الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

عماد الدين حسين يكتب: ملايين الجنيهات فى الانتخابات الرياضية.. لماذا؟

الرئيس نيوز

هل الاهتمام الشديد والمبالغ فيه بانتخابات الأندية الرياضية هذه الأيام، والإنفاق المالى المهول عليها، تعويض أو حنين أو حتى بديل عن غياب ذلك فى الانتخابات البرلمانية أو حتى الرئاسية؟!!. هذا الإحساس يراودنى كل لحظة طوال الأيام الماضية، وأنا أرى الدعاية الانتخابية للمرشحين تملأ شوارع وجسور وميادين القاهرة الكبرى، ولا أدرى هل وصلت المحافظات أم لا؟!!. الصديقة والإعلامية المتميزة منى سلمان كتبت على صفحتها قبل يومين تقول: «إذا كانت انتخابات الأندية يحسمها الأعضاء، فما هو المغزى من انتشار الدعاية على الكبارى وفى الميادين؟». تساؤل منى فى محله، وهذا السؤال يردده كثيرون تفاجئوا بحجم الدعاية غير المسبوقة فى شوارع القاهرة، منذ بدء الدعاية الانتخابية لمرشحى الأندية خصوصا الكبيرة قبل أكثر من شهر مضى، متصورين أن هذه الانتخابات شأن فئوى يخص الأعضاء داخل النادى، وليس عموم الشعب. البعض سوف يجيب ببراءة ويقول إن عدد الأعضاء صار بعشرات الآلاف، ومعظمهم لا يذهبون إلى الأندية، وبالتالى فإن المرشحين يطاردونهم فى الشوارع. لكن المفترض أن الاعضاء، يعرفون موعد الانتخابات عبر العديد من الوسائل، وأنا شخصيا أتلقى أكثر من خمس رسائل يوميا من مرشحى الأهلى بحكم عضويتى هناك!!. لكن وإذا صدقنا هذا الزعم فإن السؤال الأهم هو: لماذا هذا الإسراف غير المنطقى وغير المعقول فى الدعاية الانتخابية لهذا المرشح أو ذاك سواء كان مرشحا لرئاسة النادى أو عضوية المجلس؟!. تقول بعض التقديرات إن أحد المرشحين لمنصب رئيس نادٍ كبير خصص نحو ٢٠٠ مليون جنيه للفوز بالمنصب.. وتقول تقديرات أخرى إن أحد المرشحين خصص مائة مليون جنيه للإعلانات فى الصحف والمواقع الإلكترونية فقط، وثالث اشترى مساحات إعلانية لنشرها كمواد تحريرية فى صحف أخرى. السؤال مرة أخرى: ما هى الفوائد التى سوف يجنيها من يفوز بمنصب رئيس نادٍ أو عضوية أى مجلس، طالما أنه منصب تطوعى، لن يتحصل منه أرباحا؟ يرد البعض بأن منصب رئيس النادى خصوصا إذا كان فى أندية كبرى مثل الزمالك والأهلى والجزيرة والصيد وهليوبوليس، صار أهم بكثير من مناصب رؤساء أحزاب وسياسيين كبار. قد يكون ذلك صحيحا، لأن الحياة السياسية عندنا مشلولة أو شبه ميتة، فى حين أن الحياة الرياضية تجرى الدماء فى بعض عروقها، رغم حالة التيبس التى أصابتها بفعل منع حضور الجماهير للمباريات، بسبب كارثة استشهاد ٧٤ من جماهير النادى الأهلى خلال مباراته الشهيرة ضد النادى المصرى فى ستاد بورسعيد أول فبراير ٢٠١٢. السياسة صارت مختلطة بالرياضة، ورأينا هيئات ومؤسسات وأجهزة، تحتشد وتسخر أموال الدولة، لكى يفوز هذا المرشح أو ذاك بل إهداء المنصب لبعضهم على طبق من فضة وذهب. ووصلنا إلى مرحلة صار فيها التنافس على منصب رئيس النادى أو عضوية المجلس أشد سخونة من انتخابات مجلس النواب. تقديرى الشخصى أن بعض المرشحين للأندية يريدون استغلالها ليس فقط للحصول على النفوذ والمكانة والشهرة، ولكن أيضا لتحقيق مصالح اقتصادية كبرى من الأبواب الخلفية، وهو الأمر الذى يفسر هذا الحجم الضخم من الأموال التى يتم إهدارها من قبل الجميع تقريبا، حتى لا يظن البعض أننى أقصد مرشحا بعينه. على المستوى الشخصى أنا سعيد لهذه المنافسة الرياضية، وظنى أن حالة موات السياسة، ربما جعلت الناس تهتم بانتخابات الأندية، باعتبارها آخر طقس يذكرهم بأن هناك اختراعا اسمه انتخابات وتعددية وتنافس ومعارك وحشد وتنظيم. نريد انتخابات رياضية لا تقلد الانتخابات الأخيرة لمجلس النواب، أو تذكرنا بانتخابات مجلس الشعب عام ٢٠١٠. لا نريد تخريب الأندية الرياضية.. ويكفينا ما حدث للمؤسسات السياسية!!.
نقلا عن الشروق