الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

جورج كلوني: مساعدة السودانيين يجب أن تتخطى مرحلة "الخطب"

الرئيس نيوز

انتقد الفنان والممثل الأمريكي من أصول إيطالية، جورج كلوني، اصطفاف الحكومات في جميع أنحاء العالم على مدى العقد الماضي لإضفاء الشرعية على نظام عمر حسن البشير في السودان على الرغم من استمرار أزمة دارفور، وحرق الكنائس المسيحية، ونقص الإمدادات الغذائية في مناطق جبال النوبة، وتوفير البشير لصور متعددة من الدعم للجماعات المتطرفة والمتشددين، واعتقال سلطاته للمعارضة وتورطها في تعذيب متظاهرين، وبدلاً من مواجهة إخفاقات البشير، سعت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والصين وروسيا ودول الخليج جميعًا إلى إيجاد سبل لتعزيز العلاقات مع حكومته.

وقال كلوني وجون برندر جاست، في بيان نشرته صحيفة واشنطن بوست، بصفتهما مؤسسا فريق "الحراسة" The Sentry للدراسات والصحافة الاستقصائية: "قوة واحدة فقط ظلت يقظةً في مواجهة البشير والدائرة المحيطة به والمتحالفين معه: تمثلت هذه القوة في الشعب السوداني نفسه. بعد سنوات من التنظيم والمقاومة، عملت الحركة الاجتماعية المؤيدة للإصلاح في السودان على تحفيز الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى الإطاحة بالبشير يوم الخميس. حيث تم استبدال البشير بحليفه ووزير دفاعه، عوض بن عوف، الذي نجحت قوى الثورة في الإطاحة به أيضًا كوجه آخر غير مقبول، وحل محله اللواء عبد الفتاح برهان.

فعلى الرغم من التحذيرات وحظر التجول والنداءات التصالحية، واصل المحتجون في اعتصامهم المطالبة بتعيين رئيس وزراء مدني وحكومة، وأشاد المقال بيقظة الحركة الاحتجاجية في السودان وإصرارها على اجتثاث الفساد والعنف، وهما السمتان التوأم لحكم البشير في السودان الممتد لثلاثين سنة.

واعتبر كلوني وبرندرجاست الإطاحة بالبشير دليلاً على حدوث تصدع في أسس نظامه المريض وفرصة حقيقية لتصحيح إخفاقاته السياسية السابقة ومواكبة مطالب الشعب السوداني، كما دعيا إلى التمسك بالتغيير المنهجي، في حين تضغط الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأفريقي على النظام القائم لدعم الانتقال الديمقراطي، ولكن عاب الكاتبان على المجتمع الدولي عدم خروج دعمه لشعب السودان من إطار الخطب والعبارات الرنانة إلى إطار الإجراءات التنفيذية والمساعدات الحقيقية التي من شأنها تخفيف الآثار السلبية للسياسات الحكومية الكارثية البلاد، وليس من بينها حتى الآن أي مبادرة دولية تجاه شطب ديون السودان أو منحه مساعدات أو على الأقل تخفيف أعباء الديون. ولفتا إلى أن شريان الحياة من المساعدات في السودان يتألف من تبرعات طارئة تمنحها دول الخليج ومساعدات أوروبية بغرض إلى الحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا.

ودعا كلوني وبرندرجاست الإدارة الأمريكية إلى المساهمة في تخفيف وطأة الظروف الاقتصادية الطاحنة التي يعيشها السودانيون بإجراء تنفيذي يتمثل في التفكير جديًا في إزالة اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، الأمر الذي من شأنه أن يفتح الباب أمام تخفيف كبير لأعباء الديون.