جابر نصار عن توبة عائض القرني: ملاينة ومداهنة ولو ذهب السبب لعاد أشد شراسة
علَّّق الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة السابق على اعتذار الداعية السعودي عائض القرني، عن السنوات التي أمضاهاً أسيراً للفكر امتشدده، وقال:"يمثل السيد عائض القرني - ومن على شاكلته - مرحلة صعبة في تاريخ العرب والمسلمين، اختطفت فيها الدين وتسمم فيها التدين، وصار الدين لديهم تجارة وشطارة، عن طريقه جمعوا الأموال، وهادنوا الحكام، وبرروا الاستبداد، وأفقروا البلاد والعباد، وحببوا للناس الموت وكراهية الحياة، وابتدعوا تديناً جديداً ينفصل بالإنسان عن الواقع في شكله وفي مضمونه".
وأضاف جابر
جاد نصار: "صاروا من أصحاب الأموال والفضائيات وأصبحوا نجوماً يشار إليهم
بالبنان، في ظل غياب وتدهور المؤسسات الدينية والثقافية الرسمية، وجرفوا كل شيء حتى
احتلوا عقول البسطاء وكثيراً من الشباب، وكانت داعش وأخواتها صنيعتهم".
وعن التراجع
قال نصار: "تراجع بعضهم أو ادعاء بعضهم تغير فهمهم وفكرهم، ما هو إلا كر وفر
وملاينة ومداهنة وتقية يجيدونها، فلو ذهب السبب لعاد القرني وغيره سيرته الأولى بل
وأشد شراسة".
وأضاف:"
لقد أصابت هذه الأفكار مصر وشعبها وثقافتها وتدينها في مقتل، بل كان تلاميذهم
وتابعوهم في مصر أشد شراسة وأكثر صبراً في نشر هذا الفكر، وهذا النمط حتي يخيل لك
أن مركزه صار في مصر وليس هناك".
واختتم نصار
تصريحه عبر صفحته الرسمية على فيس بوك قائًلا : "السؤال الذي يفرضه المنطق
هنا، ماذا نحن فاعلون؟.. ماذا نحن فاعلون في كل العلاقات المتشابكة لهذا الفكر في
السياسة والمساجد والجامعات والمؤسسات والأندية والشوارع والشاشات؟ .. المؤكد أن
غياب الفعل سيكون كارثياً على المستقبل!!".
يذكر أن
الداعية السعودي عائض القرني، قدّم اعتذاراً للمجتمع السعودي عن فترة
"الصحوة" التي ترمز إلى العقود الأربعة الماضية في المملكة، والتي وقع
فيها الكثير من الأخطاء والتشدد وبعض الآراء والتصرفات التي خالفت الكتاب والسنة
وسماحة الإسلام وضيقت على الناس".
وأضاف "القرني"
خلال حواره الإعلامي عبد الله المديفر في برنامج "الليوان" على فضائية
"روتانا خليجية"، إنه مع الإسلام المعتدل المنفتح على العالم الذي نادى
به الأمير محمد بن سلمان.