لماذا رفعت إسرائيل حالة الاستعداد بسبب نفق الشهيد أحمد حمدي عام 1974؟
في أكتوبر 1980، افتتح الرئيس أنور السادات نفق الشهيد أحمد حمدي، معلنا الانتهاء من أول رابط بين الدلتا وسيناء، وذلك بعد 7 سنوات من معركة العبور في أكتوبر 1973.
واليوم، 22 أبريل
2020، شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي خروج آخر ماكينة حفر عملاقة من نفق الشهيد
أحمد حمدي 2، الذي يأتي ضمن خطة الر 6 أنفاق جديدة لتحقيق الربط الشامل لسيناء
بباقي الوطن، معلنة انتهاء أعمال الحفر.
40 سنة بين
المشهدين لكن الاسم واحد للمشروعين، وهو اللواء مهندس أحمد حمدي، قائد لواء
المهندسين بالجيش الثاني الميداني أثناء حرب أكتوبر، والذي استشهد على الجبهة في
اليوم الثامن للحرب وهو يجهز مع جنوده أحد الكباري في نقطة رئيسية على ضفة قناة
السويس الغربية، لعبور جنود الجيش إلى سيناء.
في السطور التالية
نستعرض قصة إنشاء النفق الأول.
في عام 1974، بعد سنة واحدة من حرب أكتوبر، أصدر الرئيس الرئيس السادات توجيهات سريعة ببدء بدراسة موقع مناسب لحفر
نفق يربط الدلتا بسيناء.
ويروي طيار مقاتل
كان يقوم بعمليات مسح جوي لموقع النفق المقترح، في حديث لبرنامج "صاحبة السعادة"، أنه فور انتهاء
مفاوضات فض الاشتباك الأول، يناير 1974، جاءتهم تعليمات بإجراء طلعات جوية فوق
القناة، وبطول 10 كم داخل سيناء، وهي المساحة التي كانت محددة للسيادة المصرية
آنذاك.
كان الطيارون
يقومون بطلعات يومية، مع أول ضوء وإلى آخر النهار، وكان كل طاقم يحتوي على طيار
وملاح وفني تابع لهيئة الأبحاث العسكرية، للكشف عن أية "فوالق أرضية" قد
تعيق حركة الحفر في المنطقة.
استمرت عمليات
المسح الجوي لنحو ثلاثة أشهر، وفي بعض المرات كان الطيارون المصريون يتجاوزون الحد
المسموح بالطيران فوقه، وهو مساحة العشرة كليو مترات، ورغم أن هذا الأمر لم يكن
يتعدى زمنه ثواني معدودة إلا أنه تسبب في أرق وأزمة من ناحية إسرائيل، بينما نار
الحرب لم تكن قد خمدت تماما بعد.
يروي الطيار:
"كنا ندخل مثلا 2 كيلو زيادة فإسرائيل تبلغ باختراق مجالها الجوي، ويبلغوا
القيادة المصرية بالأمر، وهكذا تكرر الأمر عدة مرات، وفي كل مرة كانت إسرائيل ترفع
حالة الاستعداد".
ويكشف الطيار أن
اللواء طيار حسني مبارك، قائد القوات الجوية آنذاك، استدعاه هو وزميل له على وجه
السرعة، وسألهما باستنكار: "إنتو بتعملوا إيه؟!"، ورغم عرض الخرائط
وأوراق المهمة عليه إلا أنه أمر بوقف عمليات المسح الجوي فورا.
لكن، حسب ما رواه
الطيار، فإنهم كانوا قد انتهوا من المهمة طوال الأسابيع الماضية على استدعائهم،
الأمر الذي أفاد في تحديد الموقع المناسب لحفر النفق.
وبعد وضع
التصميمات، بدأ العمل في المشروع في العام التالي مباشرة، 1975، بواسطة شركة
المقاولون العرب مستعينة بخبرات الشركات الأجنبية.
وفي لقطات
تلفزيونية أرشيفية، نشاهد السادات وهو يباشر في زيارة للمشروع، أعمال الحفر
والتخطيط، وذلك عام 1977، وهي السنة التي كان حسم فيها خطته للصراع مع إسرائيل بتوقيع
اتفاقية كامبد ديفيد في العام التالي، ثم معاهدة السلام عام 1979، مبشرا بسنوات من
التنمية في سيناء والمناطق الصحراوية لترجمة عبور أكتوبر العسكري إلى عبور تنموي
شامل.
وبعد ثلاث سنوات، وتحديدا في 25 أكتوبر 1980، افتتح السادات النفق رسميا بعد انتهاء العمل به، وذلك بحضور نائبه الفريق حسني مبارك، واللواء عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع، والمهندس حسب الله الكفراوى وزير التعمير والدولة للإسكان والتعمير، والمهندس عثمان أحمد عثمان، الرئيس الفخري لشركة المقاولون العرب المنفذة للمشروع.