الأربعاء 19 فبراير 2025 الموافق 20 شعبان 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

يخشى انقراض البشرية.. الطفل الـ13 يجدد الجدل حول أسرة إيلون ماسك

الرئيس نيوز

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس إيلون ماسك بصياغة دراماتيكية عبر وسائل التواصل الاجتماعي  في وقت سابق من العام الماضي، أن انخفاض معدلات الخصوبة العالمية “سيؤدي إلى انقراض جماعي لدول بأكملها”.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يتدخل فيها الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، المعروف بآرائه المثيرة للجدل، في قضايا معدلات المواليد والخصوبة والسكان العالميين. 

فقد أنجب الملياردير 12 طفلًا حتى أغسطس 2024، وفقًا لمجلة نيوزويك الأمريكية، والآن تتناول التقارير الإخبارية الحديث عن الابن الـ13.

وعاد أغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، والمشهور بمعارضته كافة سياسات تحديد النسل إلي إثارة الجدل، بعدما ادعت مؤثرة أمريكية شهيرة أنها أم الطفل الثالث عشر، وفقًا لمنشور على منصة X التي يمتلكها ماسك، وكانت المؤثرة المحافظة آشلِي سانت كلير، البالغة من العمر 31 عامًا، والتي تدعم حركة “لنجعل أمريكا عظيمة من جديد”، قد كتبت عبر منشورها مساء الجمعة، الموافق 14 فبراير 2025، أنها وإيلون ماسك أنجبا طفلًا يبلغ من العمر الآن خمسة أشهر.

وأضافت آشلي: "رحبت بمولود جديد في عالمي قبل 5 أشهر، وإيلون ماسك هو الأب"، وأضافت: "لم أكشف عن ذلك من قبل لحماية خصوصية وسلامة طفلنا، ولكن في الأيام الأخيرة أصبح من الواضح أن وسائل الإعلام الصفراء تعتزم الكشف عن الخبر، بغض النظر عن الأذى الذي قد يسببه".

وأكدت آشلي كلير: "أعتزم السماح لطفلنا بالنمو في بيئة طبيعية وآمنة، لهذا السبب، أطلب من وسائل الإعلام احترام خصوصية طفلنا، والامتناع عن التطفل"، ولم تكشف سانت كلير عن الجهة الإعلامية التي كانت تسعى للحصول على معلومات عنها وعن رضيعها.

وفي العادة، تطلب المؤسسات الإعلامية التعليق من الأشخاص المعنيين قبل نشر أي قصة، وهو ما قد يفسر كيف علمت سانت كلير بأن هناك قصة قيد التحرير والنشر بشأن طفلها من إيلون ماسك ولم تقدم سانت كلير دليلًا على أن الطفل الذي تشارك فيه مع ماسك موجود بالفعل، ولم يعلق ماسك على ادعاءاتها.

الطفل إكس
وذكرت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية أن آشلي ليست الأم الوحيدة التي ترغب في الحفاظ على خصوصية طفلها من ماسك، فقد بدت جرايمز، المغنية التي أنجبت ثلاثة أطفال من ماسك، منزعجة عندما اكتشفت أن طليقها كان يعرض أحد أطفاله أمام الصحفيين داخل المكتب البيضاوي.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ظهر ماسك داخل المكتب البيضاوي، حيث سرق الأضواء من الرئيس دونالد ترامب ليقدم آراءه للصحفيين، وخلال الحدث، كان طفل ماسك، الذي يدعى "إكس" يتجول في الغرفة. 

وعلمت والدة الصغير "إكس"، بظهور ابنها في وسائل الإعلام العالمية بعد أن قام مستخدم في المنصة بمجاملتها على طريقة تربيتها، وكتبت جرايمز: "لا يجب أن يكون في العلن بهذا الشكل، لم أكن رأيت هذا، شكرًا لتنبيهي، لكنني سعيدة لأنه كان مهذبًا".

وكان لدى الزوجين السابقين طفلان آخران معًا، يحملان أسماء غير تقليدية، وهي "إكسا دارك سيدريال"، البالغة من العمر 3 سنوات، والولد الذي يدعى "تكنو ميكانيكوس"، البالغ من العمر سنتين. ويعد ماسك من الداعمين البارزين لفكرة زيادة الإنجاب وكتب في عام 2023 أنه يجب تحفيز الجميع على إنجاب الأطفال، وقال ماسك: "يجب علينا إنجاب الجيل التالي من البشر، أو الانحدار نحو الفناء".

كان ماسك وزوجته الأولى، الكاتبة في مجال الخيال العلمي جاستين ويلسون، أنجبا أول طفل لهما، "نيفادا ألكسندر ماسك"، في عام 2002، لكن الطفل توفي بسبب متلازمة الموت المفاجئ للرضع، ورزق الزوجان بعدها بتوأمين، "جريفين"، و"فيفيان"، في عام 2004، وبعدها بثلاثة أطفال توائم هم "كاي"، و"ساكسون"، و"دميان" في عام 2006.

إضافة إلى أطفاله من ويلسون، وجرايمز، لدى ماسك أيضًا ثلاثة أطفال من المديرة التنفيذية في شركة نيورالينك، وهي سيدة الأعمال "شيفون زيليس"، وحضرت زيليس حفل تنصيب ترامب مع ماسك في يناير، وأنجبت توأمين، هما "سترادر"، و"أزور"، في عام 2021، وطفلًا ثالثًا وُلد في عام 2024.

وفي يناير 2022، قال ماسك في سلسلة من المنشورات على موقع X: "يجب أن نكون أكثر قلقًا بشأن انهيار تعداد السكان عالميًا”، وتابع: “توقعات الأمم المتحدة هراء تام... فقط اضرب مواليد العام الماضي في متوسط العمر المتوقع. ونظرًا للاتجاه النزولي في معدل المواليد، فهذه هي أفضل حالة ما لم يتم عكسها”. ثم أضاف: “إذا لم يكن هناك ما يكفي من الناس للأرض، فلن يكون هناك بالتأكيد ما يكفي للمريخ”.

ونشرت مؤسسة Population Matters الخيرية ومقرها المملكة المتحدة تقريرًا في عام 2022 حول تأثير منشورات ماسك على وسائل التواصل الاجتماعي حول هذا الموضوع، مشيرة إلى: “منذ عام 2017 على الأقل، كان إيلون ماسك يغرّد ويتحدث بانتظام عن مخاوفه بشأن انهيار تعداد السكان عالميًا، ونظرًا لمكانته الإعلامية العالية ومتابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن آرائه منتشرة على نطاق واسع ومقروءة. تتعارض ادعاءاته في بعض الحالات مع الأدلة الموجودة أو رأي الخبراء، وآراؤه مفتوحة للتحدي على مجموعة واسعة من الجبهات”.

وكان تعليق ماسك بشأن “الانقراض الجماعي” ردًا على ماركو جوكيتش، المحلل الكبير في شركة بسمارك للتحليل، الذي قال: “معدل الخصوبة أقل من 1.6 يعني انخفاضًا بنسبة 50% في عدد السكان الجدد بعد ثلاثة أجيال، لنقل 100 عام. أقل من 1.2 يعني انخفاضًا بنسبة 80%. الولايات المتحدة عند 1.64. الصين واليابان وبولندا وإسبانيا كلها أقل من 1.2. كوريا الجنوبية عند 0.7-96% انخفاض. أرقام الانقراض الجماعي”.

وكشفت بعض الدول، مثل أيرلندا وأيسلندا، عن زيادات طفيفة في معدلات الخصوبة بين عامي 2023 و2024، في حين تتمتع فرنسا بأعلى معدل خصوبة إجمالي بين الدول الأوروبية المدرجة لعام 2024 عند 1.63، وتتمتع كوريا الجنوبية وهونج كونج بمعدلات خصوبة إجمالية منخفضة للغاية، وتحافظ الولايات المتحدة على معدل خصوبة إجمالي مرتفع نسبيًا مقارنة بمعظم الدول الأوروبية.

الجدير بالذكر أن معدل الخصوبة الإجمالي هو متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة طوال حياتها. يعتبر معدل الخصوبة الإجمالي 2.1 “مستوى الإحلال” في البلدان المتقدمة، مما يعني أن السكان سيظلون مستقرين (متجاهلين عوامل الهجرة والوفيات).

وقال البروفيسور شتاين إميل فولسيت من معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME)، المؤلف الرئيسي لدراسة حديثة خلصت إلى أن “العالم يقترب من مستقبل منخفض الخصوبة”، في مقال في مجلة لانسيت أن هذا ليس بالضرورة سلبيا.

وقال فولسيت: “من نواح كثيرة، فإن انخفاض معدلات الخصوبة هو قصة نجاح، لا تعكس فقط وسائل منع الحمل الأفضل المتاحة بسهولة، بل وأيضًا اختيار العديد من النساء لتأخير أو إنجاب عدد أقل من الأطفال، فضلًا عن المزيد من الفرص للتعليم والتوظيف”.

وأضافت منظمة Population Matters في تقريرها لعام 2022 أنها “قلقة للغاية من أن رواية انهيار تعداد السكان عالميًا التي يروج لها السيد ماسك قد تشجع أولئك الذين يسعون إلى تقييد الحريات الإنجابية، وتصرف الانتباه عن الحاجة الملحة لمعالجة ظروف الرفاهة البشرية والظلم الذي يدفع النمو السكاني المستمر”.

يعتبر العديد من العلماء والأكاديميين أن إعلان “أرقام الانقراض الجماعي” من قبل جوكيتش وماسك مبالغة؛ حيث يُستخدم مصطلح “الانقراض الجماعي” عادةً في سياق اختفاء الأنواع بالكامل وتطبيقه على انخفاض عدد السكان البشريين بسبب انخفاض الخصوبة أمر مبالغ فيه، ويتفق الخبراء عمومًا على أنه في حالة حدوث انقراض بشري، فمن المرجح أن يكون مرتبطًا بـ “الأسلحة النووية والبيولوجيا الاصطناعية القاتلة”، علاوة على مخاوف جدية من أن ينقلب الذكاء الاصطناعي الجديد ليصبح معاديًا للبشر.