صحيفة أمريكية: إيران وحلفاؤها يدرسون الرد على إسرائيل دون الانزلاق لحرب شاملة
رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن إيران وحلفاءها يبحثون عن إستراتيجية دقيقة للرد على عمليات الاغتيال الإسرائيلية في بيروت وطهران، دون التورط في صراع شامل قد لا تحتمله الأوضاع الإقليمية والدولية.
وسلطت الصحيفة الأمريكية الضوء على الموقف "الحساس"، الذي تواجهه طهران وحزب الله، وسط ضغوط محلية ودولية متزايدة؛ حيث أشارت إلى أن إيران، التي تعاني من أزمة اقتصادية حادة وتحديات داخلية، تدرك تمامًا عواقب الانزلاق إلى حرب شاملة مع إسرائيل، خاصة في ظل انشغالها بإصلاحاتها الداخلية.
وفي الوقت نفسه، يواجه حزب الله مأزقًا مشابهًا؛ إذ لا يملك القدرة على تحمل تصعيد كامل في ظل الظروف الحالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران وحزب الله وحلفاءهما يدرسون الرد "بقوة" على عمليتي الاغتيال المنسوبتين إلى إسرائيل في بيروت وطهران؛ دون إشعال حرب واسعة النطاق قد تؤدي إلى تداعيات كارثية على جميع الأطراف المعنية.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن إيران لا تستطيع تحمل حرب مع إسرائيل، والتي من المرجح أن تجر الولايات المتحدة، في الوقت الذي تتولى فيه إدارة رئاسية جديدة السلطة في طهران في ظل مشاكل بما في ذلك الاقتصاد المتعثر.
وتابعت: لا يزال الإيرانيون يحملون ذكريات مؤلمة عن آخر صراع ممتد خاضته البلاد، وهي حرب استمرت ثماني سنوات مع العراق وأدت إلى تدمير جيل كامل، وعلى مدى عقود فضلت طهران مضايقة منافسيها في المنطقة من خلال شبكة من الميليشيات الأجنبية.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن إيران وحزب الله، ستحاولان "التوفيق" بين ضرب أهداف ذات قيمة دون التسبب في أضرار كبيرة؛ قد تؤدي إلى اندلاع حرب.
ويعتقد المسؤولون الغربيون والإسرائيليون أن إيران وحزب الله سيشنان هجمات ضد إسرائيل خلال الأيام المقبلة، لكنهما يأملان في أن يكون أسبوع من الدبلوماسية الدولية المحمومة والانتشار العسكري الجديد في المنطقة؛ قد ساعد على تأخير وربما تخفيف احتمال وقوع ذلك.
وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة حذرت إيران من أن حكومتها المنتخبة حديثا واقتصادها قد يتعرضان لـ "ضربة مدمرة"؛ إذا ما أقدمت طهران على شن هجوم كبير على إسرائيل. كما نقل دبلوماسيون عرب - بحسب الصحيفة - تحذيرات مماثلة إلى إيران وسعوا إلى إقناعها بالتراجع.
وأمرت وزارة الدفاع الأمريكية بإرسال طرادات ومدمرات إضافية قادرة على الدفاع الصاروخي، بالإضافة إلى المزيد من وحدات الدفاع الصاروخي البرية وسرب مقاتلات آخر إلى الشرق الأوسط، لتعزيز الأصول التي تضمنت بالفعل مجموعة حاملة طائرات وسفن حربية إضافية.
ونقلت الصحيفة عن يقول سامي نادر، مدير معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت القول "الوضع مختلف تماما عما كان عليه عام 2006.. لقد مر لبنان بانهيار اقتصادي، وخسر الناس مدخراتهم في البنوك، وخسرت العملة 98 % من قيمتها، وارتفعت معدلات البطالة. لقد خسر أنصار حزب الله في الجنوب منازلهم مرة قبل ذلك. إنهم لا يريدون أن يفعلوا ذلك مرة ثانية. التوقيت ليس مناسبا لحرب مع إسرائيل".
إن أحد الخيارات المتاحة لإيران هو شن هجوم منفرد، كما فعلت في أبريل، لكن هذا من شأنه أن يعرضها لخطر "الانتقام الإسرائيلي المباشر" على الأراضي الإيرانية. وهناك خيار آخر يتمثل في تنظيم هجوم على إسرائيل من خلال الميليشيات المتحالفة معها في لبنان واليمن والعراق وسوريا، وربما على عدة جبهات في وقت واحد، وإن كان هذا من شأنه أن يزيد من التعقيد.
لكن في الوقت نفسه، هناك قلق واسع النطاق بين المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن فتح جبهة أخرى من شأنه أن يفرض خسائر فادحة على الجيش، الذي يعاني من استنزاف شديد بسبب القتال في غزة ويعتمد بشكل كبير على جنود الاحتياط المنهكين. كما يعاني الجيش الإسرائيلي من نقص في الذخائر، وفقًا لوثيقة قضائية حديثة.
وقال مسئولان أمريكيان إن الولايات المتحدة في حالة تأهب لكنها لا تعتقد أن إيران قادرة على تنفيذ حملة عسكرية أكبر بكثير على إسرائيل مما فعلت في أبريل.