السعودية.. نوايا تطبيع مع إسرائيل وغزل صريح لتركيا
لم يكد يمر نحو شهر على تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن 5 دول تسعى لإقامة علاقات مع إسرائيل، حتى قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، مساء أمس السبت، إن الرياض تؤيد التطبيع الكامل مع إسرائيل بشرط ضمان حقوق الفلسطينيين.
تصريحات الوزير السعودي جاءت خلال مقابلة افتراضية على هامش قمة زعماء مجموعة العشرين، وأكد أن الرياض تؤيد التطبيع الكامل مع إسرائيل لكن ينبغي أولا إقرار اتفاق سلام دائم وكامل يضمن للفلسطينيين دولتهم بكرامة.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان، جهاد عودة، قال إن حديث وزير الخارجية السهودي فيصل بن فرحان آل سعود، بخصوص التطبيع مع إسرائيل، ينذر بقرب إبرام الرياض اتفاقًا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مرجحًا في تصريحات لـ"الرئيس نيوز" أن تكون خطوة المملكة في ذلك السياق قبيل 20 يناير المقبل، وهو موعد تنصيب الرئيس المنتخب الجديد جون بادين.
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن بادين ليس له تحفظ على التطبيع مع إسرائيل، لكنه له تحفظات على سياسات عدد من دول الشرق الأوسط، بما فيها المملكة، وتابع: "أغلب الظن أن السعودية تريد إغلاق ملف العلاقات مع إسرائيل قبيل وصول بايدن الذي له رؤية خاصة إزاء التعامل مع القضية الفلسطينية، رغم أن تلك الرؤية لن تشذ عن رؤية ترامب لكنها لن تكون مثلها".
أكد عودة أن قوة التصريح تعود إلى كونه صادر عن الخارجية السعودية، أي أنه يعكس سياسة المملكة الخارجية، فالوزير فرحان لن يصدر مثل هذا التصريح من تلقاء نفسه، وأنه تصريح يعكس سياسة متفق عليها.
وعن الهدف من إقامة علاقات مع إسرائيل، قال عودة إن الرغبة في ذلك ناتجة عن مساعي الدول تحقيق مكاسب لها من تلك العلاقة، سواء كانت مكاسب سياسية او اقتصادية أو تجارية.
العلاقات مع تركيا
الوزير السعودي لم يتحدث فقط عن إسرائيل، لكنه تطرق أيضًا إلى العلاقات مع تركيا، ليؤكد أنها جيدة وودية، مضيفًا أن بلاده لديها علاقات "رائعة" مع تركيا ولا توجد بيانات تشير إلى وجود مقاطعة غير رسمية للمنتجات التركية.
جاءت تصريحات الوزير السعودي، في اليوم التالي لإجراء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالا هاتفيا بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وقالت الرئاسة التركية الجمعة الماضية، إن الرئيس التركي أردوغان والملك سلمان اتفقا خلال اتصال هاتفي على تحسين العلاقات بين البلدين وحل الخلافات المعلقة من خلال الحوار، إلى جانب الإبقاء على قنوات الحوار مفتوحة لتحسين العلاقات الثنائية والتغلب على المشكلات.
الباحثة في الشؤون التركية، أميرة الشريف، قالت لـ"الرئيس نيوز": "تركيا تعمل على ابتزاز المملكة السعودية، والضغط عليها في أكثر من قضية"، ولفتت إلى أن أنقرة لوحت على لسان ياسين أقطاي، مستشار أردوغان، استعدادها التدخل في الأزمة اليمنية، على غرار ما فعلت في سوريا وليبيا وإقليم قاره باغ، والمملكة تخشى فعليًا من حدوث ذلك، لانها بذلك ستواجهة إيران من جهة، وتركيا من جهة أخرى.
أكدت الشريف أن المملكة ضاق صدرها بابتزاز أردوغان لها في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وأن أي تسوية بينهما من المؤكد أنها ستشمل وقف التصعيد التركي دوليًا في ذلك الملف.