الخميس 05 ديسمبر 2024 الموافق 04 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«حادث سير!».. لماذا رفض عبد الناصر إخفاء استشهاد عبد المنعم رياض؟

الفريق الشهيد عبد
الفريق الشهيد عبد المنعم رياض

في يوم 9 مارس 1969، في اللحظة التي استشهد فيها الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة على الجبهة، كان الرئيس جمال عبد الناصر يترأس اجتماعا لمجلس الوزراء بالقاهرة.

في البداية، توالت البلاغات العسكرية من الجبهة بإصابة "رياض"، ثم تأكد الخبر: "استشهاد رئيس الأركان".

بدوره، أبلغ اللواء أحمد إسماعيل، رئيس هيئة العمليات آنذاك، الرئاسة بالخبر، وعلى الفور أُبلغ "عبد الناصر" تليفونيا وهو في اجتماع الحكومة.

بعد أن خرج الرئيس من الاجتماع، وعلى وجهه علامات الحزن والصدمة من رحيل الرجل الذي كان يضع عليه مهمة تحرير الأرض، تلقى "عبد الناصر" اقتراحا من الفريق أول محمد فوزي، القائد العام، الذي كان تواصل مع الرئاسة وأبلغهم بالأمر.

بحسب ما رواه الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، في حلقاته التلفزيونية "مع هيكل"، على قناة "الجزيرة"، كان "فوزي" يرى أن إعلان استشهاد الفريق "رياض" على هذا النحو قد يكون مصدر سعادة للعدو الذي سيشمت لأنه أصاب مصر في رئيس أركان جيشها.

لذلك، اقترح القائد العام على "عبد الناصر"، أن يتم إعلان الخبر كالتالي: رحيل الفريق عبد المنعم رياض ضحية حادث سير.

لكن "عبد الناصر" رفض الاقتراح، وكان رأيه أن إعلان استشهاد "رياض" سيكون تكريما لرئيس الأركان وللمقاتل المصري عموما.

ووفقا لـ"هيكل" قال "عبد الناصر": "ولا نخبي ولا حاجة، والإسرائيليين يشتموا زي ما هما عايزين طالما استشهد في ميدان القتال فما يشرفه ويشرف القوات المسلحة أن يقال هكذا".

وفي نفس يوم الحادث، نعى "عبد الناصر" رئيس أركان الجيش في بيا رسمي قال فيه: "فقدت الجمهورية العربية المتحدة أمس جندياً من أشجع جنودها وأكثرهم بسالة؛ وهو الفريق عبد المنعم رياض، رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة".

وأعلن "عبد الناصر" على الشعب والإعلام كيف رحل الشهيد بصراحة قائلا: "كان الفريق عبد المنعم رياض فى جبهة القتال أمس، وأبت عليه شجاعته إلا أن يتقدم إلى الخط الأول، بينما كانت معارك المدفعية على أشدها، وسقطت إحدى قنابل المدفعية المعادية على الموقع الذى كان الفريق عبد المنعم رياض يقف فيه، وشاء قضاء الله وقدره أن يصاب، وأن تكون إصابته قاتلة".

وختم بيانه قائلا: "إننى أنعى للأمة العربية رجلاً كانت له همة الأبطال، تمثلت فيه كل خصال شعبه وقدراته وأصالته. إن الجمهورية العربية المتحدة تقدم عبد المنعم رياض إلى رحاب الشهادة من أجل الوطن، راضية مؤمنة واثقة أن طريق النصر هو طريق التضحيات".