الأحد 08 سبتمبر 2024 الموافق 05 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

مبعوث الاتحاد الأوروبي يتعهد بدعم حل الدولتين لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي

الرئيس نيوز

تقوّض الحرب في قطاع غزة الآمال الضعيفة في التوصل إلى سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكن المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي إلى الشرق الأوسط عازم على المضي قدما في مساعيه لتطبيق حل الدولتين الذي ترفضه حكومة الاحتلال، وفقًا لموقع سويس إنفو الإخباري السويسري.

ونقل الموقع السويسري عن المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي إلى الشرق الأوسط، "سفين كوبمانز"، في مقابلة مع وكالة فرانس برس قوله إن “الأولوية” اليوم هي “للسعي لوضع حد للمعاناة في غزة”، مع العمل على تجنب اندلاع “حرب إقليمية” ستشمل لبنان خصوصًا، وإعادة إطلاق “عملية السلام”.

يعمل هذا الدبلوماسي المتكتم بما يتوافق مع إعلان المجلس الأوروبي بشأن الشرق الأوسط الصادر في عام 1980 علاوة على إعلان البندقية هذا يؤكد بشكل خاص على “حق جميع الدول في المنطقة في الوجود والأمن، بما في ذلك إسرائيل… والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”، ولا سيما حق “تقرير المصير”.

لكن خارطة الطريق التي تتبناها الدول الأوروبية تصطدم بعقبات بنيوية وهيكيلية تواجهها الدول السبع والعشرون في ما يتعلق بالدبلوماسية، ولا سيما الحاجة إلى إيجاد توافق بين الحكومات ذات المواقف والمصالح المختلفة بشأن العلاقات الدولية.

وتشهد على ذلك الفجوة الكبيرة بين مواقف وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل ودول مثل المجر أو تشيكيا. ولم يتردد بوريل في إدانة إسرائيل “لانتهاكها القانون الدولي” في قطاع غزة، في حين أخَّرت بودابست وبراغ فرض عقوبات أوروبية على المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية المحتلة.

“حركة خفيفة”

أكد المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط الذي يشغل منصبه منذ عام 2021، أن بروكسل هي بالفعل إحدى العواصم التي تشهد، في الكواليس، نشاطًا بهدف الخروج من الأزمة، وأن جميع الدول الأعضاء متفقة على الحاجة إلى إقامة دولة فلسطينية.

ويقول هذا الدبلوماسي الهولندي إن الاتحاد الأوروبي هو “الشريك التجاري الأول لإسرائيل، وأهم جهة مانحة للفلسطينيين” مضيفًا: “نحن أهم جار سياسي للطرفين. بالطبع، لسنا الشريك الأكثر أهمية في القضايا الأمنية، لكننا جهة فاعلة مؤثرة ولها صلة مباشرة” بالمنطقة.

وبهذا المعنى، فإن الاعتراف بدولة فلسطين من قبل ثلاث دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي هي إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا خلال مايو ويونيو الماضيين، يمكن أن “يساهم” في وضع حل دبلوماسي لنزاع مستمر منذ عدة عقود.

وذكر كوبمانز “هناك حركة خفيفة بشكل عام، وهذا يعني أن عددًا أكبر من الدول الأعضاء تقول إنه ليس من الضروري الانتظار حتى نهاية” عملية سلام للاعتراف بالدولة الفلسطينية ولا يزال يؤكد أن التصريحات المتكررة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وأعضاء حكومته التي تعبر عن معارضة حازمة وثابتة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لن تثنيه عن مواصلة عمله.

ويشير كوبمانز إلى أن لدى نتانياهو “وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر جزء كبير من بقية العالم” وأن “رفض هذا أو ذاك … لا يعني أننا يجب أن نتوقف عن العمل” وأضاف من جهة أخرى “لم أسمع أحدًا ممن يعارضون حل الدولتين يعلنون ما يقترحونه عوضًا عن ذلك”، الجدير بالذكر أن المقابلة قد أجريت قبل اعتماد البرلمان الإسرائيلي هذا الأسبوع قرارًا ضد “إقامة دولة فلسطينية”.

دعوة سلطات الاحتلال

من أجل مناقشة مرحلة ما بعد الحرب في غزة التي اندلعت إثر هجوم شنته حركة حماس الإسلامية الفلسطينية في إسرائيل في 7 أكتوبر، استقبل الاتحاد الأوروبي في نهاية مايو وزراء المملكة العربية السعودية ومصر وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والأردن وقطر.

آلية "بيجاس"

ومن خلال آلية "بيجاس" التي أُنشئت عام 2008، يدعم الاتحاد الأوروبي السلطة الفلسطينية التي قدم لها 25 مليون يورو في بداية يونيو للمساهمة في دفع رواتب الموظفين وأعلنت المفوضية الأوروبية عن حزمة مالية “طارئة” للسلطة الفلسطينية بقيمة 400 مليون يورو على شكل منح وقروض، على أن تُدفع بين يوليو وسبتمبر، وذلك “رهنا بإحراز تقدم في تنفيذ برنامج إصلاحات”.

يقول كوبمانز إن “الاتحاد الأوروبي حريص على استمرار السلطة الفلسطينية”، وتعزيز حكومتها ومقرها في رام الله حتى تتمكن من “أن تحكم غزة عندما يكون ذلك ممكنا”.

ويقول الدبلوماسي إنه من “غير المقبول” أن تتكدس شاحنات المساعدات الإنسانية على معابر قطاع غزة ولا يُسمح بدخولها وأن يستمر توسيع الاستيطان الإسرائيلي والعنف الذي يولده في الضفة الغربية المحتلة.

ومن أجل بحث “الوضع في غزة” و”احترام حقوق الإنسان”، وجه الاتحاد الأوروبي مطلع يونيو دعوة إلى إسرائيل التي وافقت على عقد اجتماع في النصف الثاني من عام 2024، في ظل الرئاسة المجرية الدورية للاتحاد كما أكد كوبمانز “أنا واثق بأن هذا الاجتماع سوف يتعمق في مناقشة ما نتوقعه من شريكنا الإسرائيلي”.