الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

في ذكرى ثورة 23 يوليو.. ما الفرق بين "الرئيس" و"الزعيم"؟

الرئيس نيوز

"زعيم أم رئيس؟".. لقبان يختلف العامة في البلدان العربية في إطلاقها على القادة، فما الفرق بينهما ومتى يكون الرئيس زعيما؟.

الدكتور محمد مجاهد الزيات، مدير المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط بالقاهرة، أوضح هذه الإشكالية قائلا إن منصب الرئيس وظيفة ترتبط بطبيعة النظام السياسي القائم في الدول، فإذا كان النظام رئاسيا يصبح رئيس الدولة هو صاحب القرار الأعلى وبالتالي يكون هو أعلى درجة في سلم الوظائف في النظام السياسي، ويؤدي وظيفة محددة يحددها له الدستور ويمنحه صلاحيات محدده ويضع عليه قيود محددة.

وأضاف "الزيات" قائلاً:" الرئيس في هذه الحالة يكون مدى أدائه مرتبط بمدى التزامه بما يحدده له الدستور ورعايته للقوانين وإدارته للدولة، وفي معظم الدساتير يتولى الرئيس إلى جانب وظيفة رئاسة الدولة ورئاسة مجلس الوزراء في النظام الرئاسي، يصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة، وباختلاف النظم ربما يكون هناك مناصب رئيس دولة وظيفته شرفية كما في "العراق" إذ تكون السلطة الرئيسية في يد رئيس الوزراء ويصبح وظيفة الرئيس في هذه الحالة وظائف بروتوكولية بدرحة كبيرة.

وتابع "الزيات" في تصريحات خاصة لموقع "الرئيس نيوز": "الزعيم هو الذي يستلهم طموحات شعبه ويظهر الزعماء في المواقف الصعبة التي يتعرض لها الأوطان، وبالتالي يصبح الرئيس تزداد شعبيته ويكون هناك علاقة مباشرة بينه وبين الشعب تتجاوز منصب رئيس الدولة وتستطيع أن تُلهمه الجماهير أو الشعب المتطلبات ويكون أكثر قرباً منها وأكثر تحقيقاً لطموحاتها، وفي ههذ اللحظة يتشكل النظام السياسي طبقاً لقدرات الزعيم".

وأوضح "الزيات" أن الرئيس قد يأتي في مدته ويتجاوزها دون أن يجتاز أو يتعرض لملفات عصيبة أو تهدد أمن الدولة ويكتفي بتسيير الأمور، لكن الزعماء عموماً على مر التاريخ، يدخل الزعيم إلى الملفات التي يرى أنه من الضروري مواجهتها حماية للوطن أو بناء الوطن بغض النظر عن تداعيتها، ضارباً المثل بــ"شارل ديجول" و"جمال عبدالناصر".

وتابع: ""استلهم ديجول واستنهض الشعب الفرنسي قبل أن يتولى رئاسة فرنسا لمقاومة النازية حتى تحررت، ويمكن وصفه في هذه الحالة بأنه "زعيم" رغم أنه في النظام الفرنسي كان رئيس وزراء له صلاحيات، ولكن لأن ديجول كان بطلاً قومياً، تجاوزت سلطاته تتجاوز  ما قرره له الدستور".

وأردف "الزيات": "فيما يتعلق بالرئيس جمال عبدالناصر، فقد خاض معارك كثيرة كانت تهدد أمن الوطن سواء في حرب "56" أو عملية بناء الدولة في التصنيع ومواجه الحصار الاقتصادي الذي فُرض عليه من الدول الاوروبية،  ومعارك استعادة قناة السويس و بناء السد العالي فكانت له معارك كبيرة وكان الشعب يقف وراءه وكان له زعامة محسوسة وشعبية كبيرة".

أما عن الرئيس عبدالفتاح السيسي فقال: "اليوم يخوض معارك ربما أكثر من المعارك التي قادها عبدالناصر"، موضحاً أن الأمور اختلفت والتوازن الدولي اختلف، في ظل قيادة "السيسي" لمعارك في الداخل والخارج.

وأوضح "الزيات" قائلاً: "بالنسبة لمعارك الداخل، فهناك تنظيم الإخوان والمعارك التي تجري معه وليس فقط لأنه استلم الدولة والنظام السياسي فيها مهترأ بدرجة كبيرة وهناك تمكن واضح سواء لتنظيم الاخوان أو التنظيمات السلفية والتي كانت بدأت تشكل ليس فقط النظام السياسي ولكن المجتمع المصري".

وتابع: "هناك تنظيمات الإرهاب التي كانت قد بدأت وانتشرت وتحيط بالدولة المصرية من كافة الجهات، فهناك إرهاب في سيناء وإرهاب داخل ليبيا يمتد على حدود 1700 كم، وهناك مسارات للإرهاب من الجنوب من ناحية السودان وتشاد، حيث تتمركز تنظيمات الارهاب "القاعدة وداعش" في منطقة الساحل والصحراء، وبالتالي فإن مصر تخوض معارك فيما يتعلق بالارهاب في كافة الجبهات".

 

وأضاف "الزيات" أن هناك عمليات بناء الدولة، فالدولة المصرية لم تكن بها طرق وقام الرئيس في الفترة الأخيرة بنهضة ملموسة وكبيرة في الطرق والمطارات والأنفاق لربط سيناء بمصر وتطوير الموانئ البحرية.

وأردف "الزيات": "هناك عملية اعادة الاقتصاد المصري وكان يستطيع الرئيس أن لايخوض هذه المعركة لأنها تترك آثار ليست محببة عند قطاعات معينة من الشعب ويمكن استغلالها ولكنه وجد أن الأهم هو أن توضع مصر على مسار التقدم كالدول الكبرى وليكن مايكون، فخاض هذه المعركة ولايزال وهناك شهادة من المنمات الدولية "الرصينة" بالإنجازات التي تحققت في عهد الرئيس، ولذلك إذا أردنا أن نصف ما يقوم به الرئيس بأنه زعامة، فإنه زعيم منذ أول يوم وصل إليه، كما أن التفويض الشعبي الذي منح له في" 3 يوليو 2013" بوضوح كان يعني أنه تسليم بأنه زعيم استلهم مشاعر الأمة وطموحاتها ويواصل عمله لتحقيقها".

 

وقال الدكتور أحمد قنديل، خبير الشؤون الدولية والآسيوية ورئيس برنامج دراسات الطاقة في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الفرق بين الزعامة والرئاسة هي وجود صفات كارزمية لهذا الشخص سواء من حيث الجسم أو الصوت أو النظرات والتاثير على الجماهير، وذلك نتيجة تعبيره عن أفكار يتطلع الشعب إلى تحقيقها.

وأضاف "قنديل" أن الزعيم صاحب أفكار كبيرة سابقة لعصره أو تكون معبرة في الغالب عن مكنونات الشعب الذي يقوده و يرأسه، قائلاً: "وجدنا في التاريخ زعامات كارزمية كبيرة في أوروبا والوطن العربي وأفريقيا وفي أماكن أخرى مثل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في مصر والوطن العربي، وفي أوروبا كان أدلوف هتلر، وشارل ديجول وغيرهم، إلا أن نسبة الزعامات قليلة جداً في العصر الحديث وذلك له أسباب كثيرة.