في ذكرى وفاة ثروت عكاشة.. محطات في مشوار عراب الثقافة المصرية
تمر اليوم الذكرى التاسعة لوفاة، من جعل من
الثقافة خبزًا وحياةً في البيئة المصرية عبر تأسيسه لوزارة الثقافة في العام 1958،
هو المفكر والعسكري والوزير "ثروت عكاشة" أحد رموز ثورة 23 يوليو، و
عراب الثقافة المصرية ومنقذ تراثها من الطمس والضياع، وذلك بنقله لمعبدي "أبوسمبل"،
و"فيلة" في أواخر الستينات بالتعاون مع منظمة "اليونسكو" أثناء
بناء السد العالي.
يهل علينا العام 2021، تزامنًا مع مئوية
ميلاده التي يعد لها احتفالية كبرى عبر وزارة الثقافة، احتفاءً وتقديرًا لمن جعل
الثقافة المصرية في مصاف العالمية تماشيًا مع ثقافات الدول الأوروبية بناءً على
ثقافته الموسوعية والدولية.
ولد "ثروت عكاشة" بحي السيدة زينب
العريق بالقاهرة، تخرج من المدرسة الحربية في العام 1939، ودرس بكلية أركان حرب من
العام 1945 وحتى العام 1948، وحصل على دبلومة الصحافة من كلية الآداب جامعة فؤاد
الأول (القاهرة حاليًا) في العام 1951، ثم على الدكتوراه في الآداب من جامعة
السربون بباريس في العام 1960.
ترأس تحرير مجلة "التحرير" من
العام 1952 حتى العام 1953، وأصبح ملحقًا عسكريًا بالسفارة المصرية ببون ثم باريس
ومدريد من العام 1953 وحتى العام 1956، وسفيرًا لمصر بروما في العام 1957 حتى
العام 1958.
عُين وزيرًا للثقافة والإرشاد القومي
(الإعلام) في العام 1958، وظل بها حتى العام 1962 مؤسسًا للثقافة المصرية على أسس
منهجية وعلمية بإصدار أهم السلاسل والمنشورات التي تدعم العقل المصري بالثقافة
والتنوير مع الاهتمام بالسينما والنشاط المسرحي، اللذان تمتعا بأزهى عصورهما
الذهبية.
تولى أمانة المجلس الأعلى للفنون والآداب
والعلوم الاجتماعية (المجلس الأعلى للثقافة حاليًا) في العام 1962، ثم من العام
1966 حتى العام 1970، كما شغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة من العام 1966
حتى العام 1967، وشغل منصب مساعد رئيس الجمهورية للشئون الثقافية من العام 1970
حتى العام 1972.
كان "عكاشة" أستاذًا زائرًا بالكوليج
دو فرانس بباريس في "تاريخ الفن" في العام 1973، وانتخب زميلاً مراسلاً
بالأكاديمية البريطانية الملكية 1975، كما انتخب رئيسًا للجنة الثقافة الاستشارية
بمعهد العالم العربى بباريس من العام 1990 حتى العام 1993.
تولى "عكاشة" رئاسة
مجلس إدارة البنك الأهلي المصري من العام 1962 حتى العام 1966، وعين نائبًا لرئيس اللجنة
الدولية لإنقاذ مدينة البندقية من العام 1967 حتى العام 1977.
فاز "عراب الثقافة المصرية"،
بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو بباريس من العام 1962 حتى العام 1970، وهو
ما سهل على مصر إتمام عمليتي إنقاذ معبدي "أبوسمبل" و"فيلة"، وآثار
النوبة في العام 1968 والتي حفرت اسمه بحروف من ذهب.
عين عضوًا بمجلس الأمة من
العام 1964 حتى العام 1966، وفاز بالعضوية العاملة للمجمع الملكي لبحوث الحضارة
الإسلامية، مآب (مؤسسة آل البيت) في العام 1994.
قدم
"عكاشة" للمكتبة العربية العديد من الأعمال القيمة ما بين تاريخ الفن
وترجمة كلاسيكيات المكتبة العالمية منها: "فنون عصر النهضة"، "الفن
الصيني"، "الفن المصري القديم"، "الفن والحياة"،
"الفن الهندي"، "الزمن ونسيج النغم"، "التصوير الإسلامي
المغولي في الهند"، "اعصار الشرق"، "المعجم الموسوعي
للمصطلحات الثقافية"، "الفن الإغريقي"، "الفن الروماني"،
"موسوعة التصوير الإسلامي"، ترجمة "مسخ الكائنات" لأوفيد،
ترجمة "النبي" لجبران خليل جبران.
فاز "عكاشة"
بالعديد من الأوسمة والنياشين والتكريمات المحلية والعالمية منها: "الجائزة
الأولى في مسابقة فاروق الأول العسكرية"، "وسام الفنون والآداب الفرنسي"
1965، "وسام اللجيون دونير (جوقة الشرف) 1968"، "الميدالية الفضية
لليونسكو" لإنقاذه لمعبدي فيلة وأبوسمبل وآثار النوبة 1968، "الميدالية
الذهبية لليونسكو" لإنقاذه لمعبدي فيلة وأبوسمبل وآثار النوبة 1970،
"جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة" 1987،
" دكتوراه فخرية في العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة"
1995، "جائزة مبارك في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة" 2002.