القاهرة تستضيف الفصائل الفلسطينية لبحث الانتخابات.. وحماس تصف الاجتماع بالاستثنائي
بينما تبدأ الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها (فتح وحماس والجهاد) حوارًا شاملًا يتعلق بالانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، وصف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية حوار القاهرة، بأنه "تتويج لمسار فاعل بدأ منذ شهور"، عملت فيه حركة حماس مع حركة فتح وجميع الفصائل.
أكد هنية في بيان حصل "الرئيس نيوز" على نسخة منه، أن المحطة الراهنة، تكتسب أهمية استثنائية من حيث المكان والتوقيت وأجندات الحوار، بما فيها الاتفاق على إجراء انتخابات حرة ونزيهة، يشارك فيها شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج.
ضمانات الحرية
أضاف هنية قائلًا: "إننا نؤكد في حركة حماس أننا مستعدون في غزة لاتخاذ كل الإجراءات المطلوبة، وصون الحريات من أجل إنجاح الانتخابات المقبلة، وهذا ما نتطلع إليه أيضًا في الضفة من قبل الإخوة في السلطة، وكذلك تأمين الانتخابات في القدس". لافتًا غلى أنهم يرون أن الانتخابات وسيلة وممر لما بعدها، وأن الحركة لديها تصور لكيفية بناء مشهد ما بعد الانتخابات، يرتكز على الشراكة والتوافق وعدم الإقصاء.
شدد على أنهم منفتحون على حوار شامل يفضي إلى ترتيب البيت الداخلي، وينهي الانقسام، ويؤسس لنظام سياسي يقوم على أساس مبدأ الشراكة والتعددية السياسية واحترام إرادة شعبنا، ويفتح الباب أمام إعادة بناء المرجعية القيادية المتمثلة بمنظمة التحرير عبر انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، ويعيد الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، والتوافق على برنامج سياسي أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
تحمل المسؤولية
أكد هنية أن وفد حماس برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، صالح العاروري، ويضم قيادات مركزية، هو وفد متسلح بقرار وإرادة واضحة من أجل العمل على التوصل لاتفاق وطني وازن، نتمكن من خلاله تدشين مرحلة جديدة، ونقلة نوعية في مسيرة شعبنا على طريق إنجاز مشروع التحرير والعودة، مضيفًا: "إننا ندرك أننا نجتاز مرحلة هي الأخطر على قضيتنا وثوابتنا، خاصة في القدس والأرض وحق العودة، ولذلك فعلينا مسؤولية مشتركة وواجبات لا مفر منها".
دعا رئيس المكتب السياسي لحماس، قيادات الفصائل المشاركين في الحوار، إلى تحمل المسؤولية التاريخية، واتخاذ كل ما يلزم لعبور هذه المرحلة، والتفرغ للقضايا الوطنية، وأن نصمم مشهدًا حضاريًا عبر الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، تعكس عظمة شعبنا ومقاومته الباسلة، وتضحياته الجسام، وشهدائنا وجرحانا وأسرانا الأبطال.
تفاؤل كبير
ومن المقرر أن ينطلق اليوم في القاهرة الحوار الوطني الفلسطيني بين مختلف القوى والفصائل الفلسطينية على مدى يومين حيث وصلت جميع الفصائل دون تخلف أي طرف، ومع انطلاق الحوار قال رئيس اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس وفدها اللواء جبريل الرجوب نحن واثقون من نجاح الحوار وسوف نتفق وسنوجه رسالة أمل وتفاؤل لشعبنا.
وقبل انطلاق الحوار اليوم جرت لقاءات تمهيدية ثنائية بين فتح وحماس، وخماسية بين الفصائل الفلسطينية في دمشق، وينطلق جدول أعمال الحوار من إنجاز التفاهمات حول سير العملية الانتخابية لانتخابات المجلس التشريعي المقررة في شهر مايو وهذه نقطة يسود تفاؤل كبير بشان التوافق حولها على اعتبار وجود إجماع على أهمية إجراء الانتخابات كمصلحة وطنية عليا، لكن مشاركة معظم الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس في هذه الانتخابات سيكون مرهون بنتائج الحوار في القاهرة.
نقاط تباين
وسيُناقش المجتمعون آلية اجراء الانتخابات والاجراءات، وكيفية اجرائها في القدس مع محاولة اسرائيل منع ذلك، والقوائم إن كانت مشتركة او منفصلة، ومسالة الارتباط بين انتخابات المجلس التشريعي والمجلس الوطني، وهذه النقطة محل تباين اذ تطالب بعض الفصائل بالفصل التام بين الاثنين، بما يضمن حق تمثيل فصائل قد تقاطع الانتخابات التشريعية في المجلس الوطني.
نقطة أخرى ربما تكون محل تباين وهي الأساس السياسي الذي ستجرى على لأساسه الانتخابات، إذ طالب فصائل فلسطينية خاصة الجبهة الشعبية والجبهة الشعبية القيادة العامة والجهاد الاسلامي والصاعقة والجبهة الديمقراطية، أن يكون الاساس السياسي للانتخابات هي وثيقة الأسرى الموقعة عام 2006، وليس اتفاق أوسلو، فيما أشارت تقارير إلى أن مصادر في حركة فتح تحدثت عن مرجعية اتفاق إسطنبول بين فتح وحماس وبيان الأمناء العامين للفصائل في اجتماع بيروت.
قضايا أكبر
أما القضايا الأكبر المتعلقة بإصلاح منظمة التحرير، والرؤية السياسية المشتركة أو البرنامج السياسي، وإجراءات إنهاء الانقسام الجغرافي والسياسي بين غزة والضفة فإنها قضايا ستكون حاضرة، ولكن لا يمكن التصور أن يومين من الحوار كافيين لإنجاز اتفاق لكل هذه العناوين.
رجخت تقارير أن تثير الفصائل مسالة المفاوضات مع اسرائيل مع وصول الإدارة الأمريكية الجديدة وتوجهاتها لإحياء مسار التفاوض وفق حل الدولتين. وهو ما سيهدد وحدة الموقف في حال ذهبت قيادة السلطة إلى التفاوض استجابة لرغبة الإدارة دون موافقة باقي القوى الفلسطينية. خاصة أن مسار التفاوض طول العقود الماضية مع إسرائيل كانت نتيجته كارثية على القضية الفلسطينية.