الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

"اضمن لي أبات الليلة في بيتي".. تفاصيل أول لقاء بين برلنتي وعامر

الرئيس نيوز

يوافق اليوم، 1 ديسمبر، عام 2010، ذكرى وفاة الفنانة برلنتي عبد الحميد، إحدى وجوه الإغراء في السينما المصرية، والفنانة التي شغلت الوسط الفني والسياسي في ستينيات القرن الماضي.
كان لـ"برلنتي" علاقة معروفة بالمشير عبد الحكيم عامر، القائد العام للقوات المسلحة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وباتت هذه العلاقة محل تساؤلات، خصوصا بعد هزيمة 5 يونيو 1967.
في السطور التالية نتعرف على تفاصيل أول مقابلة بين برلنتي عبد الحميد وعبد الحكيم عامر من واقع مذكراتها "المشير وأنا".
تحكي الفنانة الراحلة أن صديقة لها، كانت تعمل صحفية بصحيفة روز اليوسف، قابلتها ذات يوم وقالت لها: "لقد رشحتك للانضمام إلينا"، فتساءلت برلنتي بدهشة: "أنتم .. من؟"، فشرحت لها أن "أعداء الثورة كثير، ويجب أن نعمل على حمايتها من أى عدو لمصلحة الوطن... وقد رشحتك وهناك اجتماع سوف يعقد غدا ولا بد من حضورك".
وبعد مناقشة وافقت برلنتي وذهبت مع صديقتها في اليوم التالي إلى مكان الاجتماع، حيث ظلوا لفترة في انتظار شخص مهم.
تكمل برلنتي عبد الحميد: "فجأة أصاب الحاضرين اهتمام وحركة وسرى همس: "وصل.. وصل"، فاهتممت مع المهتمين، وتنبهت حواسي لما يجرى من حولي ثم دخل عبد الحكيم عامر ومن مع".
تقول: "أخذت أتفرس بفضول فى وجه عبد الحكيم عامر، ها هو أمامي.. واحد من الضباط الذين يحكمون مصر، وأدهشني أن أجده فى ثياب عادية، ولا تبدو عليه طلاوة الرجل المودرن، كان يرتدى بذلة زرقاء، وكرافتة أزرق مخططا، وتسريحة شعره قديمة".
بدأ الاجتماع بكلمة مختصرة ألقاها عبد الحكيم عامر قال فيها: "الذي نريده منكم هو إبلاغنا عما يعانيه الناس من متاعب أو مظالم بل ونريد منكم تعرفينا بأخطائنا، فإن كان ثمة قرار خاطئ، أو انحراف فى أي موقع من المواقع فإننا نعتمد عليكم فى تعرفينا بكل ذلك حتى نقوم بإصلاحه والعمل من أجل مصلحة البلد والإنسان المصري".
تقول برلنتي عبد الحميد إن أحد الحاضرين قام ليتحدث فأخذ يفيض مدحا وثناء للثورة ورجال الثورة، وقام آخر وتبعه آخر وكلهم تحدثوا كما تحدث، "وكأنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان".
هنا أحست برغبة في الكلام: "استبد بى ميل قوى للحديث، فنهضت معربة عن رغبتي فى الكلام، ويبدو أن حديثي بصوت هادئ لم يصله، فطلب منى عبد الحكيم عامر أن أتقدم، فسرت إلى أول الصفوف حتى أصبحت قريبة من المنصة، فقال لى وهو يتفحصني بعينيه غير الواضحتين وبصوته الهادئ تفضلي".
تروي برلنتي أنها قالت له: "قبل أن أتكلم أريد الأمان"، فرد: "الأمان من أي شيء؟"، فقالت: "الأمان من ألا أخرج من هنا إلى المجهول.. الأمان لأضمن أنى سأبيت الليلة فى بيتى"، فقال بصوت تشوبه نبرة ساخرة: "لكِ الأمان.. تكلمي".
تحدثت برلنتي قائلة: "لى صديقة اختفى أبوها.. أخذوه من الدار إلى النار ولا أحد من أهله يعرف أين هو.. أو ما هى التهمة، ولا يجدون من يجيب على أسئلتهم من المسئولين، أو يدلهم على مكان والدهم!!... فكيف حدث مثل هذا الأمر، ومن المسئول عنه؟".
تكمل: "غضب عبد الحكيم عامر وتلفت إلى من بجانبه قائلا: كيف حدث هذا.. أهذا معقول"، ثم تحدث مع أحد معاونيه وعاد إليها ليقول: "إن والد صديقتك قد تم القبض عليه عن طريق المباحث العام.. وسوف أرى هذا الموضوع وأتخذ الإجراءات المناسبة".
تستكمل برلنتي: "عدت إلى بيتى آمنة لأنام بين أمى وأخوتى. وفى ذات ليلة اتصل بى صلاح نصر عن طريق التليفون ولما رفعت السماعة جاءنى صوته مداعبا: "أهلا باللماضة.. إيه اللماضة دى كلها".