نمو لافت لصناعة النشر والكتب.. ما التحديات الرئيسية التي تواجه الناشرين؟
سلطت مجلة "ببلشرز ويكلي"، المتخصصة في أخبار النشر والناشرين، الضوء على نمو صناعة النشر والكتب في القاهرة، وخصت بالذكر تجربة نجاة عدد من دور النشر من بعض الأوقات العصيبة، واستغلال فترة وباء كوفيد-19 بشكل إجابي، حيث ان لدى القراء متسع لقضاء وقت أطول بالمنزل، وتقليديًا كان مفهوم المكتبة ببساطة مكانًا يذهب إليه الناس لشراء الكتب التي يبحثون عنها، إلا أن تجربة الناشرين في القاهرة تمكنت من توسيع هذه الفكرة بشعار "أكثر من مجرد مكتبة"، وبدأت دور النشر بطرح الأسئلة المهمة حول: ما الدور الذي تلعبه المكتبة في المجتمع؟ ماذا تقدم، وكيف يمكنها الاستمرار في إلهام وجذب وخدمة عملائها؟
واللافت في صناعة النشر، في القاهرة، هو أن المكتبات تدرك اليوم أنها ينبغي أن تكون مساحات عامة تتكشف فيها المساعي والمواهب الشخصية؛ إنها المكان الذي يذهب إليه المرء من أجل الهروب من العالم أو الانخراط فيه بشكل أكثر اكتمالًا. أنشأ الشركاء المؤسسون دور نشر جديدة بوعي كعلامة تجارية حية في حوار دائم مع عملائها.
وتواصل غالبية دور النشر المصرية السعي إلى توفير مساحة حيث يمكن للناس قضاء وقتهم بسعادة في تصفح واستكشاف والتفاعل مع المؤلفين والممارسين في الفنون والكتابة وأسلوب الحياة والرفاهية، مع التأكيد باستمرار على مركزية العميل، وتحول الناشرون إلى هدف أسمى هو أيضًا خلق مكان حيث يمكن للناس ببساطة التجمع وتناول وجبة خفيفة والاستمتاع بمشروب وفي النهاية، يهدف الناشرون إلى تحقيق المزيد من الرضاء لأكبر عدد ممكن من العملاء.
تم نشر أعمال خمسة مؤلفين أسطوريين (بما في ذلك الحائز على جائزة نوبل في مصر نجيب محفوظ، وطه حسين، ومصطفى محمود)، كم يتم الآن نشر خمسين مؤلفًا حديثًا، عشرة منهم بالإنجليزية، ودعم أربعين فنانًا ومبدعًا تشكيليًا، كما يهتم الناشرون اليوم بتنظيم المهرجانات الثقافية ومشروع نجيب محفوظ. في الآونة الأخيرة، شرع عدد من الناشرين في مسار جديد: تكييف الأعمال الكلاسيكية من الأدب المصري إلى روايات وكتب مصورة.
التحديات والفرص
يعلن أكثر من ناشر في القاهرة اليوم أن هدفهم هو دمج الفن والتراث والأدب، وخلق تجربة كتاب ملهمة تسمح للفنانين من مختلف المجالات بالتأمل والتفسير والتعبير عن أنفسهم، ويهدف الناشرون بشكل خاص إلى الوصول إلى القراء الشباب من خلال تقديم الشخصيات والأدب الكلاسيكي بطريقة جديدة وحديثة وجذابة. وينصب تركيزهم على تقديم الكتب في أفضل أشكالها: من حيث المحتوى والصورة. على سبيل المثال، في إصدارنا لأعمال نجيب محفوظ، تمت مراجعة جميع الإصدارات السابقة لضمان دقة النسخ، مع استعادة النص الأصلي لمحفوظ قبل أي رقابة أو أخطاء فنية غيرته خلال القرن السابق كما تم تصميم أغلفة كتب جديدة تتميز بالحداثة والمعاصرة مع مراعاة الماضي الغني لأغلفة نفس الكتب.
بالإضافة إلى ذلك، لفتت المجلة إلى تيار قوي يتلخص في التوسع في العالم الرقمي من خلال الكتب الصوتية والكتب الإلكترونية والروايات المصورة، بهدف التوزيع عالميًا بطرق فعالة وكفؤة. كما سلطت المجلة الضوء على خطط تقديم إصدارات لهواة الجمع تعرض تراث مصر الثقافي الفريد، علاوة على الحرص على حضور معارض الكتب في جميع أنحاء المنطقة، مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب، أمر حيوي ويولد تبادل الأفكار والخبرات مع الناشرين والقراء الآخرين.
وأضافت المجلة: "أن التحديات الرئيسية التي تواجه غالبية الناشرين لا تزال تتمثل في انتشار القرصنة في سوق حساسة للغاية للسعر وارتفاع تكاليف إنتاج الكتب الورقية. تتداخل القضيتان، ونحن بحاجة إلى تعاون مستمر عبر قطاع النشر بأكمله لمعالجة هذه المشكلة بشكل أفضل".
ولا يزال توزيع جميع العناوين المطبوعة، حتى تلك الصادرة باللغة الإنجليزية، إلى الأسواق خارج المنطقة أمر صعب، على الرغم من أن معارض الكتب الدولية تساعد. نحن نتعاون مع المنصات الإلكترونية لتوظيف خدمة الطباعة حسب الطلب، فضلًا عن التعاون مع الناشرين الدوليين لإنتاج إصدار محلي لسوقهم، وضمان توزيع إصدار محمي بقوة القانون تحت مظلة حقوق الطبع والنشر.