلا عن دبلوماسي مصري، لم يذكر اسمه، قوله إن "القاهرة تدرس توجيه دعوة جديدة إلى رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح والمجلس الأعلى للدولة خالد المشري لإجراء مشاورات في القاهرة من جديد للدفع باتجاه الحل السياسي للأزمة الليبية والتوصل إلى توافق على الأسس الدستورية للانتخابات، وكشف مسؤول مصري آخر للصحيفة أن "الساعات الماضية شهدت اتصالات أمنية رفيعة المستوى بين مصر وتركيا لبحث سبل احتواء الوضع في ليبيا ومنع اندلاع حرب جديدة"، وتدرك القاهرة حساسية المرحلة الحالية، في ظل ترتيب الأوضاع الداخلية على المستوى الاقتصادي، ما يعني أن مصر تبذل كافة الجهود الممكنة لتجنب أي تطورات غير محسوبة في ليبيا، لذا تنفي القاهرة ما يتردد عن دعمها رئيس الحكومة الموازية فتحي باشاغا ودفعه لمهاجمة العاصمة طرابلس، وتحتفظ بمسافة واحدة من كافة الأطراف المتنافسة في ليبيا، ما يضيف إلى رصيد مصر من المصداقية في كل مرة تتدخل فيها للتوصل إلى تسوية ليبية.
ويرى المراقبون أن القاهرة ملتزمة للغاية بالخط العام الذي اتفقت عليه القوى الغربية الفاعلة في المشهد الليبي، إضافة إلى الولايات المتحدة وتركيا، وتطرح الآن بقوة فكرة واقتراح بتشكيل" حكومة إنقاذ "لإدارة شؤون الدولة في ليبيا لحين تهيئة الظروف وإجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري، لكن جهات محلية ودولية حاولت استباق هذه الفكرة وإجهاضها والقفز عليها، على الرغم من أن هذا التصور نال دعما دوليا مبدئيا.
وذكرت الصحيفة التركية أن الجهة الوحيدة التي يعتمد عليها باشاغا هي فرنسا التي لا تزال تصر على العمل بشكل غير منسجم مع بعض القوى الدولية، ويرجح عدد من الخبراء تراجع نفوذ باريس في الآونة الأخيرة على الساحة الليبية، لصالح أطراف أوروبية أخرى وعلى رأسها تركيا وإيطاليا. ويرون أن دعم فرنسا لباشاغا يهدف إلى تأمين أرضية أوسع لمصالحها في حالة إعادة ترتيب المشهد.