«بلومبرج» تكشف بالأرقام ثروة «بن طلال»: هل الوليد ضحية؟
علا سعدي
في حملة مكافحة الفساد التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، ضد أمراء ورجال أعمال، لم يحظ أحد بقدر من الاهتمام من وسائل الإعلام مثل ما حظي الأمير الوليد بن طلال.
وقالت وكالة “بلومبرج” أن الأمير الوليد بن طلال من أثرياء العالم وكان من ضمن المضبوطين في حملة الفساد التي أطلقتها السعودية ما تسبب في جذب انتباه عالمي له لكونه من المشاهير، ولديه نشاطات اقتصادية كبيرة في مختلف دول العالم.
وأشارت الوكالة إلى أن الأمير لديه حصص في شركات مثل سيتي جروب، وآبل، وتويتر، ولديه يخت فاخر يبلغ طوله 282 قدما اشتراه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولديه طائرة خاصة به من طراز بوينج 747، بجانب امتلاكه حديقة حيوان في قصره الخاص.
ولديه أيضا مبنى زجاجي فخم في الرياض طوله 992 قدما بني في عام 2002 وهو مقر له يقع على بعد 9 أميال من الفندق الذي يقيم فيه دائما وهو فندق رتز كارلتون المنافس لفندق فور سيزونز، ومع كل ذلك والتأثير العالمي للوليد بن طلال إلا أنه متهم من قبل مسؤولين سعوديين بغسيل الأموال والابتزاز.
وأوضحت الوكالة أن ثروة الوليد البالغة 17 مليار دولار هي من صنعه، من مجموعته الاستثمارية التي تبلغ قيمتها السوقية 8 مليارات دولار، بجانب أن والده أعطاه حوالي 30000 دولار كهدية له عام 1979.
وكان الأمير بن طلال بدأ حياته التجارية بمشاريع في تجارة الأراضي والعمل مع شركات أجنبية تسعي لوضع موطئ قدم لها في السعودية، ولكن في عام 1990 بدأ الوليد بشراء أسهم شركة سيتي جروب سلفك سيتيكوري، وفي فبراير 1991 وصل أموال الوليد لحوالي 800 مليون دولار.
وأشارت الوكالة إلى أن الأمير حصل على حصص في عشرات من الشركات البارزة، بما في ذلك ساكس، نيوز جروب، ونتسكب، وحصل على بعض أرقى الممتلكات في العالم، من بلازا في نيويورك إلى جورج الخامس في باريس، وفي عام 2007 تعاون مع شركة بيل جيتس الاستثمارية الخاصة لاتخاذ سلسلة فنادق فور سيزونز بصفقة بقيمة 3.4 مليار دولار .
وبحلول الألفية الجديدة كان غالبا ما يشار إلى الوليد في الصحافة باسم “وارن بافيت” من الجزيرة العربية، وارتفعت حصته في سيتي جروب أكثر من 190% خلال عام 2001، ولكن العديد من استثماراته تعثرت بعد أن استثمر 345 مليون دولار في يورو ديزني المنكوبة في عام 1994، وفي عام 2005 باع معظم حصته في شركة آبل، ولكنه جني الأرباح من فوائد طرح آي بود التي جعتله يعوض خسارته.
وأضافت الوكالة أن الوليد حصل على حصة في مجموعة سيتي جروب في نوفمبر 2008، ومن ديسمبر 2016 كان يملك حوالي 4.7 % من شركة تويتر، وكان حليفا هاما مع روبرت مردوخ مشاركته في فوكس ولكنه باع حصته فيها.
ولفتت الوكالة إلى أن الوليد استثمر أيضا في السعودية، وارتفع مؤشر سوق الأوراق المالية في السعودية بأكثر من 3 أضعافه منذ عام 1994 مدعوما بازدهار بيع اسعار النفط التي تعدت 100 دولار للبرميل قبل أن ينخفض في السنوات الأخيرة، ومنذ 30 يونيو قيمت استثمارات الوليد في الشرق الأوسط التي تشمل مجموعة روتانا الإعلامية والأراضي السعودية بنحو 6.5 مليار دولار.
ورأت الوكالة أن قرار اعتقال أكبر مستثمر عالمي في البلاد، وشريك في جيتس وصديق لمردوخ، أمر محفوف بالمخاطر في اللحظة التي يسعى فيها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جذب استثمارات أجنبية للسعودية، وتحاول المملكة بيع حصتها في أرامكو.
واختتمت الوكالة تقريرها بالسؤال هل الوليد ضحية لمحاولة الأمير محمد بن سلمان لتوطيد سلطته أو مجرد فرد من العائلة المالكة فاسد.