"الرئيس نيوز" يرصد آراء صناع السينما بعد قرار فتح دور العرض: يضاعف الخسائر
تضمنت القرارات التي أصدرها رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أمس، إعادة فتح دور السينما والمسارح بـ25% من طاقتها الاستيعابية بدءاً من السبت المقبل، بعد 3 أشهر من الإغلاق في ظل الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
بدأت حالة من
الجدل بين السينمائيين حول القرار، منهم من اعتبره يصب في صالح السينما وآخرون
رأوا أنه ليس من المفيد تطبيقه، معتبرين أنه لم يتم بحثه مع صناع السينما أنفسهم.
طرح
"الرئيس نيوز" تساؤلات حول قرار عودة فتح دور السينما وتبعاته على عدد
من السينمائيين والمنتجين وغرفة صناعة السينما، كما نرصد رفض المنتجين طرح أفلامهم
وأسباب التردد والخوف.
هل يجلس رجل وزوجته وبينهما 3 مقاعد؟
أكد شريف مندور
عضو غرفة صناعة السينما في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز" أن قرار مجلس
الوزراء بشأن فتح قاعات السينما بنسبة تشغيل 25% غير سليم، مشيرا إلى أنه كان يجب
على مجلس الوزراء بحث الأمر مع صناع السينما أنفسهم، وعدم تجاهلهم لأنهم لديهم
رؤية حول هذا الأمر، لافتا إلى أن مجلس الوراء تجاهل تماما الحوار مع صناع السينما
والغرفة نفسها.
أكد مندور أن
المنتجين أكثر المتضررين من الأمر، ما جعلهم يقرروا عدم طرح أعمالهم برغم قرار فتح
دور العرض، وأضاف أن ما يصل للمنتج تقريبا 40% فقط من قيمة تذكرة السينما وبذلك لن
يتمكن من تحقيق عائد يغطي التكلفة الإنتاجية لأي عمل بعد تحديد نسبة 25% فقط
للتشغيل.
تساءل مندور:
كيف نفتح قاعات السينما بإجراءات احترازية من شأنها أن تمنع دخول الناس أصلا، وقال
هل من الممكن أن يذهب رجل وزوجته أو خطيبته إلى السينما ويجلس كلا منهما في مقعد
يبعد عن الآخر بفارق 3 مقاعد أخرى؟
أكد مندور أن المنتجين لن يطرحوا أعمالهم بداية
من السبت المقبل، مشيرا إلى أن الأعمال التي ستعرض جميعها أعمال قديمة لأن المنتج
لن يجازف بفيلمه، وطالب أن يتم زيادة النسبة إلى 50% على الأقل.
خسارة صناعة السينما
المنتج جابي
خوري قال إن البلاد التي فتحت دور العرض إما عادت وأغلقتها وإما لم تحقق أي عائد
بل خسرت صناعة السينما بها كثيرا، وأشار أن دور العرض في مصر لن تعرض أي أعمال
سواء مصرية أو أجنبية خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أنه لن يغامر أي منتج بطرح فيلمه
في ظل نسبة الـ25%، مشيرا إلى أن هذا سيضر بالمنتجين وبدور العرض نفسها التي تقوم
بتشغيل كهرباء وتكييفات وغيرها على نسبة تشغيل 25% فقط وهذا لن يغطي التكلفة
مطلقا، وأشار أن المولات الخاصة بدأت تطالب أصحاب دور العرض بسداد الإيجارات
والكهرباء وغيرها من الأمور معتبرين أن الحكومة سمحت بفتح دور العرض متجاهلين أن الفتح
لن يكون في صالح الصناعة.
أضاف خوري أن إلغاء
حفلتي 9 و12 يضر جدا بالمنظومة لأن هاتين
الحفلتين يمثلان نسبة 50% من العائد في الأساس، إضافة إلى أن دور العرض لن تتمكن
من تشغيل أكثر من 3 حفلات فقط يوميا لأن التعقيم والتطهير قبل وبعد الحفلة سيأخذ
وقت طويل، وكشف أنه يتابع منظومة السينما في الدول المحيطة وفوجئ أول أمس أن مول
كبير به 20 قاعة في السعودية تم تشغيله ولم يدخله إلا 30 فردا فقط.
أشار إلى أن
هناك فيملين أمريكيين موجودين ولن يتم طرحهما قبل نهاية شهر 7 وهما
"مولان" و"تنيت"، وقال إن دور العرض خلال شهر كامل برغم قرار
فتحها لن يوجد بها أى أعمال جديدة قبل نهايى شهر يوليو، وأشار إلى أنه من الممكن
أن يحدث تصاعد في أعداد المصابين فنفاجأ بقرار غلق جديد، فكيف يجازف المنتجين بطرح
الأعمال ثم إغلاق دور العرض مره أخرى؟ وتصبح مصيبة كبيرة بالنسبة للمنتج.
يضاعف خسائر دور العرض
قال المنتج
السينمائي وائل عبدالله إن قرار الحكومة بتشغيل دور السينما بنسبة 25% يضاعف خسائر
دور العرض، لأن الإيرادات لن تتناسب مع تكلفة أجور الموظفين وخدمات الكهرباء
والمياه وماكينات التشغيل وصيانتها وما إلى ذلك، من المصاريف التشغيلية، وأكد أنه
لن يطرح فيلمه الجديد "البعض لا يذهب للمأذون مرتين" للمخرج أحمد
الجندي، وبطولة الفنان كريم عبدالعزيز، خلال الفترة الحالية، لأنه من الإنتاجات
السينمائية مرتفعة التكلفة، وبالتالي لابد من عرضه حينما يتم تشغيل السينما بكامل
طاقاتها، إضافة إلى فتح السينما في مختلف الدول العربية، لأن التوزيع الخارجي عنصر
مهم للغاية في الإيرادات.
إجراءات احترازية مشددة
المنتج أحمد السبكي
علق على الأمر قائلا: أزمة القرار تكمن في غلق المولات التجارية بدءاً من التاسعة
مساءً، وهذا يحرم جمهور السينما من حفلات منتصف الليل التي تدر إيرادات مرتفعة في
موسم الصيف، مضيفاً أنه قرر الاكتفاء بطرح فيلمه "صاحب المقام" للمخرج
ماندو العدل، وبطولة يسرا وآسر ياسين، قبل عيد الأضحى بأيام قليلة، بحيث تشهد
الصناعة انتعاشة وإقبالاً من الجمهور بمختلف فئاته، مؤكدا أنه لن يطرح أي أعمالا
مع فتح دور العرض يوم السبت المقبل.
فيما أكد محمود
منير مدير دور عرض بإحدى المولات، أنهم سيوفروا جهاز قياس حرارة لكل من يدخل
السينما، وأنه لن يتم السماح لأي فرد الدخول بدون كمامة، مع الاعتماد على التعقيم
والتطهير قبل وبعد كل حفلة، مؤكدا أن دور العرض من الممكن أن تطبق الإجراءات الاحترازية
بشكل مناسب ولكن مع زيادة نسبة التشغيل إلى 50% على الأقل حتى يستفيد الجميع.
القرار ليس في صالح صناعة السينما
مصادر خاص كشفت
لـ"الرئيس نيوز" أن غرفة صناعة السينما ستعقد اجتماعا خلال الساعات
القليلة المقبلة، لمناقشة الأمر مع المنتجين وإرسال مذكرة لمجلس الوزراء للمطالبة
بوضع خطة عمل من أجل عودة السينما تدريجيا بما يتناسب مع الصناعة ويخدمها ولا
يضرها، معتبرين أن القرار الصادر أمس ليس في صالح صناعة السينما، وأبسط دليل أن
جميع المنتجين المصريين وموزعي الأفلام الأجنبية قرروا عدم طرح أي أعمال جديدة
برغم قرار فتح دور العرض.
يذكر أن هناك ما يقرب من 10 أفلام سينمائية مصرية جاهزة للعرض ولكن يخشى منتجيها طرحها والمجازفة في هذا التوقيت، كما أن هناك 5 أجنبية ضمن خطة الطرح ولكن يرفض أيضا موزعيها طرحها بدور العرض قبل نهاية شهر يوليو.