الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

ساويرس يهاجم ماسبيرو في الذكرى الـ60 لانطلاقه.. وأبنائه: الإعلام الخاص غير قادر على المنافسة

الرئيس نيوز

تزامنًا مع احتفالات ماسبيرو بمرور 60 عاما على أول بث تليفزيوني له، إذ انطلق 21 يوليو عام 1960، هاجم رجل الأعمال نجيب ساويرس التلفزيون مجددا، وكتب على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «ذكرى كلفت الشعب المصري خمسة مليارات جنيه سنويا خسائر».

لم تكن هذه الواقعة الأولى التي يهاجم فيها «ساويرس» المبني العريق، إذ اعتاد دائما أن يطلق سهامه الحادة كل فترة، موجهًا نقدا لاذعًا للمبنى والعاملين به، ومطالبا بضرورة وقف نزيف الخسائر السنوية بسبب ما تنفقه الدولة على الإعلام الرسمي المتمثل في «الهيئة الوطنية للإعلام».

الغريب أن «ساويرس» الذي يهاجم ماسبيرو ويتهمه بالفشل وعدم وجود جدوى له، هو نفسه الذي تعاقد في العام 2009 على شراء حقوق القناة الثالثة المصرية، ووقع بالفعل على شراء القناة مع وزير الإعلام حينها «ممدوح البلتاجي»؛ الذي أقيل بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه المنصب، بسبب تعاقده مع ساويرس، حيث تدخل وقتها الرئيس الراحل محمد حسني مبارك بشكل مباشر، وألغى التعاقد نظرا لأهمية ماسبيرو، ودوره الكبير في الأمن القومي المصري.

في الذكرى الـ60 لإطلاق أول بث تليفزيوني.. تواصل «الرئيس نيوز» مع عدد من أبناء ماسبيرو وخبراء الإعلام للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بدور ماسبيرو وأهمية وجوده، وكيفية الاستفادة منه وتعظيم موارده.  

سعد عباس: مهنية ماسبيرو لا تتوفر في القطاع الخاص

قال سعد عباس، رئيس شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات الأسبق، إن ماسبيرو ساهم خلال 60 عاما في وضع الخريطة الإعلامية العربية بالكامل، مؤكدا أنه رغم أن العراق سبقتنا في إطلاق إذاعتها، فإنه منذ انطلاق التليفزيون المصري عام 1960 وأصبح الإعلام المصري ركيزة أساسية لجميع وسائل الإعلام في الشرق الأوسط، ونواه حقيقية تؤكد ريادة مصر الإعلامية.

وأوضح أن ماسبيرو سيظل درعا للدولة المصرية، مشيرا إن برغم وجود كبوة يعانيها المبنى منذ عدة سنوات، إلا أنه يظل كيان مهم جدا للدولة المصرية حتى في ظل وجود الإعلام الخاص.

وأضاف أن القضايا العربية والعالمية لها معالجات وقواعد مهنية ثابتة لا تمارس في الإعلام الخاص ولكنها ركن أساسي من ثوابت ماسبيرو، لافتًا إلى أن ماسبيرو بعد 2011 مر بمنعطفات حادة أثرت كثيرا عليه، لكن ذلك لا يعني أن نتخلص منه.

ورد «عباس» على المطالبين ببيع ماسبيرو متسائلا: «هل فكرنا في بيع الهيئة العامة للسكة الحديد أو المستشفيات الحكومية؟، أم نعمل على تطويرها وتعظيم مواردها؟.. فلماذا لا نقوم بنفس الشيء مع ماسبيرو وهو أيضا مصنف كالهيئات السابق ذكرها.. ودوره مهم جدا للدولة المصرية»، موضحًا أن ماسبيرو يضم أكبر خبرات على جميع المستويات في المجال الإعلامي ولكن لا يتم استغلال ذلك بشكل صحيح.


أنس الفقي : نحتاج لإعادة توظيف وتوصيف ماسبيرو

في السياق نفسه قال أنس الفقي، وزير الإعلام الأسبق على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «مع الاحتفال بمرور ستة عقود على إنشاء ماسبيرو؛ يثار الجدل حول ماهية هذا الكيان الإعلامي العتيق، وهل هناك جدوي من تفعيل دوره والاستثمار فيه، خاصة بعد أن تفاوتت نجاحات تطوير شاشاته وقاربت أن تصل إلى حالة الاكتمال المرجوه.. والواقع أنه لا أحد يستطيع الزعم أنه كانت هناك عده محاولات للتطوير في العقد الأخير، إنما كانت هناك محاولة تكررت عده مرات ولكن بوجوه مختلفة ويظل أنجحها تلك التي نعاصرها الآن والتي يمكن استكمالها والبناء عليها».

ويضيف الفقي: «يبقي السؤال.. هل لا تزال مصر - وأعني مصر الكيان والتاريخ والدولة والناس- بحاجه إلى ماسبيرو ؟!.. الاجابة بدون تردد "نعم.. فالدولة تحتاج إعلام للدولة .. والناس تريد إعلام للناس.. وكل التجارب تؤكد أن للإعلام الخاص مهمته ولإعلام الدولة مهتمه، ولا أحد منهما يمكن أن ينوب عن الآخر أو يؤدي دوره أو يملأ فراغ قد يتركه، وإنما يكمل كل منهما الآخر لإشباع توجهات المشاهد».

 وعن إعادة توظيف إعلام الدولة بشكل يتناسب مستجدات الواقع، يوضح الفقي: «يبقي أن نخرج من القالب التقليدي ونفكر في حلول من خارج  الصندوق لإعادة توصيف وتوظيف وتقديم إعلام دولة جديد، بمعطيات مختلفة تماما ونسق يختلف كل الاختلاف عما هو مألوف حتي اليوم.. وهي قضيه أحسب أنها تشغل أذهان القائمين على الإعلام في بلادنا، وهم لهم من الخبرة والإدراك ما يجعلهم دون شك أو تردد يكملوا المهمة المستحيلة ويحولوها الي مهمة ممكنة.. ليعاد بعث إعلام الدوله في قالب استثنائي  جديد، وليسترد ماسبيرو المكانة التي يستحقها في محيطنا العربي».

إبراهيم الصياد: القطاع الخاص لا يمتلك مقومات قطاع الأخبار في ماسبيرو

من جانبه قال إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار الأسبق في ماسبيرو، إنه يجب علينا حاليا أن نجدد شبابه ونعيد بريقه بوضع استراتيجية إعلامية وتنموية تستهدف إعادة الريادة للإعلام الرسمي للدولة، لافتًا إلى ضرورة ربط ماسبيرو بكليات الإعلام في مصر للاستفادة من ضخ دماء جديدة ودارسين إعلام وباحثين إعلام لطرح أفكار جديدة تتناسب مع التطور الإعلامي في العالم.

وأكد الصياد أنه كان هناك لجان خاصة بالتطوير وأخري بالدراما خلال وجود الهيئة الوطنية في تشكيلها السابق، لكنها لم تكن مفعله، ولا صاحبة دور أو تأثير أو قرار، وطالب أن يتم تفعيل هذه اللجان ودورها في التشكيلات الجديدة، من أجل وضع استراتيجيات تغلب نظرية الكيف على الكم، فالأولوية حاليا للمحتوي، مشيرًا إلى أن قطاع الأخبار في ماسبيرو لا يزال قادرًا على آداء دوره في أفضل صورة متفوقا على كافة القنوات الخاصة، خاصة في غياب المقومات التي يمتلكها ماسبيرو لأي من القنوات الخاصة.