الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

في ذكرى الإسراء والمعراج.. قصة الفيلم المفقود عن مولد الرسول

الرئيس نيوز

تمر اليوم ذكرى الرحلة المباركة التي أكدت على مصداقية رسالة الإسلام، ممثلةً في حادثة الإسراء والمعراج المليئة بدروس عظيمة مهدت لمولد الدين الحنيف عبر الدعاء لله عز وجل من رسوله الكريم، مع السعي والأخذ بالأسباب لإعلاء راية الحق والتوحيد.


(عميد المسرح العربي يوسف وهبي)

لم يفت على السينما المصرية، توثيق تفاصيل انتشار الدين الحنيف عبر الرحلة الروحية، والهجرة الأرضية بيثرب (مسمى المدينة المنورة القديم). خرج علينا المخرج "أحمد الطوخي" رائد الأفلام الدينية، في العام 1960 بفيلم "مولد الرسول" الذي نعاني من فقدانه المادي، والذي أُنقذ من النسيان عبر أفيشه دليل صناعته ووجوده، وهو المرسوم بحرفية جيدة للحدث الأعظم في تاريخ البشرية.

فيلم "مولد الرسول" سيناريو وإخراج "أحمد الطوخي"، وبطولة : "يوسف وهبي"، "دياب الحاج"، "أنور زكي"، "محمد نور الدين"، "شكيب خوري"، "ثريا نور الدين"، والوجه الجديد "سميرة توفيق".

قام "الطوخي" بحشد كوكبة عربية ما بين مصر ولبنان للتوكيد على عالمية الرسالة بناءً على قوله عز وجل : "وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين"، موطدًا عالمية رسالة الفن المُجمعِ بين البشرية تحت ظل الوحدة الراقية المستمدة من القوة الناعمة.


(الزعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك)

يُعد هذا الفيلم تحقيق مصغر لحلم "عميد المسرح العربي"، في تجسيد شخصية الرسول الكريم عبر الإشارة الرمزية، حيث تمنى في العام 1926 بتجسيد شخصية الرسول الكريم بنفسه على الشاشة الفضية، من خلال فيلم من إنتاج شركة "ماركوس الألمانية" بالتعاون مع الحكومة التركية في عهد "مصطفى كمال أتاتورك" ونشرت صحيفة الأهرام موافقة "يوسف وهبي" على مبدأ تجسيده للرسول الكريم، وتعقيب المقال الحاد على هذه النية الفنية.


(بوستر فيلم مولد الرسول 1960)

جاء المقال للكاتب "عبد الباقي سرور" في مايو 1926 بعنوان "كيف يصورون النبي محمدًا؟!"، ناشرًا صورًا فوتغرافية للعميد في زي الرسول الكريم، مستنكرًا إياها بتلك الكلمات : "فى عرف يوسف وهبى، يكون نبينا محمد رسول الله، وحامل علم الدين الإسلامى وناشر كلمته، يشبه تمامًا راسبوتين، فما رأى علماء الدين الأجلاء فى هذا العمل؟!".

و استكمل مقاله قائلاً : "ما مبلغ علم يوسف وهبى بالدين وأخلاق النبى عليه السلام وصفاته حتى يُقدم على إبراز شخصيته؟! ألا يعد هذا تهزيئًا مؤلمًا، وإهانة جارحة لكل المسلمين".

من هنا تحرك الأزهر، صادرًا فتواه منذ هذه اللحظة بحرمانية تجسيد شخصيات الأنبياء على الشاشة، مع تهديدات من القصر الملكي ووزارة الداخلية في عهد "الملك أحمد فؤاد الأول" بسحب الجنسية المصرية منه، ليخرج العميد بكلماته الأخيرة قائلاً: "بناء على قرار أصحاب الفضيلة العلماء واحترامًا لرأيهم السديد، أعلن أنني عدلت عن تمثيل الدور وسأخطر الشركة بعزمي هذا".


(الفنانة اللبنانية سميرة توفيق)

جاء فيلم "مولد الرسول" بالإشارة الرمزية للرسول الكريم، وقت ميلاده الذي أخمد نيران المجوسية، وحطم أصنام الجاهلية، وهدَّأ من العصبية الجاهلية، وأخمد الفتن الملتهبة لأسباب واهية، توكيدًا على مبعث نوره الكريم في صور درامية عبر كاميرا الفن السابع.

يُعد هذا الفيلم، الظهور الأول ل"أميرة الغناء البدوي"، و"سلطانة الطرب"، و"سمراء البادية" النجمة اللبنانية صاحبة أشهر شامة "سميرة توفيق" التي إقتُنصت لعالم السينما عبر تميزها في الغناء البدوي الأردني والذي جعلها من أشهر من قدمن شخصية البدوية في السينما العربية، بعد النجمة المصرية "كوكا".

في حالة ظهور الفيلم يومًا ما للنور مجددًا، سوف نفوز بكنز دفين أنقذه البوستر كوثيقة سحرية تؤكد على صناعته وحصنه المتين من الضياع.