الثلاثاء 04 مارس 2025 الموافق 04 رمضان 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

ترامب يريد إخراج الفلسطينيين من غزة وهذه خطة مصر لإبقائهم

الرئيس نيوز

سلطت الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية الضوء على الموقف المصري والأمريكي المتباينين من ملف قطاع غزة، إذ عملت مصر على صياغة خطط لحل إقليمي لتداعيات الحرب المدمرة في غزة، وذلك في مواجهة فكرة الرئيس دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين بشكل دائم من القطاع إلى الدول العربية المجاورة.

وتعتبر مصر، التي تحد غزة وإسرائيل، أي نزوح جماعي للفلسطينيين إلى أراضيها بمثابة خط أحمر.

من المقرر أن يجتمع زعماء الدول العربية في القاهرة يوم الثلاثاء لرفض الدعوات إلى النزوح ومناقشة المقترحات المضادة التي تقودها مصر بالتنسيق الوثيق مع المملكة العربية السعودية ودول أخرى في المنطقة.

ويأتي هذا الاجتماع في الوقت الذي يواجه فيه وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس خطر الانهيار، مما يهدد خطط مصر لإعادة إعمار غزة بعد الحرب.

وتمنع إسرائيل حاليا دخول جميع المساعدات الإنسانية والبضائع إلى غزة، في الوقت الذي تسعى فيه حكومتها اليمينية المتطرفة إلى الضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار لإطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين، ولكن دون الالتزام بإنهاء الحرب بشكل دائم كما تطالب حماس.

وفي الوقت الذي يعمل فيه الوسطاء المصريون على الحفاظ على وقف إطلاق النار، ستستضيف مصر في الوقت نفسه الزعماء العرب في القمة لضمان الدعم على مستوى المنطقة لرؤيتها لمستقبل غزة.

وتحدثت الإذاعة الوطنية العامة مع دبلوماسيين ومسؤولين استخباراتيين ومستشارين سياسيين في مصر شاركوا في هذه الخطط. كما حصلت الإذاعة الوطنية العامة على نسخة من إحدى الخطط قيد المراجعة من أجل التعافي المستدام في غزة. وترتكز هذه الخطط على بقاء الفلسطينيين على الأرض وتمهيد الطريق لما قد يكون سلامًا دائمًا.

دور مصر في صياغة الرد الإقليمي على الولايات المتحدة وإسرائيل

إن الخطط التي وضعتها مصر هي محاولة لمعالجة المشهد المأساوي للأنقاض والحطام في غزة، والذي نتج عن نحو 16 شهرًا من الحرب والغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 48 ألف فلسطيني وجُرح أكثر من 110 آلاف آخرين بنيران إسرائيلية في الحرب. اندلعت الحرب عندما أسفر هجوم شنه مسلحون بقيادة حماس على إسرائيل عن مقتل نحو 1200 شخص. كما اختطف 250 آخرون من إسرائيل.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 90% من المنازل تضررت أو دمرت، بشكل ساحق بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، إلى جانب معظم المستشفيات والمدارس والبنية التحتية الأساسية مثل شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء.

ويقول دبلوماسيون ومسؤولون أمنيون في مصر للإذاعة الامريكية إن الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ستتلقى خطة محددة زمنيًا ومتعددة المراحل تتضمن إدخال آلاف المنازل المتنقلة إلى غزة ليعيش فيها الفلسطينيون بينما تجري عملية إعادة بناء الطرق والإسكان والبنية الأساسية الأساسية.

ولدى مصر أيضًا أفكار حول أنواع الشركات التي ستشارك في إعادة الإعمار، وكيفية استخدام الألواح الشمسية لتوليد الكهرباء، وكيفية إعادة استخدام كميات هائلة من الأنقاض بعد تطهيرها من الذخائر غير المنفجرة وآلاف الجثث التي تقول وزارة الصحة في غزة إنها محاصرة تحت الأنقاض.

ويجري حاليًا وضع خطط مصرية موازية لمعالجة الإصلاحات السياسية، والتي ستكون أساسية لتأمين دعم المانحين الدوليين لإعادة إعمار غزة، بما في ذلك من دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة التي تعارض حماس.

وتجري الآن مناقشة إنشاء إدارة فلسطينية مؤقتة تتألف من 15 إلى 20 شخصًا، بما في ذلك مع إسرائيل. ومن شأن هذه الإدارة استبعاد شخصيات من حماس والسلطة الفلسطينية التي لا تحظى بشعبية كبيرة، والتي تدير حاليًا مناطق من الضفة الغربية المحتلة. وسوف تتألف هذه الإدارة من تكنوقراط غير تابعين لأي فصيل فلسطيني.

والفكرة هنا هي أن هذا من شأنه أن يمهد الطريق في نهاية المطاف أمام عودة السلطة الفلسطينية المتحولة إلى حكم غزة وممارسة السيادة عليها وعلى الضفة الغربية. وسوف يتم تجديد قوة الشرطة في غزة، التي شهدت مقتل 1400 ضابط في غارات جوية إسرائيلية مستهدفة في الغالب خلال الحرب، وتزويدها بالتدريب الأمني.

وتتناول إحدى الخطط التي اطلعت عليها الإذاعة الامريكية أيضًا أسئلة حول نوع الهيئة التي ستشرف على عشرات المليارات من الدولارات اللازمة لإعادة بناء غزة بعد الحرب وما هي أنواع أدوات المساءلة التي سيتم وضعها لمعالجة مخاوف المانحين بشأن الفساد.

وتطرح هذه الخطة أيضًا سيناريوهات مختلفة وتنظر في الدور الذي يمكن أن تلعبه الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة، فضلًا عن دول مثل الولايات المتحدة ودول تحالف البريكس، مثل روسيا والصين.

وتحدد الخطة مجموعة من التكاليف لإعادة إعمار غزة، وتقدر التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار بما يتراوح بين 50 و80 مليار دولار، اعتمادًا على ما إذا كانت الأعمال العدائية ستتوقف بشكل كامل أم لا.

وتستمد الخطة قوتها من عملية التعافي التي قادتها الولايات المتحدة في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، ومن أمثلة أكثر حداثة، مثل البوسنة، ونجح العالم في حل مشاكل مماثلة لهذه. أعني أن الولايات المتحدة نفسها قادت خطة مارشال لإعادة بناء أوروبا، لذا يمكننا أن نفعل الشيء نفسه بالفعل.

ويقول الخبراء المصريون الذين تحدثت معهم الإذاعة الامريكية إن التركيز الأساسي في خطط إعادة الإعمار المصرية هو الأزمة الإنسانية المباشرة في غزة، ولكن هذه الخطط تحتاج أيضًا إلى ربطها بعملية سلام أوسع.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي سيحضر القمة العربية المقررة في القاهرة في الرابع من مارس، إن المهمة الأكثر إلحاحًا الآن هي الحفاظ على وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل وضمان وصول المساعدات إلى الناس في غزة.

ويجب أن يكون هناك إطار سياسي واضح لغزة يعالج المخاوف الأمنية المشروعة لإسرائيل ويضمن عدم إجراء أي تخفيضات في أراضي غزة أو النقل القسري لسكانها.

وقال جوتيريش "إن الفلسطينيين يستحقون الاستقرار الدائم والسلام العادل والمبدئي. ويستحق شعب إسرائيل أن يعيش في سلام وأمن".

ويبدو أن أي حلول اليوم تتطلب السلام الشامل والدائم بين العرب وإسرائيل، وهو ما لا يمكن أن يحدث إلا عندما يكون للفلسطينيين دولة، بعد ان تم تدمير كل شيء وأصبح الجميع متشائمين، ولكن هذه هي النقطة التي بدأ فيها بعض الناس والمفكرين الحديث عن إمكانية تحقيق السلام.

خطط ترامب تفتقر إلى الدعم الإقليمي

طرح ترامب أفكاره للسلام في الشرق الأوسط مرارا وتكرارا منذ توليه منصبه. وتركز خطته على تهجير حوالي مليوني فلسطيني من سكان غزة بشكل دائم إلى دول مثل مصر والأردن قبل الاستيلاء على قطاع الأرض وتحويله إلى مشروع عقاري على شاطئ البحر. ويصف ترامب، وهو مؤيد متحمس لإسرائيل، المشهد المدمر في غزة بأنه غير صالح للسكن. كما وصف غزة بأنها "حفرة جحيم" و"موقع هدم"، ويقول إن الفلسطينيين سيحظون بحياة أفضل في أماكن أخرى.

ونشر مؤخرا مقطع فيديو تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيه غزة كملعب للأثرياء، مرصع بتماثيل ذهبية لترامب، بينما كان يتسكع على شواطئها مع رئيس وزراء إسرائيل. لم يتم تحديد هوية صانع الفيديو، لكنه أثار انتقادات شديدة من الفلسطينيين في غزة، وكذلك من العرب والمسلمين الأمريكيين الذين شعروا بالفزع من مشاركة ترامب له.