شريف الدسوقي: أطمح في تقديم قضايا المهمشين.. وكوميديا "الإيفيه" لا تجذبني (حوار)
كاملة أبوذكرى مدرسة إبداعية لم نستفد منها حتى الآن وأفهمها بنظرة عين
رجعنا الضحكة للجمهور وأثق من النجاح.. وليس لدي أهداف ثابتة
أشبه سباعي لأننا "ولاد شقا".. وأتمنى تقديم دور "صياد بحري"
جمهور القاهرة السينمائي "الصفوة".. وأميل لجمهور الشارع
جذب الفن الردئ للجمهور وهم.. وقادرون على استعادة الرقي
شريف الدسوقي اسم تردد كثيرا خلال الأيام الماضية، تعليقا على أدائه المبهج في شخصية "سباعي" بأحداث مسلسل "بـ 100 وش"، الذي شارك في بطولته مع نيللي كريم وآسر ياسين. فنان موهوب له باع طويل في التمثيل، إلا أنه لم يكن ضمن قائمة النجوم أصحاب الشعبية، رغم حصوله على جائزة أفضل ممثل بمهرجان القاهرة السينمائي عن أدائه في فيلم "ليل خارجي"، ظل اسمه غير معروف لجمهور الشارع، فيما نال شهرته في أوساط النخبة والسينمائيين والمسرحيين، لتأتي شخصية "سباعي" وتحدث له نقلة نوعية ويصبح أحد أبرز نجوم موسم دراما رمضان، ويشيد به الجمهور ويتساءل عن تاريخه وحياته ومسيرته.
شريف كشف في حواره مع "الرئيس نيوز" الكثير من الجوانب الفنية والإنسانية والاجتماعية في حياته، وتفاصيل أخرى كثيرة حول أمنياته في المستقبل، فإلى نص الحوار.
في البداية.. ما الفرق في الشعور بعد حصولك على جائزة أحسن
ممثل بمهرجان القاهرة السينمائي وبين نجاحك في "بـ100 وش"؟
لا أنكر أن هناك فارق كبير جدا، على مستوى النتائج والجمهور
أيضا، فمهرجان القاهرة ساهم في معرفتي بين النخبة والمثقفين والمهتمين بالسينما (جمهور
الصفوة) ، لكن على المستوى الجماهيري والشعبي فبالطبع جمهور الشارع والبيت عرفني بشكل
أكبر من خلال مسلسل "بـ 100 وش"، وأنت تعلم جيدا أن فيلم "ليل خارجي"
مصنف كسينما مستقلة وهذه النوعية من الأعمال جمهورها نسبته قليلة جدا في مجتمعنا، ومختلفة
تماما عن جمهور التليفزيون (جمهور الشارع) فمثلا لن تجد جمهور الأحياء الشعبية يعرفني
من "ليل خارجي" ولكنه عرفني بشخصية "سباعي" في "100 وش"،
ولا أخفيك سرا أنني كنت أستهدف الوصول لجمهور البيوت، وقلت من قبل للإعلامي محمد علي
خير عندما سألني عن طموحي بعد جائزة مهرجان القاهرة، أن خطوتي القادمة هي الوصول للناس
في البيوت، فهذا كان همي وخطوتي التالية بعد مهرجان القاهرة، والحمدلله حققتها في المسلسل.
معنى ذلك أنك تستهدف الوصول لجمهور الشارع؟
أنا ليس لدي هدف ثابت، ولكن لدي خطوات متتالية، كلما انتهى
من خطوة أسعى لتحقيق الخطوة التي تليها، ولآخر نفس في عمري سأجتهد وأقدم نفسي من خلال
مخزون الشخصيات الذي اكتسبته في حياتي الخاصة (هروح للجمهور بشخصيات تقربني منه وكل
خطوة أخصلها هروح للي وراها بدون توقف إن شاء الله).
ماذا عن مردود شخصية سباعي مع الجمهور الذي تستهدفه؟
(ينهار أبيض.. الحمدلله جدا)، بالطبع رصدت السوشيال ميديا
خلال الأيام الماضية ولن أتحدث عن ذلك، لكن إحساس جمهور الشارع هو الذي أشعر به بنفسي
وبشكل مباشر عن تواصل حقيقي مع الجمهور، وأتذكر أنني زمان عندما كنت أعمل فني مسرح
وقبل الاحتراف، كنت أرى وأتابع عن كثب صعوبة جلوس نجم كبير في مقهي بالشارع أو أن يسير
على الكورنيش في الإسكندرية أمام المسرح، وبقالي 5 أيام متواصلة أسير في الشارع واقابل
الجمهور وأشعر بردود الفعل الصادقة من خلال التواصل المباشر مع الناس، حتى ببعض المناطق
الشعبية أشعر بالبهجة والمحبة والنجاح من ردود فعل الجمهور، وأجد حفاوة كبيرة جدا الحمدلله.
ما الذي أضفته لشخصية "سباعي" في مسلسل "بـ
100 وش" ؟
تعلمت من أساتذتي في المهنة، وهم كثر، أن الله وهب كل منا
ذاكرة هي صندوق الشخصيات التي يحملها خلال حياته ويقابلهم يوميا، وبخلاف الأبعاد الثلاثة
(النفسي والاجتماعي والشكلي) وهذه الأبعاد هى (الكتاب المقدس للممثل) الذي يذاكر من
خلاله الشخصية التي سيلعبها، فيجب أن نضيف لهذه الأبعاد خطوط للشخصية تجعلت تدخل إليها
ومن الممكن أن تكون هذه الخطوت مكتسبة من نماذج وشخصيات من الواقع قابلتها بشكل شخصي
وتشبه ظروف سباعي، وهذا في علم تدريب الممثل يسمى التماس - بفتح التاء- مع الشخصية،
إلى أن تستحضرها من حياتك وتعمل عليها حتى يحدث التوحد بيني وبين الشخصية التي ألعبها،
وهذا ما حدث بالفعل مع سباعي، بعد تدريب وبروفات.
ما الذي يشبهك في الواقع من شخصية سباعي؟
أنني منذ صغري (ابن شقا) وعملت في الكثير م المهن (ياما شوفت
شقا بجد)، ولا يوجد محافظة عملت بها ولا أرض وطأتها قدماي، إلا وشاهدت شخصية سباعي
(سبعبع موجود قدامي من سبعينيات القرن الماضي)، وبالفعل استحضرت الشخصية من جميع النماذج
التي شاهدتها على مدار كل هذه السنوات، فمن منا لم ينزل بار شعبي ويشاهد الرجل السكري
الذي يشبه شصية سباعي فى المسلسل، في الحقيقة المجتمع المصري مليئ بالنماذج والشخصيات
الثريه جدا دراميا ولكننا للأسف نغفلها كثيرا ولا نشاهدها على الشاشات، فالواقع مليء
بالحكايات التي من الممكن أن تنسج لنا دراما واقعية إنسانية مميزة، بدلا من الاعتماد
على الخيال في أغلب الأعمال.
ماذا عن تقييمك للأعمال الكوميدية المنافسة خلال هذا العام
؟
لا يمكن أن أقيم أعمال منافسه، لكن سأقول لك وجهة نظري الشخصية
بكل صراحة في الكوميديا، ألعب أدوار كوميدية منذ فترة طويلة وقدمت شخصيات كثيرة جدا
في فتره لم يكن يعرفني بها الجمهور، وعندما كنت أذاكر للكوميديا لم أكن أحضر أي
"إفيهات" وأدع المخرج يوافق عليها وياخدها، فهناك نجوم يستمروا طوال الليل
في التحضيرات يكتبوا 100 إفيه على الورق ويتمنوا أن يوافق عليها المخرج، ولكني لا أمارس
هذه الكوميديا (كوميديا الإفيهات)، ولكني أعتمد على كوميديا الشخصية وهناك فرق بين
كوميديا الإفيهات وكوميديا الشخصية، وكل فنان لديه أسلوبه وطريقته المتمكن بها، وسأضرب
لك مثالا (فمن الممكن أن يكون لديك جار بمجرد أن يقول صباح الخير تفاجأ بهستريا من
الضحك بدون وجود "إفيه" في كلامه أو سخرية، فهو يتحدث بطبيعته لكنه يصيبك
بالضحك)، هذا هو نوع الكوميديا الذي عرفته وتربيت عليه وأسعى لتقديمه بعيدا عن كوميديا
الإفيهات، وكل فنان له قدراته ويعمل بالطريقة التي تناسبه.
هل كنت تتوقع نجاح عمل كوميدي من إخراج كاملة أبوذكري ؟
في الحقيقة كنت مرعوب في البداية، وإلى أن التقيت المخرجة
الكبيرة المبدعة كاملة أبوذكري في أول لقاء واستمر ساعتين أسمعها فقط، خرجت من الاجتماع
واثق ومصدق أنها ستعيد الضحك الذي افتقدناه كثيرا ولسنوات، وما أقصده ليس الضحك على
الإفيهات لكن ضحك من القلب على الواقع والأحداث والأداء والشخصيات، وهذا ما كانت كاملة
تحفظه لنا طول الوقت منذ البروفات الأولية، واكتشفت أن مصر لديها موهبة إخراجية كبيرة
قادرة على تقديم كل الأشكال بنفس الجودة والرقي والإتقان، وبرغم أنني كنت أتابع كاملة
أبوذكري منذ فيلم "ساعة ونص" وأتمني أن أقول جملة واحده فقط داخل كادرها،
فما شاهدته معها في "بـ 100 وش" كان مفاجأة حقيقية، فهي لديها الكثير من
المواهب التي لم نستكشفها بعد فهي مدرسة متفردة، وفي الحقيقة هي على المستوي الإنساني
أيضا شخصية مميزة وأصبحنا أصدقاء بعد 3 دقائق فقط من لقائي بها وكأنني أعرفها منذ
30 عاما، حتى أنها أثناء التصوير عندما كانت تنظر إلى كنت أعرف ما الذي تريده تحديدا.
بعض نجوم الكوميديا خلال السنوات الأخيرة ظنوا أنهم في المقدمة
وسيستمروا على القمة.. ما تعليقك ؟
أقول أن الجمهور ليس بساذج، لكنه راقي، وليس معنى أن البعض
استمر على الساحة لفترة أو فرض أسلوبه الخارج عن الذوق العام من أجل الكوميديا، أن
هذا الأمر سيستمر طول الوقت، فالجمهور يتأثر بالعمل الجيد والذوق الحقيقي عندما يقدم
له يفرض نفسه ويطرد العملة الرديئة، وأقول دائما أن العمل الراقي سواء كوميدي أو غير
ذلك قادر على ردنا إلى الأصل وإبعادنا عن الأعمال الرديئة، ويردنا إلى الوعي الفني.
ما الذي تسعى خلاله وتتمناه في الفترة المقبلة ؟
للأمانة دون انحياز لدي الكثير من الحكايات والشخصيات التي أتمنى تقديمها، لكن أتمنى أن أقدم أعمالا عن المهمشين في المجتمع طوال الوقت برغم كثرتهم، وحلمي أن أقدم قصة عن صيادين البحر لأن الفن المصري تجاهلهم ولم يقدمهم وحتى عندما قدمهم في حالات معدودة ومحدودة لم يقدم واقعهم لكن قشور فقط، وأتمني أن أقدم شخصية صياد لأنني لدي الكثير من القصص والحكايات الإنسانية في هذه المنطقة، في الحقيقة المجتمع المصري ثري جدا بالشخصيات والنماذج الإنسانية التي من الممكن أن تخرج دراما جبارة وفن راقي ومؤثر.