الخميس 09 يناير 2025 الموافق 09 رجب 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

فرص جيدة.. توقعات طموحة لقطاع تصنيع الملابس بعد كورونا (تقرير)

الرئيس نيوز

سلطت مجلة جاست ستايل للأزياء، في تقرير حديث، الضوء على الأضرار التي لحقت بقطاع صناعة الملابس الجاهزة والمنسوجات في مصر بسبب جائحة كوفيد-19، على الرغم من أنه وفقًا للمراقبين ظلت المصانع تعمل وتفتح أبوابها إلى حد كبير طوال الأزمة.

نقلت المجلة عن محمد قاسم، رئيس الشركة المصرية لتطوير المنسوجات قوله: "تم إلغاء أو تأجيل الكثير من الطلبات، ودخلت العديد من الشركات تحت الفصل الحادي عشر، بل واوشكت على الإفلاس". ولفت إلى أن العديد من المشترين يقدرون الظرف الراهن وتبنوا مواقف مشرفة بالفعل، قائلين، نحن مدينون بمبالغ وتعهدوا بسدادها في المستقبل القريب. ولكن البعض الآخر يريد خصم 50٪ ودفع الرصيد المتبقي على مدى 12 شهرًا".
أشار التقرير إلى أن تدابير كوفيد-19 المصرية لم تكن مثل غيرها من الإجراءات في المنطقة، حيث فرضت الحكومة الأردنية على سبيل المثال حظرًا شاملاً وفرضت على المواطنين البقاء في المنزل لمدة معيينة، وقد تم فرض حظر التجول ليلا في مصر اعتباراً من 19 مارس، ولكن تم تخفيف القيود في أواخر أبريل فاقتصر الحظر على أوقات متأخرة من الليل والساعات المبكرة من النهار فقط الأمر الذي سمح لسوق الملابس بفرصة جيدة. 

أشار سامر رياض، المدير العام للرياض جروب، شركة تصنيع المنسوجات والملابس الجاهزة في القاهرة، إلى أن القيود الليلية أثناء شهر مارس جعلت العمل صعبًا، و"في مرحلة ما تم إغلاق حوالي 80٪ من المصانع، لكن المصريين تمكنوا رغم كل شيء من شراء ملابس العيد والوضع ليس سيئًا الآن. وأضاف أن الشركات المصنعة التي استمرت في العمل لم تكن بكامل طاقتها. 

وفقا لمايكل جورج، مدير تشغيل النسيج والمدير الإداري، فقد توقفت شركة دلتا جل، وهي واحدة من أكبر الشركات المصنعة للمنسوجات والملابس في البلاد، عن الإنتاج لمدة شهر واحد، بينما علقت العلامات التجارية المتعاملة معها الطلبات وأجلت مواعيد السداد.

انخفاض الصادرات

صدرت مصر ما قيمته 1.69 مليار دولار أمريكي من الملابس الجاهزة والمنسوجات في عام 2019، وفقًا لمجلس تصدير المنسوجات والملابس والمنسوجات المنزلية في مصر، وكان حوالي 60٪ من صادراتها إلى الولايات المتحدة، والباقي إلى أوروبا. وكان المجلس يأمل في تحقيق ضعف هذا الرقم في العام الجاري، وفقا للمجلس.

مع تفشي جائحة كوفيد-19 التي كانت بمثابة إعصار في الأسواق العالمية، انخفضت الصادرات بنسبة 8٪ في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020 مقارنة بالعام السابق، إلى 8372 مليون دولار أمريكي.

كان الربع الأول سيئًا، ولكن قطاع الملابس لم يشعر به حتى مارس. ويضيف قاسم: "سترى الأرقام تتراجع أكثر في الفترة من أبريل إلى يونيو"، حيث انخفضت الصادرات بنسبة 1٪ في يناير من العام السابق، وانخفضت بنسبة 3٪ في فبراير، ثم تراجعت بانخفاض 22٪ في مارس، وفقًا وفقًا لأرقام مجلس التصدير، فقد انخفضت صادرات الملابس الجاهزة بنسبة 22٪، وهو ما يُعزى إلى انخفاض المبيعات بنسبة 45٪ إلى إسبانيا، و 21٪ إلى المملكة المتحدة، و 26٪ إلى كندا، و 47٪ إلى الكويت، و 8٪ إلى الولايات المتحدة، و 13 ٪ إلى إيطاليا.

مع انخفاض طلبات الملابس على مستوى العالم بنسبة 41٪، وفقًا للاتحاد الدولي لمصنعي المنسوجات (ITMF)، هناك مخاوف من أن العديد من الموردين لن ينجو من هذا الانكماش.

بسبب دعوات البقاء في المنزل، لا يعرف المشترون ما يتوقعون شراءه أو عدم شرائه. ويطالب بعض العملاء بشروط لا تستطيع الشركات تحملها ولكنها قد تضطر إلى القبول، وسوف تقع في صعوبات مالية فيما بعد إذا استجابت.

جهود الإنقاذ

مع تأثر جميع الصناعات المصرية بالتباطؤ الاقتصادي المستمر، دشن البنك المركزي المصري حزمة إنقاذ، بما في ذلك أسعار الفائدة المنخفضة، والقروض المدعومة وتخفيف الديون، وركزت الحكومة على دعم الطاقة للمصانع.
ويضيف رياض "هناك تعاون بين الشركات والحكومة لعمل كمامات قماشية  وكذلك بعض المساعدة في تسريع سداد الأموال المستحقة، مثل خصومات ضريبة القيمة المضافة، وتأجيل بعض المدفوعات العامة".

في هذه الأثناء، تلتزم المصانع بتدابير السلامة ضدكوفيد-19  فارتداء الكمامات إلزامي، ويتم قياس درجات حرارة الموظفين قبل دخول المبنى، وهناك تعقيم يومي للمصنع، وفقًا لجورج.
في حين أن الوضع الحالي للقطاع صعب على الجانب الآخر، إلا أنه في وضع جيد لمزيد من الإنتاج الإقليمي والتحول بعيدًا عن التصنيع الصيني بمجرد انفتاح الاقتصاد مرة أخرى.

وأكد التقرير أنه من المتوقع أن تستفيد مصر من اتجاه التنويع الناشئ في أعقاب أزمة كورونا، حيث أنها واحدة من مراكز تصنيع المنسوجات القليلة والمتميزة في أفريقيا والمنطقة، وكان هناك استثمار متجدد في تطوير مصانع النسيج منذ أوائل العام 2019، مما سيعزز مكانتها في جذب المشترين الدوليين "، وفقًا للخبير نافديب سودهي الشريك في منظمة Gherzi Textile Organization التي يقع مقرها في سويسرا.
في وقت سابق من هذا العام، أكدت دراسة مسحية لمصانع الملابس المصرية من قبل مبادرة Better Work أن إلغاء الطلبات في البلاد وصل إلى ملايين الدولارات، وأن العديد من الشركات المصنعة تقلل من طاقتها الإنتاجية، لكن تقرير جاست ستايل يتوقع أن تسير الأمور في الاتجاه المعاكس لتشهد صناعة المنسوجات في مصر انتعاشًا كبيرًا مع اققترراب انتهاء أزمة كورونا.