الأربعاء 26 مارس 2025 الموافق 26 رمضان 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

مارجو حداد: الإعلام مسؤولية.. وعمرو أديب تصريحاته في بعض الأحيان تتسم بالصدامية أو الاستفزاز

الرئيس نيوز

قالت د. مارجو حداد الناقدة الفنية وأستاذ صناعة الأفلام بالجامعة الأمريكية، إن الدراما المصرية هذا العام شهدت حالة من التنوع بين الأعمال الجادة والكوميدية والاجتماعية، لكن تظل هناك إشكاليات تتكرر، أبرزها اللجوء إلى الإثارة المفرطة أو تقديم صورة مشوهة للمجتمع المصري، هذا ما دفع جهات رسمية إلى انتقاد بعض الأعمال التي رُوجت على أنها تعكس الواقع، بينما هي في الحقيقة تُرسّخ صورًا سلبية لا تمثل الغالبية العظمى من المجتمع.

وأضافت مارجو في تصريح لـ"الرئيس نيوز" أن التحدي الذي تواجهه الدراما المصرية اليوم هو تحقيق التوازن بين حرية الإبداع والمسؤولية الفنية، فلا يمكن أن تكون الدراما مجرد انعكاس مباشر للواقع، لكنها أيضًا ليست معفاة من مسؤولية التأثير على الجمهور، خاصة في ظل انتشارها عربيًا، وأشارت إلى أن الدراما ليست مجرد محتوى ترفيهي، بل هي أداة تأثير ثقافي واجتماعي، وبالتالي يمكن أن تُثير أزمات بين الدول إذا تناولت قضايا حساسة بطريقة غير متوازنة.

وأردفت: “شهدنا في السابق حالات حيث أثارت بعض الأعمال استياء دول عربية بسبب تصويرها لشعوب معينة بطريقة سلبية، أو تبنيها روايات تاريخية مثيرة للجدل. في عصر الإعلام الرقمي، لم يعد الجمهور مقيدًا بحدود جغرافية، وأي رسالة درامية يمكن أن تصل إلى ملايين المشاهدين في دول مختلفة، مما يجعل تأثيرها أقوى وأوسع”.

وأكملت: "لذلك، لا بد أن يكون هناك وعي أكبر لدى صناع الدراما بأن أعمالهم ليست محلية فقط، وأن أي محتوى يحمل بعدًا سياسيًا أو اجتماعيًا حساسًا يمكن أن يُفسر بأكثر من شكل، مما قد يخلق أزمات غير ضرورية بين الدول".

وحول وجود جهة عربية موحدة تشرف على الدراما، قالت: "لا توجد حتى الآن جهة عربية موحدة تُشرف على الدراما، فكل دولة تدير إنتاجها بشكل مستقل، رغم وجود تعاون في بعض الأعمال المشتركة، المؤسسات الثقافية مثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) لديها دور في تعزيز التعاون الثقافي، لكنها لا تملك سلطة تنظيمية فعلية على الدراما.

وأكدت أن فكرة وجود لجنة عربية مشتركة معنية بالتنسيق في ملف الدراما قد تكون مفيدة إذا كانت تهدف إلى:
• تشجيع الإنتاج العربي المشترك ودعمه ماليًا وتقنيًا.
• وضع معايير مهنية تساعد في تجنب الأزمات الدبلوماسية الناتجة عن محتوى غير مسؤول.
• خلق منصات حوار بين صناع الدراما في الدول العربية لتبادل الخبرات وضمان أن يكون المحتوى الدرامي معبرًا عن الهوية العربية دون إساءة لأي طرف.

وقالت: "لكن يجب الحذر من أن تتحول هذه اللجنة إلى أداة رقابية تُقيّد الإبداع، لأن أي تنظيم يجب أن يحترم حرية التعبير الفني ولا يتحول إلى شكل من أشكال الوصاية الثقافية".

وعما أثاره الإعلامي عمرو أديب في هذا الصدد، علقت مارجو حداد: "الإعلام مسؤولية قبل أن يكون منصة للرأي الشخصي، خاصة عندما يكون الحديث عن قضايا قد تؤثر على علاقات بين دول، عمرو أديب إعلامي له تأثير كبير، لكن تصريحاته في بعض الأحيان تتسم بالصدامية أو الاستفزاز، مما قد يُفاقم أزمات غير ضرورية".

وأضافت: "لا أحد يمنع الإعلامي من التعبير عن رأيه، لكن عندما يكون الحديث عن عمل درامي قد يثير حساسية سياسية بين دولتين، يجب أن يكون الطرح متزنًا ومسؤولًا، الإعلاميون لديهم القدرة على تهدئة الأوضاع أو تصعيدها، وهنا يأتي دور المؤسسات الإعلامية في وضع ضوابط مهنية لضمان أن النقد يظل في نطاقه الفني دون أن يتحول إلى أزمة دبلوماسية".

وختمت قائلة: "الدراما المصرية تمر بمرحلة إعادة تقييم، وهناك توجه واضح لضبط معايير المحتوى. لكن الحل لا يكمن فقط في الرقابة، بل في رفع مستوى الصناعة نفسها، بحيث تقدم أعمالًا ذات قيمة فنية وإنسانية، بعيدًا عن الإثارة والسطحية. الإعلام أيضًا يجب أن يكون أكثر وعيًا بدوره، لأن تأثيره لا يقل خطورة عن تأثير الدراما نفسها".