الإثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق 13 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

كيف استقبلت واشنطن وتل أبيب خبر تعيين السنوار قائدًا لحماس؟

الرئيس نيوز

وقع اختيار يحيى السنوار، 61 عاما، كأعلى مسؤول سياسي لحركة حماس – خلفًا لإسماعيل هنية - على رؤوس الإسرائيليين كالصاعقة، وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية الرسمية (كان) أن تعيين يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس مفاجأة غير سارة للكيان الصهيوني ورسالة مؤكدة إلى إسرائيل بأنه على قيد الحياة وبينما اتهمت إيران وحماس تل أبيب باغتيال هنية، التزمت إسرائيل الصمت، على الرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ألمح إلى تورط إسرائيلي.

وقال روي قيس، مراسل قناة “كان نيوز” للشؤون العربية، في برنامج الأخبار المسائي، إن "هذا الاختيار للسنوار، في الواقع، مفاجأة بعد أسبوع واحد فقط من اغتيال هنية” ويعتقد قيس أن تعيين السنوار يبعث بـ”رسالة من حماس مفادها أنه على قيد الحياة، على الرغم من مطاردته من قبل إسرائيل، وأن قيادة حماس في غزة لا تزال قوية وستبقى”.

وأشار إيهود يعاري، محلل شؤون الشرق الأوسط في القناة 12، إلى أن تعيين السنوار له أهمية رمزية في تأكيد مكانته داخل الحركة لكنه يرى أنه “ليس لها أي أهمية عملية في هذه المرحلة، حيث يواجه السنوار صعوبات في التواصل مع بقية القيادة”، على حد قوله.

واعتبرت جماعة حزب الله اللبنانية اختيار السنوار “رسالة قوية للعدو الصهيوني والولايات المتحدة بأن حماس موحدة في قرارها” وأضاف حزب الله أن هذا التعيين “يؤكد أن أهداف العدو من قتل القادة والمسؤولين لم تتحقق”.

الجدير بالذكر أن السنوار هو أكثر قادة حماس المطلوبين من قبل إسرائيل، حيث تتهمه تل أبيب بتدبير الهجوم الذي نفذته الحركة في غلاف غزة  في 7 أكتوبر من العام الماضي والذي دفع الاحتلال إلى شن حملة عسكرية مدمرة في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 39600 فلسطينيًا.


وبعد مرور عشرة أشهر على الحرب الإسرائيلية الانتقامية، تحولت مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض وسط حصار خانق على الغذاء والمياه النظيفة والدواء.

وتتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية التي أمرتها بوقف عمليتها العسكرية على الفور في مدينة رفح الجنوبية حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني هربا من الحرب قبل غزوها في السادس من مايو.

رد فعل واشنطن  

توالت ردود الفعل الغربية والإقليمية بعد أن عينت حركة حماس يحيى السنوار - مسؤولها الأعلى في غزة والعقل المدبر لهجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر على المستوطنات غير الشرعية في غلاف غزة - لرئاسة مكتبها السياسي بعد اغتيال إسماعيل هنية الأسبوع الماضي في طهران، ويبدو أن في النهاية، يبدو أن تعيين السنوار يبشر بتداعيات كبيرة على السياسة الإقليمية والدولية، ومن المتوقع أن يتبعه تطورات مهمة في الأيام المقبلة.

واشار موقع أكسيوس الأمريكي إلى أن أهمية خطوة حماس تكمن في أنها ترسّخ مكانة السنوار باعتباره صانع القرار الأعلى – وربما الوحيد – في حماس داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، وكثيرًا مات تضاربت قرارات هنية كالمسؤول السياسي الأعلى السابق لحركة المقاومة مع توجهات السنوار كقائد عسكري في الميدان وعلى الأرض، ولكن كل ذلك قد تغيّر الآن بعد خروج هنية من الصورة عقب اغتياله.

ونقل الموقع الأمريكي عن أسامة حمدان، أحد مسؤولي حماس قوله: "إن السنوار تم اختياره بالإجماع، وقال إن ترقيته هي انعكاس لفهم حماس للتحديات في المرحلة الحالية من المفاوضات بشأن اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة"، مضيفًا أن فريق المفاوضات التابع لحماس والذي يرأسه نائب هنية خليل الحية لن يتغير، وأكد حمدان أن السنوار كان دائما جزءا من المفاوضات.

وأعلن البيت الأبيض إن الرئيس بايدن تحدث مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير قطر – الوسيطين الرئيسيين بين إسرائيل وحماس – وأخبرهما أنه من الضروري إنهاء العملية في أقرب وقت ممكن.

من جانبه، صرّح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي بأن السنوار كان ولا يزال صانع القرار الرئيسي في حماس عندما يتعلق الأمر باتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار وقال بلينكن في أول رد أمريكي على تعيين السنوار "الأمر متروك له وإنها نقطة حاسمة" وأضاف أن كلا من إسرائيل وحماس بحاجة إلى تجنب الإجراءات التي من شأنها أن تعرقل إتمام الصفقة والعمل على إبرامها "دون تأخير ودون أعذار، لذا حان الوقت للتركيز على الوصول إلى نعم".

وأضاف وزير الخارجية أن الولايات المتحدة أبلغت إيران وإسرائيل بشكل مباشر أنه لا أحد لديه مصلحة في تصعيد الصراع في الشرق الأوسط وأكد بلينكن أن جميع الأطراف بحاجة إلى أن تفهم أن المزيد من الهجمات يمكن أن تؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها ولا يمكن السيطرة عليها، وبالتالي، من الضروري اتخاذ خطوات لخفض التوترات، وليس زيادتها.

مصير المفاوضات في يد السنوار؟

وفي الولايات المتحدة، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن إنّ هذا التعيين، يؤكد أن السنوار "عليه أن يقرر ما إذا كان سيمضي قدما في المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة". وأضاف بلينكن: "لقد كان ولا يزال السنوار صاحب القرار الأساسي عندما يتعلق الأمر بإبرام وقف إطلاق النار، ولذا أعتقد أن هذا يؤكد فقط حقيقة أنه حقا عليه أن يقرر ما إذا كان سيمضي قدما في مفاوضات وقف إطلاق النار الذي سيساعد بشكل واضح العديد من الفلسطينيين المحتاجين بشدة لوقف الحرب"، بحسب شبكة "سي إن إن".

الصورة الأكبر

يعد السنوار الشخصية البارزة الوحيدة المتبقية في حماس بعد أن اغتالت إسرائيل هنية، مؤخرًا، ونائبه صلاح العاروري، في وقت مبكر من العام الجاري.

ويعتقد أن السنوار لا يزال في أنفاق غزة تحت الأرض، وهو هدف رئيسي للعمليات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.

نتنياهو تحت الضغط من جديد

في المقابل، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى "تصفية سريعة" للسنوار. وكتب كاتس في بيان على منصة التواصل الاجتماعي "X" أن "تعيين السنوار على رأس حماس خلفا لإسماعيل هنية، هو سبب إضافي لتصفيته سريعا ومحو حماس من الخارطة"، في خطاب يشبه خطاب إيران الرسمي بشأن محو إسرائيل.

رد فعل برلين – انتصار مسرحي لم يدم طويلًا

وكتبت صحيفة "برلينر مورغن بوست" الألمانية في تعليق لها على خطوة تعيين السنوار خلفًا لهنية: "ما يثير غضب الكثيرين في إسرائيل وسخريتهم هو إمكانية قتل زعيم حماس إسماعيل هنية في مقر إقامته في طهران البعيدة ومع ذلك، يبدو من المستحيل على جيش الاحتلال والمخابرات العثور على قيادة حماس في قطاع غزة، الذي يبعد أقل من 40 كيلومترًا".

وتابعت الصحيفة الألمانية:" لم تعترف إسرائيل رسميًا بعد بتصفية زعيم المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، ولكن مع تعيين السنوار خلفًا له، تلاشى الانتصار المسرحي الذي تظاهر بنيامين نتنياهو بشكل واضح بعد مقتل هنية".

في مقال لها تحت عنوان "المفاوضات مع هذا الرجل تبدو مستحيلة"، علقت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية على تعيين يحيى السنوار، مشيرة إلى أنه قد يكون أكثر “تطرفا” من سلفه".