الثلاثاء 15 أكتوبر 2024 الموافق 12 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

حرب نووية باردة جديدة يقودها «ترامب»

الرئيس نيوز

علا سعدي
وصفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياستها النووية الجديدة التي أعلن عنها البنتاجون في نهاية الأسبوع الماضي باعتبارها تقييما صعبا وواقعيا للتهديدات الخارجية ودليل على القدرات الأمريكية، وادعت أن توسيع الترسانة النووية الأمريكية  لمواجهة القدرات المتطورة للقوى نووية أخرى.
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية: «إذا كان هذه وجهة نظر الإدارة الأمريكية للعالم فهي بعيدة كل البعد عن توافق الآراء الأخرى، والعديد يراه أن تراكم نووي خطير ومدمر ماليا للولايات المتحدة ويعيدنا إلى التفكير القديم للحرب الباردة مثلما كان التفكير في الثمانينات وهزيمة الاتحاد السوفيتي في حرب نووية».

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب ماك ثورنبيري كرر توصيات الإدارة بزيادة مخزونات الأسلحة النووية “ذات العائد المنخفض”، وهي أسلحة تكتيكية يمكن أن تقضي على مدن بالكامل، ونشرها في رؤوس حربية في الغواصات  يعد دليل على النوايا الأمريكية، وقال ثورنبيري في مقال بصحيفة “ديفنز نيوز”: يجب على الولايات المتحدة أن تعترف بواقع العودة إلى المنافسة الكبرى على السلطة وأن تهيئ نفسها لذلك.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشف عن النهج الجديد خلال الخطاب عن حالة الاتحاد في الأسبوع الماضي، وقال: “يجب أن نقوم بتحديث وإعادة إعمار الترسانة النووية ونأمل إلا نضطر لاستخدامها، ويجب أن نجعل الترسانة النووية قوية لدرجة ردع أي عمل عدواني من قبل أي دولة أخرى أو أي شخص آخر”.
وأضافت الصحيفة أن تعزيز الأعمال النووية لإدارة ترامب يمثل استمرارا للسياسة الأمريكية القديمة ولكنها عكس استراتيجية الرئيس السابق باراك أوباما التي كانت تتمسك بالتزام أخلاقي وتجعل الولايات المتحدة نموذجا لتحتذي به الدول الأخرى من أجل تخليص العالم من الأسلحة النووية.
وقال مسؤولون في إدارة ترامب “نهج أوباما كان مثالي للغاية بشكل مبالغ فيه وخاصة أن العلاقات مع موسكو تفاقمت، وتقدمت القدرات النووية لكل من روسيا والصين وكوريا الشمالية بدلا من أن يحذو حذو الولايات المتحدة”.
ويحذر الخبراء من أن مناخ المنافسة النووية الذي بشر به ترامب يمكن أن يهدد بتراكم عالمي جديد للأسلحة النووية ولا يحقق أي مكاسب استراتيجية يمكن ذكرها، وسيسمح بسباق التسلح النووي، وسيحول الموارد الأمريكية عن أمورها التقليدية، وسيكرر الأخطاء السابقة للحرب الباردة.