إثيوبيا تشعل القرن الإفريقي بتحركات جديدة ضد الصومال
يبدو أن السياسات الإثيوبية المستفزة في منطقة القرن الإفريقي ستجعل من المنطقة الجيوستراتيجية (لعلاقتها بالملاحة الدولية) على موعد مع مزيد من عدم الاستقرار؛ فقد نقلت مواقع إخبارية إثيوبية أن أديس أبابا حركت أخيرًا قواتًا عسكرية إضافية إلى إقليم أوغادين الإثيوبي بمحاذاة حدود الصومال، في خطوة أثارت الاستغراب في ظل التحذيرات الدولية والإقليمية من مغبة تحركات تزيد المشهد في القرن الإفريقي توترًا.
تحركات تشعل التوترات
وفي وقت سابق، قررت أديس أبابا انتهاك سيادة الصومال بتوقيع بروتوكول مع أرض الصومال الانفصالية يسمح لها بإقامة ميناء بحري على مياه البحر الأحمر، الأمر الذي اعتبرته مقديشيو انتهاكًا لسيادتها.
وأكدت الصومال، خلال وقت سابق، عدم اعترافها بالبروتوكول الذي وقعته أديس أبابا مع أرض الصومال الانفصالية، وتوعدت بمنعه ولو بالقوة، وبدأت مقديشيو عقد وإحياء تحالفات مع الدول الإقليمية في المنطقة، بينها مصر وتركيا.
بروتوكول عسكري مصري صومالي
وحذرت مصر سابقًا من الممارسات الإثيوبية غير المسؤولة التي من شأنها أن تزعزع الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، مؤكدة وقوفها بكل قوة مع الصومال للحفاظ على سيادتها، وحقوقها التاريخية.
وزار الرئيس الصومالي الدكتور حسين شيخ محمود، القاهرة خلال الشهر الجاري، وعقد الرئيسان جلسة مباحثات تم خلالها تأكيد قوة، ومتانة العلاقات التاريخية بين مصر، والصومال، والحرص المشترك على تدعيمها على مختلف الأصعدة، والبناء على نتائج زيارة الرئيس الصومالي الأخيرة لمصر في يناير الماضي.
وأوضح السفير أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد خلال اللقاء موقف مصر الداعم لوحدة، وسيادة الصومال على أراضيه، والرافض لأي تدخل في شؤونه الداخلية.
كما رحب الرئيسان، بالخطوات المتبادلة بين الدولتين؛ لتعميق التعاون الثنائي، ومن بينها إطلاق خط طيران مباشر بين القاهرة ومقديشيو، وافتتاح السفارة المصرية في مقرها الجديد بالعاصمة الصومالية مقديشيو، فضلًا عن التوقيع - خلال زيارة الرئيس الصومالي لمصر - على بروتوكول التعاون العسكري بين الدولتين.
وأعرب الرئيس الصومالي، عن التقدير لدعم مصر المتواصل لبلاده على مدار العقود الماضية، مشددًا على حرص الصومال على المزيد من تعزيز الروابط الاقتصادية، والأمنية، والسياسية مع مصر خلال الفترة المقبلة، مثمنًا دور الهيئات المصرية المختلفة في بناء قدرات الكوادر الصومالية في مختلف المجالات.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء شهد التباحث حول مُختلف الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، حيث تم التوافق على تكثيف التشاور والتنسيق خلال الفترة المُقبلة؛ لمواصلة العمل على إرساء الأمن، والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي.
اتفاق عسكري تركي صومالي
وأعلنت تركيا رفضها الاتفاق المبدئي بين إثيوبيا وأرض الصومال الانفصالية، وتبنت مباحثات بين أديس أبابا وبين مقديشيو في محاولة لحل الخلاف بينهما، بينما لم ينتج عن تلك الجهود نتائج ملموسة حتى الآن، ووقعت هي الأخرى مع الصومال بروتوكولًا عسكريًا؛ لإعادة بناء قدرات الأولى البحرية.
ولم يُكشَف في حينه عن تفاصيل الاتفاقية بالكامل، لكن نشرت وكالة الأناضول بعضًا منهًا، ووفقًا لها فإن وزارة الدفاع التركية أكدت أن الاتفاقية جاءت بطلب من حكومة مقديشو، وتهدف لدعم الصومال، ومساعدته في الحماية من التهديدات الخارجية، والإرهاب، والقرصنة والصيد البحري غير القانوني.
وأعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، "أن الاتفاقية تهدف إلى إنشاء قوة عسكرية مشتركة بين البلدين، وأن هذه القوة ستحمي سواحل الصومال ومياهه الإقليمية، وستستثمر في موارد الصومال البحرية لمدة 10 سنوات".
ووفق الوكالة، فإن هذه القوات المشتركة ستعمل فقط لمدة 10 سنوات، وبعد ذلك سيكون لدى الصومال قواته البحرية الخاصة التي ستتولى هذه المهمة.
وبحسب تقارير فإن الاتفاقية المبدئية تشمل إجراء مناورات، وتدريبات عسكرية بحرية، وجوية، وبرية بين البلدين.
وستبني تركيا وتبيع للصومال سفنًا عسكرية، وسيكون للقوات البحرية التركية الحق الكامل في استخدام الموانئ البحرية الصومالية الحالية، وإنشاء موانئ، وقواعد عسكرية بحرية جديدة، وكذلك التعاون، والتنسيق بين البلدين في مجال الملاحة البحرية، والتجارة، كما ستنشئ تركيا للصومال قوات خفر سواحل.
وستساعد تركيا الصومال على استخراج الموارد البترولية والغازية من مياهه الإقليمية.