الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"اعتمدوا على أنفسكم".. بعثة سرية من عبد الناصر لصنع قنبلة نووية

الرئيس جمال عبد الناصر
الرئيس جمال عبد الناصر مع زعماء جمهورية الصين

في السنوات التي تلت نكسة 5 يونيو 1967، كانت مصر تستعد بقوة لاستراد أرض سيناء، وأعلن الرئيس جمال عبد الناصر أنه "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، حاشدا كل الإمكانيات للمعركة المنتظرة.

شهدت تلك الفترة حرب الاستنزاف التي كبدت الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة، كما أن العدو كان يقوم بغارات من وقت لآخر لضرب أهداف عسكرية ومدينة في الداخل المصري.

وفي عام 1970، أتمت القوات المسلحة بناء حائط الصواريخ من المدفعية المضادة للطائرات ووحدات الصواريخ والرادار، لتعقب وصد الهجمات الإسرائيلية، لكن الأمر لم يخلُ من اختراقات معادية، ما دفع البعض للبحث عن حل حل أقوى لردع إسرائيل.

وفي جلسة الجلسة اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى، بتاريخ 22 من يولية سنة 1970، سأل أحد المشاركين الرئيس "عبد الناصر" عن إمكانية أن يمد الاتحاد السوفييتي مصر بأسلحة نووية في مواجهة إسرائيل.

ردّ "عبد الناصر" قائلا إنه حتى لو أمد الروس القيادة المصرية بأسلحة نووية فإن القاهرة لا تفضل ذلك، مشددا على أن موضوع الحرب النووية ده كبير جداً" حسب تعبيره.

وشرح "عبد الناصر" أن السوفييت إذا أعطوا لمصر سلاحا نوويا فإن الولايات المتحدة ستمد إسرائيل في المقابل بسلاح مماثل، لكن الأمر لن يتوقف على ذلك".

يضيف الرئيس الراحل أن الأمريكان سوف يدخلون في مواجهة عسكرية لو تطلب الأمر لإخراج الروس من منطقة الشرق الأوسط، مستشهدا بتعهد هنري كيسنجر مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي في ذلك الوقت.

ولفت "عبد الناصر" النظر لنقطة أخرى ضمن رده على السؤال، قائلا: "إحنا موقعين اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، وهذه الاتفاقية منها نَصّ يتعهد به الاتحاد السوفييتى وأمريكا على حماية كل الدول الموقعة على الاتفاقية من أى تهديد ذري".

ورأى الرئيس الراحل أن إدخال الأسلحة النووية فى منطقة الشرق الأوسط آنذاك ليس سهلا، "لأن أمريكا إذا وافقت يبقى معنى هذا أن الروس حيجيبوا هنا أسلحة نووية"، قائلا إن موضوع كهذا يجب أن "يُحسب بالشعرة".

وتابع "عبد الناصر": "وبعدين محدش بيدِّى حد أسلحة نووية أبداً.. يعنى من يوم ما اكتشفوها. حتى فرنسا ما ادوهاش الأمريكان الأسرار.. اضطروا إنهم يبحثوا ثم يصلوا".

وكشف "عبد الناصر" في تلك الجلسة عن سر ليدلل على كلامه هذا، قائلا إن مصر حاولت من قبل نقل التجربة النووية من الخارج.

يقول: "إحنا سبق أن بعتنا بعثة إلى الصين سراً.. وقالوا لنا: اعتمدوا على أنفسكم"، في تصريح يكشف تفكيره في الاستعانة بالصين لصناعة قنبلة نووية، لكنه لم يحدد تاريخ ذلك.

وأكمل "عبد الناصر": "إحنا عندنا ناس تستطيع إنها تعمل القنبلة الذرية.. ومعروفين بالاسم، ولكن الموضوع تكاليفه ليست في طاقتنا".

ثم تابع في رفض آخر للاقتراج: "مش ممكن يسيبونا نستخدم أسلحة ذرية.. مش ممكن حد يسيبنا إذا استخدمنا أسلحة ذرية ضد إسرائيل.. وإسرائيل ماعندهاش، يبقى بالتالى تانى يوم إحنا ننضرب - أو فى نفس اليوم بننضرب - بأسلحة ذرية من أمريكا، والعكس أيضاً".