محمد الأشقر يكشف لـ"الرئيس نيوز" قصة تماثيل عبد الناصر "العُهدة" في القطاع العام
في بدايات
يوليو الجاري، شهر ذكرى ثورة 1952، ثار الجدل بسبب مزاد علني أعلنت علنه شركة
النقل المباشر التابعة لوزارة قطاع الأعمال، لعرض 3 تماثيل نصفية للرئيس الراحل
جمال عبد الناصر، للبيع.
بعد أيام من
الهجوم على المزاد المزعوم، أوقفت الوزارة المزاد وقررت إهداء التماثيل إلى وزارة
الثقافة.
بالتزامن مع
الذكرى 67 لثورة 23 يوليو، تثير الواقعة تساؤلات عديدة منها: "هل هناك تماثيل
أخرى في شركات الدولة لصاحب ثورة 23 يوليو؟"، وهل من الممكن أن تتكرر واقعة
المزاد العلني مستقبلاً؟"، وهو ما يحاول "الرئيس نيوز" الإجابة
عنها.
القيادي الناصري: 90% من شركات الدولة لديها تماثيل للزعيم
المهندس محمد
الأشقر، نائب رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري والمنسق العام السابق لحركة
"كفاية"، كشف قصة تماثيل "عبد الناصر" في الشركات المملوكة
للدولة.
وقال
"الأشقر" لـ"الرئيس نيوز" إن 90% من شركات القطاع العام
والهيئات لديها تماثيل للرئيس الراحل، صُنعت له عقب وفاته في 28 سبتمبر 1970،
مشيرًا إلى أن عبد الناصر كان يرفض مثل هذه المظاهر وهو على قيد الحياة.
وأوضح:
"المسؤولون عن هذه الشركات وقتها نفذوا هذه التماثيل بحس وطني عالي نتيجة ما
فعله هذا الرئيس عبد الناصر لمصر"، لافتًا إلى أن وضعها القانوني الآن أنها صارت
عهدة.. ولا يتم التصرف فيها إلا بموافقات رسمية.
وروى القيادي
الناصري قصة ذهابه إلى شركة النقل المباشر، يوم 13 يوليو الجاري، إبان أزمة عرض
التماثيل الثلاثة في المزاد العلني وقال: "رحت مقر الشركة بالفعل كي أطمن
بنفسي، وحاولت أحصل على كراسة شروط لأقيم دعوى قضائية، فلقيت المشكلة اتحلت بعد
الحملة التي قمنا بها".
وعن كيفية
وصول هذه التماثيل للشركة، قال: "بعد وفاة عبد الناصر كان هناك تماثيل للزعيم
في كل الشركات والهيئات والوزارات، وبالتأكيد كانت الـ3 تماثيل من الحاجات اللي خدوها
من الدولة كعهدة، والشركة لما فلست أو أُفلست قالوا نبيعها".
وأكمل:
"الشركة كان اسمها في البداية النيل للنقل المباشر، وكان لديها أساطيل عربات
شحن بضائع بحرية وبرية، وكانت من كبرى شركات النقل في مصر"، مشيرًا إلى أن
"مساحتها تقدر بحوالي 50 فداناً لكن منظرها حاليًا خرابة".
وأكمل:
"الشركة اتباعت فعلاً للمساهمين، لكن هما مش عارفين يعملوا شغل أو يتصرفوا فيها"،
وأردف مستنكرا بسخرية: "تقريبًا كانوا مزنوقين في قرشين فقالوا نبيع التماثيل
نجيب حتى مرتبات الموظفين".
حكى الأشقر أنه
تعرض مرة لموقف مشابه في شركة البلاستيك الأهلية: "في مرة كنت في زيارة لأحد
أصدقائي العاملين في الشركة، فقال لي بالصدفة عندنا صورة قديمة لعبد الناصر، من
تصوير المصور الرسمي للرئيس، حسين بكر".
وتابع:
"كانت صورة كبيرة ونادرة لعبد الناصر كانوا طبعوها عقب وفاة عبد الناصر
مباشرة ووزعوها على كل الهيئات والمصالح، لكن عندما شاهدتها وجدتها مهملة وبدأت
تتقطع".
وشدد
"الأشقر" على ضرورة عدم تكرار ما حدث في شركة "النقل
المباشر"، قائلا: "مفيش حد عاقل يبيع تاريخ بلده بالشكل ده"، لافتا
إلى التقدير والمحبة التي يحظى بها عبد الناصر في الدول العربية والإفريقية، بينما
نحن نتصرف في مقتنياته بهذه الطريقة.
"النقل المباشر" عرضت 3 تماثيل في المزاد بسبب إفلاسها.. و"محدش عاقل يبيع تاريخه"
وأكد أنه
اطمأن إلى أن التماثيل الثلاثة وصلت إلى وزارة الثقافة بالفعل، وهي الآن في مرحلة
الترميم تمهيدًا لضمها إلى متحف جمال عبد الناصر في منزله بمنطقة منشية البكري.
كانت وزارة
الثقافة أعلنت في 15 يوليو الجاري، أنها تسلمت من وزارة قطاع الأعمال ثلاث نسخ من
تمثال تذكاري نصفي من البرونز للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بعد أن أوقف الدكتور هشام توفيق وزير قطاع الأعمال
إجراءات بيعها، وإهدائها من الشركة القابضة للنقل البري والبحري.
وذكرت
"الثقافة" أن الوزيرة الدكتورة إيناس عبد الدايم وجهت الدكتور خالد
سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، بضرورة إعادة ترميم التماثيل وضمها إلى
المقتنيات المعروضة بمتحف الزعيم جمال عبد الناصر بمنطقة منشية البكري بالقاهرة،
لما لها من قيمه تاريخية وتراثية.