خبراء عن انتحار عروسين بالجيزة: «الطفلة ضحية.. والفقر سبب فى الزواج المبكر»
طالب عدد من الخبراء والمتخصصين فى مناهضة زواج القاصرات، بضرورة زيادة حملات التوعية بمخاطر هذا الزواج فى وسائل الإعلام، خصوصا بعد حادث انتحار عروسين، فى منطقة فيصل بالطوابق التابعة لمحافظة الجيزة.
انتحار عروسين بالجيزة
تدور أحداث الواقعة حول أن العروس و تدعى "آية.ر" 15 سنة، ألقت بنفسها من شرفة شقتها إثر خلاف مع والدة زوجها، حيث احتد حتى وصل للتطاول بالأيدي فقامت العروس بجرح أم الزوج بسكينه المطبخ، وذلك أثناء تواجد زوجها " محمد.أ" 18 سنة وشقيقة " زياد" 15 سنة؛ فحاولا فض الشجار وقاموا بضرب الزوجة و أغلق الزوج باب الشقة، لمنعها من الخروج فقفزت من النافذة ولقت حتفها في الحال، ولما علم الزوج سيطر عليه الفزع وقام هو الآخر بالقفز من النافذة، إلا أن الأهالي وضعوا له "بطانية" حالت دون حتفه وتم نقله إلى المستشفى.
خبراء القانون
استنكرت مها أبو بكر، المحامية، عدم وجود عقوبة على كل من الأسرتين بالرغم من أنه كان يستوجب درج هذا الحادث، تحت مسمى القتل بالامتناع والامتناع المقصود هو عدم حماية البنت من قبل الولي، وأوضحت أن العقوبة التي ينص عليها القانون في حالة عمل قسيمة زواج واللجوء لتغيير السن والتزوير مدتها سنتين، مشيرة إلى وجوب تشديد العقوبة إلى 15 عاما فأكثر على كل من يشارك في جريمة زواج أطفال أسوة بتشديد العقوبات في جرائم التحرش والاغتصاب.
الفقر سبب فى الزواج المبكر
أكد الدكتور محمد أحمد غنيم، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنصورة، أن هذا الحادث يعد من النتائج السلبية لزواج الأطفال وأن الزوجة القاصر أدركت ضياع مستقبلها وواجهت حدث يفوق عمرها وهي غير مهيأة من الناحية النفسية والثقافية والعقلية والجسدية كى تقوم بمسئولية بيت وزوج وتربية أطفال، فأصبح التخلص من حياتها أمر سهل موضحا أن الزوج أيضا نظرا لصغر سنه من المؤكد ان الخوف تملك منه فقرر ان يلقي بنفسه حتى يتبرأ مما حدث للبنت ويظهر للناس برائته دون وعي عن العواقب الناجمه.
وأضاف أنه لم يعد ظاهرة منتشرة كما كان قديماً لأن التعليم أدى إلى زيادة الوعي عند المواطنين في القرى مشيرا إلى أن حالات الزواج المبكر أصبحت تتمركز في الأحياء الفقيرة والمناطق العشوائية نتيجة الفقر وتعدد الزيجات للرجل وزيادة عدد الأبناء الذي يجعل الأسرة تريد التخلص من مسئوليات الأبناء خاصة أن غالبيتهم من سكنى الغرفة الواحدة.
المجلس القومي للأمومة والطفولة
كشفت الدكتورة سحر السنباطي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، أن المجلس رصد الحادث وأبلغ به لأن الأمر برمته أمام النائب العام ودور المجلس ليس تنفيذيا إلا إذا طلبت النيابة العامة تقارير تخص الواقعة فتكتبها الأخصائيات النفسيات، وأشارت إلى أن المجلس يتدخل بمحاولة الإنقاذ وإبلاغ السلطات والتعاون معها بشكل مباشر عند تلقي بلاغا على خط نجدة الطفل بهدف منع الزواج قبل حدوثه ويتم إرسال محامِ من العاملين بالمجلس لحضور التحقيقات في هذه الوقائع وكذلك القيام بالدعم النفسي في حال طلب السلطات ذلك.