«مغناطيس الإرهابيين».. تركيا قبلة دواعش من روسيا والصين والجزائر تحت غطاء السياحة
يدير تنظيم داعش خدمة نقل خاصة لأعضائه من إسطنبول، وتحت سمع وبصر حكومة أردوغان تنشط شركات السياحة ومراكز السفريات لخدمة شبكات التكفيريين القادمين من الصين وأوزباكستان والجزائر وروسيا، بهدف نقلهم إلى المحافظات الحدودية بالقرب من سوريا لتجنب اكتشافهم في وسائل النقل العام وتلجأ إلى تمويه تلك الرحلات المشبوهة بانتحال التكفيريين صفة سائحين وباحثين عن عمل.
ووفقًا لوثائق قضاية حصل عليها موقع نورديك مونيتور السويدي، أدلى حوالي 12 من أعضاء تنظيم داعش المحتجزين من الصين وروسيا وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى بشهادات كاذبة أمام المحكمة بأنهم كانوا إما في رحلة لمشاهدة معالم المدن في المقاطعات الحدودية التركية أو باحثين عن وظيفة، ويبدو أن تنظيم داعش قد لقنهم قصصًا يمكنهم إخبارها للسلطات إذا تم القبض عليهم.
تناقضات شهادات الدواعش
الجدير بالذكر أن أقوال الدواعش الأجانب حملت تناقضات صارخة بين بعضها البعض كما أن شهاداتهم أيضًا لم تتوافق مع الروايات التي حصلت عليها جهات التحقيق والقضاء من سائقين أتراك كسبوا آلاف الدولارات مقابل نقل الدواعش إلى المناطق الحدودية حتى يتمكنوا من العبور إلى سوريا.
وكشفت الوثائق عن كيفية قيام داعش بإعادة توجيه المقاتلين بسهولة من منازل آمنة في اسطنبول، وتمويل الرحلات وإرسالهم إلى المناطق الحدودية مع سائقين مستأجرين لتجنب وسائل النقل العام.
سياسة الباب الدوار
توفر القضية أيضًا أدلة على سياسة الباب الدوار التي نفذتها حكومة أردوغان عندما يتعلق الأمر بإلقاء القبض على الدواعش في بعض الأحيان؛ ففي معظم الحالات تم الإفراج عنهم بعد اعتقالات قصيرة أو الحكم عليهم بعقوبات مخففة ومن ثم خرجوا للالتحاق بداعش مجددًا.
وكان مسجد إسماعيل اغا في منطقة أكساراي بإسطنبول نقطة التقاء للطامحين في الانضمام لتنظيم داعش للشروع في رحلة إلى المحافظات على الحدود السورية، وفقًا لشهادة أحد السائقي، فيما أوضح السائق جلال الدين أكسيتين، المجرم المدان البالغ من العمر 38 عامًا، أنه تم توجيهه إلى نقطة الالتقاء عبر رسالة واتسآب. وقال إنه عندما نقل الركاب، اشتبه في أنهم من داعش لكنه لم يهتم لأنه بحاجة إلى المال، وسلم داعش الأموال للسائقين بالقرب من المسجد، وشرع التنظيم في رحلة إلى محافظة غازي عنتاب الحدودية.
تحركات داعش
لم يرغب تنظيم داعش في جذب انتباه سلطات إنفاذ القانون المحلية من خلال ركوب جميع المسلحين في حافلة صغيرة، وبدلاً من ذلك، تم وضعهم في ثلاث سيارات، مع تكليف السيارة الأمامية بمراقبة نقاط التفتيش المحتملة وتنبيه السيارتين من خلفها وكان تغيير مسار الرحلة أحد أساليب التغلب على نقاط التفتيش.