الجمعة 21 مارس 2025 الموافق 21 رمضان 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مؤتمر يالطا 1945.. بوتين وترامب التاريخ يعيد نفسه والنظام العالمي يتغير

الرئيس نيوز

يشهد العالم إعادة توزيع كبرى للقوة، تُذكر المراقبين بمؤتمر يالطا عام ١٩٤٥. آنذاك، كانت أوروبا مُقسّمة إلى منطقتي نفوذ سوفييتية وغربية. 

ووفقًا لموقع ميدل إيست ترانسبرنت، فاليوم، تُشير أحداثٌ مثل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والمسار المُبهم للحرب الروسية الأوكرانية، و"الثورة" المُفاجئة في سوريا التي أوصلت جماعةً إسلاميةً إلى السلطة، إلى إعادة ضبط إعدادات القوة وتحول هادئ للمفاهيم العالمية.

وأشار الموقع إلى أن للتاريخ طريقة غريبة في تكرار نفسه، لكن هذه المرة، الشخصيات الحاضرة ليست روزفلت وتشرشل وستالين كنا حدث في مؤتمر يالطا في 1945، بل نرى ترامب وبوتين، وأردوغان (وإن كان ذلك بمستوى أقل). وفي الأثناء، يتردد نتنياهو على الهامش، ضامنًا بقاء إسرائيل في الصورة. ما نشهده هو "يالطا" جديدة، أو عملية إعادة هيكلة عالمية.

يشهد العالم مخاض ولادة نظام عالمي جديد. لطالما شكّل نموذج الحرب الباردة، الذي انبثق عن مؤتمر يالطا عام 1945، قوةً حاسمةً في السياسة العالمية والمجمع العسكري الصناعي. لكن منذ انتهاء الحرب الباردة، يبحث النظام العالمي عن مسار جديد.

والآن، يبرز نهج جديد يهدف إلى إنهاء النظام العسكري. في الولايات المتحدة، تكتسب القوى الاقتصادية الداعية إلى الانتقال من اقتصاد قائم على الحرب إلى اقتصاد يركز على النمو والإنتاج المحليين نفوذًا متزايدًا. فبدلًا من صناعة الأسلحة، يتم تشجيع النماذج القائمة على الاستثمار وفي هذا السياق، تدخل السياسة العالمية مرحلة أشبه بمؤتمر يالطا الجديد أو إعادة الهيكلة العالمية.

المبادئ الأساسية للنظام العالمي الجديد

1. نهاية اقتصاد الحرب وخفض ميزانيات الدفاع

• منذ عام 1945، ظلت الصراعات العسكرية والإنفاق الدفاعي في قلب الهياكل الاقتصادية.

• في النموذج الجديد، سيتم حل النزاعات من خلال الدبلوماسية والاتفاقيات الاقتصادية وليس الوسائل العسكرية.

• سوف تتقلص ميزانيات الدفاع، مع إعادة توجيه الموارد نحو الاستثمار والإنتاج.

2. احترام الحدود

• ستكون السلامة الإقليمية مبدأ أساسيا للنظام العالمي الجديد.

• لن يتم دعم الصراعات الداخلية والحركات الانفصالية بعد الآن.

3. احترام الحكومات المنتخبة، لا مزيد من الإقليمية

• ستعترف القوى العالمية بالحكومات المنتخبة ديمقراطيا طالما أنها تلبي الحد الأدنى من معايير حقوق الإنسان.

• بدلًا من تأجيج الانفصال الإقليمي، سيتم التركيز على الاستقرار الداخلي داخل الدول.

4. ستستمر استراتيجية إضعاف إيران من الداخل

• ستظل إيران واحدة من القضايا الأكثر حساسية في النظام العالمي الجديد.

• ومع ذلك، سيتم استبدال التدخلات العسكرية باستراتيجيات اقتصادية وسياسية لإضعاف النظام.

5. المنافس الرئيسي: الصين - لكن المعركة ستكون اقتصادية، وليست عسكرية

• تعتبر الصين المنافس الأكبر في الجغرافيا السياسية العالمية.

• سيتم خوض هذه المنافسة من خلال العلم والتكنولوجيا والأعمال التجارية بدلًا من الصراعات العسكرية.

• الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة وأنظمة الإنتاج الجديدة ستكون أسلحة الغرب الأعظم ضد الصين.

تنفيذ اتفاق يالطا الجديد: أفغانستان، سوريا، أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي

وبدأت مبادئ هذا الإطار العالمي الجديد تتبلور بالفعل في ظل أزمات جيوسياسية متنوعة. وكان قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من أفغانستان والانخراط ليس فقط مع الإسلام المعتدل، بل أيضًا مع الفصائل الإسلامية المتطرفة - شريطة التزامها بمعايير إنسانية محددة - مؤشرًا مبكرًا. وكانت سوريا ساحة الاختبار الأحدث في ذاكرة العالم.