«بلومبرج»: حزب الله تفادي ضربة «استقالة الحريري».. وتعامل بدبلوماسية
علا سعدي
زعمت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، أن المملكة العربية السعودية بدأت مغامرة سياسية أخرى بالخارج، من خلال التدخل في توازن القوى الطائفية في لبنان لتقويض حزب الله المدعوم من إيران.
ترى الوكالة أن السعودية على الرغم من عملها مع الولايات المتحدة لعزل حزب الله إلا أن السعوديين لا يمكنهم في نهاية المطاف إلا أن يكونوا من مجرد ازعاج بسيط للجماعة المسلحة التي امتدت مخالبها إلى قلب لبنان، ويعد حزب الله قوة إقليمية تمتد إلى اليمن وسوريا والعراق.
وأشارت الوكالة إلى أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري حاول استهداف حزب الله وحلفائه الإيرانيين عندما أعلن استقالته فجأة من العاصمة السعودية الرياض، وأثار مخاوف من احتمال تعرضه لعملية اغتيال مثل والده، ولكن ذلك تسبب في تصاعد التوترات ولا توجد أي علامة على أن لبنان قادر على التخلص من حزب الله ودعم إيران له.
وأوضحت الوكالة أن السعودية تتبع سياسة خارجية أكثر نشاطا تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 32 عاما والذي يحاول تغيير البلاد، ويشارك في حرب اليمن لكي يستعيد حليفها الرئيس اليمني السلطة، ويقود حظرا على قطر.
ولفتت الوكالة إلى أن رد حزب الله على استقالة الحريري كان هادئا واتسم أسلوب حسن نصرالله زعيم حزب الله بالهدوء والمصالحة، ما يبدد المخاوف من احتمال وقوع نزاع مع السنة ودعا إلى عودة الحريري لحل خلافتهم السياسية.
ونقلت عن سامي نادر، رئيس معهد الشؤون الاستراتيجية في بيروت، قوله “استراتيجية نصرالله تهدف إلى تضييق الوضع علي السعودية، وسمحت له بتصوير الوضع على أنه ضربة للقانون الدولي وليس حول تورط حزب الله في صراعات إقليمية”.
وأضاف نادر أن حزب الله جزء من الحكومة اللبنانية ويحتاج لغطاء سياسي وقدمه له الحريري في الوقت الذي تزايدت عليه العقوبات الأمريكية وتصاعد الخطاب الإسرائيلي ضده.
وقال سانام فاكيل، الأستاذ المساعد لدراسات الشرق الأوسط في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز “الاستراتيجية هي إحداث ألم داخل لبنان – اقتصاديا ودبلوماسيا وسياسيا – وتهميشا لحزب الله ولمن يدعمونه”.
أضافت الوكالة أن تقاسم السلطة في لبنان تسمح بأن يكون رئيس الوزراء اللبناني سني، ورئيس البلاد مسيحي، ورئيس البرلمان شيعي.
وقال بلال صعب، زميل بارز في معهد الشرق الأوسط في واشنطن “السعوديون كانوا محددون بالإضرار مباشرة بإيران وحزب الله، وكانت استقالة الحريري لحزب الله بمثابة صداع بسيط وأزيل ألمه”.
بينما قال بشارة ريجيلي متخصص في تكنولوجيا المعلومات “أي تدابير مباشرة من السعودية ستأتي بنتائج عكسية”.
وأضاف أن حزب الله يحصل على الأموال من إيران ولن يتأثر، وهم يريدون أن يشددوا الخناق لكي يصعد الأمر ضد حزب الله ولكن لن يحدث ذلك.