السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تصاعد التوترات بين روسيا وإسرائيل بشأن أوكرانيا والمحرقة

الرئيس نيوز

تعمق الخلاف بين روسيا وإسرائيل بشكل أكبر أمس الثلاثاء، حيث زعمت موسكو أن الحكومة الإسرائيلية تدعم ما أسمته نظام "النازيين الجدد" في كييف بأوكرانيا، واندلعت تلك التوترات منذ الأحد بعد مزاعم وزير خارجية موسكو أن أدولف هتلر كان يحمل في عروقه دماء يهودية، وأثارت تصريحات سيرجي لافروف حالة من الغضب في إسرائيل، التي استدعت السفير الروسي وطالبت باعتذار رسمي رغم تمتع إسرائيل وروسيا بعلاقات تعاون وثيقة، وكان يُنظر إلى الحكومة الإسرائيلية في السابق على أنها تحافظ على موقف محايد إلى حد ما بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، فماذا حدث؟

قالت شبكة سي إن بي سي الإخبارية: "سُئل وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في برنامج تلفزيوني إيطالي، زونا بيانكا، كيف يمكن لروسيا أن تدعي أنها تقاتل من أجل "اجتثاث النازية" في أوكرانيا عندما يكون رئيس تلك الدولة، فولوديمير زيلينسكي، هو نفسه يهوديًا، فأجاب لافروف: "يمكن أن أكون مخطئا، لكن هتلر كانت دماؤه يهودية أيضا وكون زيلينسكي يهوديًا لا يعني شيئًا على الإطلاق"، ثم أضاف لافروف أنه "لبعض الوقت سمعنا من الشعب اليهودي الحكيم أن أبرز الشخصيات معاداة السامية كانوا يهودًا".

كيف ردت إسرائيل؟

أثارت التصريحات ردا غاضبا من إسرائيل، حيث وصف وزير الخارجية يائير لابيد يوم الاثنين تصريحات لافروف بأنها "لا تغتفر وفاضحة وخطأ تاريخي مروع"، وقال لبيد: "لم يقتل اليهود أنفسهم في الهولوكوست وأدنى مستوى من العنصرية ضد اليهود هو إلقاء اللوم على اليهود أنفسهم في معاداة السامية"، وتزعم إسرائيل أن ستة ملايين يهودي قتلوا على يد ألمانيا النازية في الهولوكوست خلال الحرب العالمية الثانية، وأثارت التعليقات الغضب وعدم التصديق خارج إسرائيل أيضًا.

علق زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، أعلى مسؤول منتخب يهودي في البلاد، على تويتر قائلاً: "إنه لأمر مخيف أن نرى وزير الخارجية الروسي لافروف يلجأ إلى معاداة السامية والتضليل بشأن الهولوكوست للدفاع عن جرائم الحرب التي ارتكبها بوتين"، وأضاف: "أعتقد أن تعليقات لافروف مقززة ويجب أن يدينها الجميع"، وفي غضون ذلك، قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي في خطابه الليلي يوم الاثنين إن "مثل هذا التوجه المعاد للسامية من قبل وزيرهم يعني أن روسيا قد نسيت كل دروس الحرب العالمية الثانية أو ربما لم يدرسوا هذه الدروس أبدًا ".

وصبّت وزارة الخارجية الروسية الوقود على النار أمس الثلاثاء من خلال الرد على تصريحات لبيد، مدعية أن ما أسمته "التصريحات المعادية للتاريخ" للوزير "يفسر إلى حد كبير مسار الحكومة الإسرائيلية الحالية في دعم نظام النازيين الجدد في كييف".

تركيز روسيا على النازية الجديدة

تحدثت روسيا مرارًا وتكرارا عن وقوع الحكومة الأوكرانية تحت تأثير من تسميهم "النازيون الجدد" كما أكدت موسكو أنها "تحمي" ذوي الأصول الروسية في أوكرانيا من "الإبادة الجماعية" التي ترتكبها القوات الأوكرانية، ورد المحللون بشدة بالقول إن مزاعم روسيا هي محاولة لتضليل الجمهور الروسي المحلي والتلاعب به ولتبرير غزو موسكو للبلاد وهذا لا يعني أنه لا يوجد نازيون جدد في أوكرانيا، مثل معظم البلدان في جميع أنحاء العالم، لدى أوكرانيا بعض العناصر الهامشية التي تلتزم بأيديولوجية اليمين المتطرف والقومية وأحيانًا النازية الجديدة.

وعلق بيتر ديكنسون، رئيس تحرير أوكرانيا أليرت بالمجلس الأطلسي، يوم الإثنين بأن "الانحدار العلني لوزير الخارجية الروسي إلى الأعماق المزرية لنظريات المؤامرة المعادية للسامية يسلط الضوء على الصعوبات المتزايدة التي يواجهها نظام بوتين وهو يحاول تبرير الحرب في أوكرانيا"، ورسميًا، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهدف من" العملية العسكرية الخاصة "في أوكرانيا هو" اجتثاث النازية "في البلاد ومع ذلك، لم يتمكن بوتين ولا أي من زملائه من شرح سبب اعتبار أوكرانيا "نازية" بالضبط وبدلاً من ذلك، فقد اعتمدوا إلى حد كبير على الجهل الخارجي بأوكرانيا المعاصرة جنبًا إلى جنب مع مجازات الدعاية من الحقبة السوفيتية التي تساوي أي تعبير عن الهوية الوطنية الأوكرانية بالفاشية".

وأشار ديكنسون إلى أنه في الواقع، أثبتت أوكرانيا نفسها على مدى العقود الثلاثة الماضية "كدولة ديمقراطية غير كاملة ولكنها نابضة بالحياة مع ثقافة سياسية تعددية"، وتابع: "يبالغ الدعاة الروس وحلفاؤهم الغربيون بشكل روتيني في درجة تأثير اليمين المتطرف في أوكرانيا اليوم، لكن في الواقع لم تترك الأحزاب القومية سوى القليل من الانطباع على السياسة السائدة في البلاد ولا تزال مهمشة أكثر بكثير من أي مكان آخر في أوروبا".