صور نادرة تحكي قصة أول استفتاء في تاريخ مصر
- بطاقة اقتراع مشتركة للدستور والرئاسة.. السادات في جولات جماهيرية لدعوة الشعب.. والطوابير تشهد مشارك نسائية
رحلة مصر مع الاستفتاءات ترجع إلى بداية
عصر الجمهورية، بعد ثورة 23 يوليو 1952 التي أُرست هذه القاعدة الانتخابية الجديدة.
ويعود تاريخ أول استفتاء انتخابي في مصر
إلى عام 1956، عندما جرت دعوة المواطنين إلى الاستفتاء على دستور جديد للبلاد وأيضا
على انتخاب جمال عبد الناصر رئيسًا لجمهورية.
"الرئيس نيوز" يرصد بالصور النادرة
قصة ذلك الاستفتاء الأول.
في البداية، كان مشروع دستور 1956، صدر
في 16 يناير من ذلك العام، وفي نفس اليوم أصدر مجلس قيادة الثور قرارا من مادة واحدة
بترشيح جمال عبد الناصر لرئاس الجمهورية، وتظهر في الصور توقيعات أعضاء المجلس من الضباط
الأخرار.
وتضمن مشروع الدستور أحكامًا انتقالية،
إذ نص في المادة 193 على أنه "يجري الاستفتاء على هذا الدستور يوم السبت، الثالث
والعشرين من شهر يونيه 1956"، وفي المادة 194 نص على إجراء استفتاء على رئاسة
الجمهورية في نفس اليوم، على أن تبدأ مدة الرئاسة من تاريخ إعلان نتيجة الاستفتاء.
لذلك كان هناك أكثر من 5 أشهر على عملية
الاستفتاء، عملت فيها البلاد بالإعلان الدستوري الصادر في 10 فبراير عام 1953.
في تلك الفترة بين صدور الدستور وموعد الاستفتاء
عليه، بدأت جولات أعضاء مجلس قيادة الثورة، ونبدأ مع صورتين من موقع "ذاكرة مصر
المعاصرة" التابع لمكتبة الإسكندرية، وهما لأنور السادات، الذي كان وزير دولة
في الحكومة آنذاك، وعضوا بالمجلس الأعلى لهيئة التحيرير، أول تنظيم سياسي لثورة يوليو.
نشاهد "السادات" وهو في جولة
شعبية لدعوة الجماهير للتصويت على الدستور، وعلى انتخاب عبد الناصر.
أيضا لدينا صورة أعاد مستخدمو مواقع التواصل
الاجتماعي تداولها، وهي بطاقة انتخابية مزدوجة للاقتراع السري المباشر على الدستور
ورئاسة الجمهورية.
الصورة مقسومة إلى نصفين، اليمين فيه صورة
جمال عبد الناصر مع سؤال للناخب: هل توافق على انتخاب جمال عبد الناصر رئيسا للجمهورية؟
ثم دائرتين، الحمراء للتصويت بـ"نعم" والسوداء للتصويت بـ"لا".
وفي النصف الأيسر من البطاقة السؤال الثاني:
هل توافق على الدستور؟ مع نفس علامتي الموافقة والرفض.
وفي موقع الرئيس جمال عبد الناصر، نجد عدة
صور لعبد الناصر وقرينته تحية كاظم، وهما يدليان بصوتيهما في الاستفتاء.
ولدينا أيضا هذه الصور المجمعة في لوحة
واحدة، كانت قد عٌرضت في 24 يناير 2017، بمعرض
بعنوان "1956- وجهات نظر"، بمكتبة الإسكندرية.
تضم اللوحة 5 صور، يظر فيها جمال عبد الناصر
وهو يدلي بصوته، وصور أخرى لطوابير انتخابية ممتدة في الشوارع، أو على سلالم المقار
الانتخابية، مع ظهور لافت للنساء في المشاركة.
وفي صورة أخيرة نجد فردي بوليس وهما يحملان
صندوقا به بطاقات الاستفتاء، لنقلة تمهيدًا لعملية الفرز.
وفي عملية الاستفتاء، كان عدد الأصوات الموافقة على مشروع الدستور 5 ملايين و488 ألفا و255 صوتا، بنسبة 97.6 %، فيما وافق 5 ملايين و494 ألفا و555 صوتًا على ترشيح جمال عبد الناصر رئيسًا، بنسبة 99.9 %.