الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

عمرها 4 آلاف سنة.. اكتشاف توابيت مزخرفة بشكل معقد تعود للابنة الوحيدة لحاكم مصري قديم

الرئيس نيوز

سلطت مجلة سميثسونيان المتخصصة في التراث الإنساني الضوء على أحدث اكتشافات علماء الآثار وهو عبارة عن مقبرة مصرية عمرها 4000 عام تعود إلى ابنة حاكم بارز، كانت تعرف باسم "عيدي". وهي مدفونة داخل نعشين - أحدهما مكدس داخل الآخر - مغطيين بزخارف معقدة. يعود تاريخ الموقع إلى  المملكة الوسطى في مصر، وهي الفترة التي امتدت من حوالي 2030 إلى 1650 قبل الميلاد.

ووفقا للمجلة، تقول كاثلين كوني، عالمة المصريات والآثار في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس والتي لم تشارك في الاكتشاف، لـ أوين جاروس من لايف ساينس: "إن العثور على تابوتين سليمين من عصر المملكة الوسطى أمر غير عادي". "لا يبدو التوابيت محفوظة جيدًا فحسب، بل إنها مغطاة بنصوص توابيت معقدة ساعدت المتوفية على إيجاد طريقها في العالم السفلي".

وتم وضع رفات المرأة في تابوتين مطليين، أحدهما مكدس داخل الآخر وتم اكتشاف حجرة دفن عيدي في مدينة أسيوط القديمة أثناء أعمال حفر مشتركة قام بها باحثون من جامعة سوهاج في مصر وجامعة  برلين الحرة.

وتغطي الزخارف والنقوش الهيروغليفية الجزء الداخلي والخارجي للتوابيت، وعثر علماء الآثار على حجرة عيدي بالقرب من مقبرة والدها جفائيبي، الذي شغل منصب حاكم  منطقة أسيوط المزدهرة الواقعة على نهر النيل. وكان دفنه أكبر مقبرة غير ملكية تم بناؤها في عصر الدولة الوسطى، مما يشير إلى أن جفائيبي كان أحد أبرز حكام المناطق في ذلك العصر.

واكتشف الباحثون حجرة دفن إيدي على عمق 50 قدمًا تقريبًا تحت الأرض. ورغم أن لصوص القبور القدماء يبدو أنهم سرقوها، إلا أنها لا تزال تحتوي على تابوتي المرأة، المنقوشين والمطليين من الداخل والخارج. ويبلغ طول التابوت الأكبر نحو 8.5 قدم، بينما يبلغ طول التابوت الأصغر نحو 7.5 قدم.

وبناء على تحليل الهيكل العظمي لإيدي، يعتقد الباحثون أنها توفيت قبل سن الأربعين وكانت تعاني من  عيب خلقي في إحدى قدميها. كما عثروا على العديد من القطع الأثرية الصغيرة، بما في ذلك  جرة كانوبية ـ الحاوية التي تحتوي على الأعضاء الداخلية للمومياء ـ وتمثالان خشبيان مرسومان. وقد يمثل أحد التمثالين عيدي نفسها.

وتغطي التوابيت المطلية نصوص هيروغليفية، تشير إلى عيدي باعتبارها "سيدة المنزل"، كما يقول ولفرام جراجيتسكي، عالم المصريات في جامعة لندن والذي لم يشارك في البحث، لموقع لايف ساينس.

وحكم والد عيدي أسيوط في عهد سنوسرت الأول، الفرعون الثاني من الأسرة الثانية عشرة في مصر، الذي حكم من عام 1971 حتى عام 1926 قبل الميلاد.

وكما قالت جوان فليتشر، عالمة الآثار في جامعة يورك والتي لم تشارك في أعمال التنقيب، لمراسل  نيوزويك أريستوس جورجيو، فإن قبر المرأة يضيف إلى معرفة الباحثين بعصر المملكة الوسطى، "الذي غالبًا ما يطغى عليه  عصر الأهرام في المملكة القديمة وأواخر  المملكة الحديثة، مع فراعنتها الكبار مثل  توت عنخ آمون ورمسيس الثاني". 

وأضافت فليتشر أن الاكتشاف الجديد يوضح "الروعة الفنية والثقافية للمملكة الوسطى، كما ينعكس ذلك بالفعل في جودة الطلاء على التابوت الخارجي المكتشف حديثًا".