قصة سؤال "خادع" كشف عن ذكاء عبد الناصر في المدرسة الابتدائية
"لم يكن مثل بقية الأطفال الآخرين"؛ كان هادئًا أكثر الوقت، يميل إلى التأمل، يسأل كثيرًا، وعلى ملامحه يستقر طيف حزين لا يكاد يفارقه.. هكذا يمكننا أن نصف طقولة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
في 15 يناير 1918 وُلد جمال عبد الناصر لموظف بسيط يعمل في البريد. مكان المولد الإسكندرية والأصل صعيدي. 102 سنة مرت على ذلك التاريخ الذي أنجب لنا واحد من أحد الرجل الذي غير وجه مصر الاجتماعي والسياسي في النصف الثاني للقرن العشرين.
وكما أن لكل نتيجة مقدمات، فإن لكل شخصية بارزة في التاريخ ملامح تشكلت في الصغر صنعت منه ذلك الشخص الاستثنائي، وعندما نتحدث عن "عبد الناصر" فإن الملمح الأساسي في طفولته كان التأمل والذكاء.
ففي كتاب "نـاصـر"، للكاتب السوفييتي أ. أجاريشيف، الصادر عام 1977، بعد سنوات قليل من وفاة عبد الناصر، عن دار الثقافة الجديدة بترجمة د. سلوى أبو سعده وأحمد شرف، نتعرف على قصة تؤكد لنا هذا الأمر.
يحكي المؤلف أن الطفل "جمال" كان ميالا إلى العزلة والصمت حتى أنه كان دائمًا يبدو للغير زميلًا ثقيلًا غير ودود، لكنه في المقابل كان ذكيًا ومتأملًا.
ويروي المؤلف هذه القصة الطريفة التي حدثت لـ"عبد الناصر" وهو في المدرسة الابتدائية: "في مرة طرح موظف بوزارة المعارف على مجموعة من التلاميذ - كان من بينهم "جمال"- هذا السؤال: "نفترض أننا كنا نسير في الصحراء وضللنا الطريق، وكان لا بد أن نعرف الاتجاه بواسطة بوصلة وأن علينا أن ندفع عشرين قرشًا لكل اتجاه نعرفه من الاتجاهات الأربعة فكم قرشًا يجب أن ندفعها إذن؟".
"فزورة" بسيطة في شكل سؤال "حساب" ألقاها الموجِّه على تلاميذ صغار قد يتعثرون في حلها، لكن جمال عبد الناصر كان مختلفا عن الآخرين بالقدر الذي يسمح له بألا يرتبك أمام "الخدعة" في هذه هذه الفزورة.
ففي الوقت الذي سارع فيه التلاميذ بالإجابة الخاطئة "ثمانون قرشا"، قال "جمال" بثقة: "عشرون قرشًا فقط"، ولما سأله الموجه لماذا رد: "لأننا إذا عرفنا أحد الاتجاهات فإنه يمكن تحديد الاتجاهات الأخرى دون أن ندفع نقودًا".