موسكو وواشنطن تطلقان الجولة الثانية من المحادثات في إسطنبول

التقى دبلوماسيون روس وأمريكيون في اسطنبول يوم الخميس لمناقشة تطبيع عمل سفارتيهما بعد سنوات من طرد دبلوماسيي كل منهما.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن المحادثات جاءت في أعقاب تفاهم تم التوصل إليه خلال مكالمة بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين واتصال بين كبار الدبلوماسيين الروس والأمريكيين ومسؤولين آخرين في السعودية.

وفي حديثه خلال اجتماع لجهاز الأمن الفيدرالي يوم الخميس، أشاد بوتن بـ "براجماتية ووجهة نظر واقعية" لإدارة ترامب مقارنة بما وصفه بـ "الصور النمطية والكليشيهات الأيديولوجية المسيحانية" لسابقاتها.

وقال بوتن إن "الاتصالات الأولى مع الإدارة الأمريكية الجديدة تبعث على بعض الآمال. هناك استعداد متبادل للعمل على استعادة العلاقات وحل عدد هائل من المشاكل الاستراتيجية النظامية في البنية العالمية تدريجيا".

وقال بوتن إن "جزءا من النخب الغربية لا يزال عازمًا على الحفاظ على عدم الاستقرار العالمي" وقد يحاول "تعطيل أو المساس بالحوار الذي بدأ"، مضيفًا أن الدبلوماسيين والأجهزة الأمنية الروسية يجب أن تركز جهودها على إحباط مثل هذه المحاولات.

"العودة إلى التواصل المتحضر"

في الرياض، اتفقت موسكو وواشنطن على البدء في العمل نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا وتحسين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بينهما. ويشمل ذلك إعادة الموظفين إلى السفارات، التي تضررت بشدة في السنوات الأخيرة بسبب الطرد المتبادل لأعداد كبيرة من الدبلوماسيين، وإغلاق المكاتب، وغير ذلك من القيود.

وأكد مسؤول في السفارة الأميركية في أنقرة أن محادثات إسطنبول ركزت على القضايا التي تؤثر على عمل البعثات الدبلوماسية المعنية.

وفي وقت لاحق من يوم الخميس، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "أثارت الولايات المتحدة مخاوف بشأن إمكانية الوصول إلى الخدمات المصرفية والخدمات التعاقدية فضلًا عن الحاجة إلى ضمان مستويات مستقرة ومستدامة من الموظفين في السفارة الأميركية في موسكو. ومن خلال المناقشات البناءة، حدد الجانبان خطوات أولية ملموسة لتحقيق الاستقرار في عمليات البعثة الثنائية في هذه المجالات.

ولم يصدر عن موسكو أي تعليق فوري بعد المفاوضات التي قالت وكالات أنباء روسية إنها استمرت لأكثر من ست ساعات.

وقالت رئيسة مجلس الاتحاد في البرلمان الروسي فالنتينا ماتفيينكو خلال زيارة إلى تركيا الخميس إن المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا من شأنها أن تساعد في استعادة "العمل الكامل لبعثاتنا الدبلوماسية".

وقالت في أنقرة، بحسب وكالات أنباء روسية، "أنا متأكدة من أنه سيتم التوصل إلى الاتفاقات وسنعود إلى الاتصالات الحضارية التي تعطلت في عهد الإدارة السابقة".

"استعادة العلاقات والحوار"
وهبطت العلاقات بين موسكو وواشنطن إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني من أوكرانيا في عام 2014 وغزت أوكرانيا في عام 2022.

ولم يحضر أي مسؤول أوكراني محادثات الأسبوع الماضي. وأصر الكرملين على أن الاجتماع كان يهدف إلى استعادة العلاقات والحوار مع الولايات المتحدة، وهو ما قال إنه سيمهد الطريق لمحادثات السلام في نهاية المطاف.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال زيارته لقطر إن المحادثات في اسطنبول ستسعى إلى حل "المشاكل النظامية التي تراكمت نتيجة للأنشطة غير القانونية للإدارة الأمريكية السابقة لخلق عقبات مصطنعة أمام عمل السفارة الروسية، وهو ما قمنا بالرد عليه بشكل طبيعي وخلقنا أيضا ظروفا غير مريحة لعمل السفارة الأمريكية في موسكو".

وأضاف لافروف أنه بناء على نتائج الاجتماع “سيكون من الواضح مدى السرعة والفعالية التي يمكننا بها المضي قدما”.